التحايل مع كوبونات التخفيضات

قياسي

التحايل مع كوبونات التخفيضات

تُصاب بالذهول والتعجب عندما تتسوق وتُشاهد تلك الإعلانات المكثفة المتدلية من سقف المتجر وفي كل مكان للحصول على كوبون خصم بقيمة ألف ريال لكل ألف ريال تصرفه على الأثاث. ولكن تُصاب بصدمة عندما تصل إلى موعد الاستفادة من الكوبونات وتتجلى لك الحقائق وأسلوب التحايل والدهاء في وضع الاستراتيجية والشروط التي تحد من الاستفادة القصوى من الكوبونات وقد يصل بك الأمر لإعادة الكوبونات هدية لصاحب المتجر.


عندما يشتري العميل بخمسة آلاف ريال يحصل على خمسة كوبونات فيتصور بحسن نية أنه قد أصبح لديه خمسة آلاف ريال يمكن الاستفادة منها وشراء أي منتج يحتاجه، وعندما يقرأ الشروط ويفهمها جيدا يتفاجأ بما فيها من تقييد شديد على العميل وأنها تصب في مصلحة المتجر في الدرجة الأولى.


فمن الشروط أنك لاتستطيع الشراء بمجرد دفع الكوبونات فقط وتُلزم بدفع نصف قيمة المنتج نقدا والنصف الآخر بالكوبونات، ويشترط أن تكون قيمة المنتج بـ 2000 ريال وأكثر. كما أنك لايمكن أن تستفيد من الكوبونات لشراء الكثير من المنتجات المخفضة مسبقا لعدم شمولها في العرض الترويجي. وقبل الاستفادة من الكوبونات – المحصورة بأسبوع واحد فقط – تعود بعض المنتجات المخفضة لسعرها السابق ويشملها استخدام الكوبونات ولكن لو قارنت الأسعار تجد أن نسبة التخفيض التي استفدت منها لاتتجاوز 10% فقط إن لم يكن أقل حسب القيمة المخفضة سابقا، والعميل الغافل يتوهم بأنه قد كسب خصم 50%. هذا بالإضافة إلى السلبيات الأخرى مثل محدودية المنتجات التي تشملها الكوبونات والمبالغة في أسعارها، وإن حصلت على ماتحتاجه قد تواجهك مشكلة عدم توفره ولايمكنك طلبه والانتظار لتوفيره ولو بعد فترة؛ وكذلك حرمانك من حق الاسترجاع والتبديل عند استخدام الكوبونات.


لاشك بأن التاجر يبحث عن مصلحته في الدرجة الأولى قبل مصلحة العميل ولكن لاينبغي استغفال العميل بهذا الأسلوب وإغرائه بهذا الشكل ومن ثَمَّ تكبيله بالشروط التعجيزية غير المنطقية التي تفتقد للمرونة. كوبونات أو قسائم الخصم تطبقها بعض المحلات التجارية ولكنها تراعي فيها مصلحة العميل أيضا لجذبه ليكون عميلا دائما لها بعد كسب الثقة. الأمر ليس بحاجة للمبالغة في الحملات الترويجية ومقدار التخفيضات فكثير من المحلات التجارية تحرص على تحديد قيمة الكوبون بحيث تكون قيمته معقولة ومستقلة يمكن الاستفادة منه بدون إلزام العميل بالشراء بمبلغ محدد، وتوفر المنتجات الكافية وحرية الاختيار مع مراعاة المصداقية في الأسعار وحرية الاسترجاع والاستبدال.


وإن كان الذكاء مطلبا مهما في فريق التسويق إلا أن مثل هذه الحملات الترويجية لايُفترض منها تنفير العميل أو كسبه مرة واحدة بل ينبغي أن تكون أكثر إيجابية يستشعر فيها العميل بالأهمية والاحترام، ويكون فيها بُعد نظر لكسبه على المدى البعيد ليكون عميلا دائما، ويشارك في التسويق من جهته ونشر السمعة الطيبة مع من حوله.


عبدالله الحجي

٢٠٢٠/١١/٢٠