التعزية والمواساة في زمن كورونا
مع جائحة كورونا والتباعد الاجتماعي يفتقد أهل العزاء مجالس العزاء التي يحضر فيها الأهل والأحبة لمواساتهم وتخفيف ألم المصاب عليهم. وقد تم استبدالها بالمجالس الافتراضية في وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل واسع عبر الواتساب لوضع التعزية والمغادرة لفسح المجال للآخرين.
هذا من أضعف الإيمان للمواساة وما الضير في الدخول والتعزية في أي مجلس عزاء يصلك سواء كنت على علاقة ومعرفة بأهل المصاب أم لا – إن سمح الوقت- وتجعل ذلك قربة إلى الله تعالى فالأمر لايستغرق أكثر من دقيقة خصوصا إذا أعددت رسالة وحفظتها في جوالك.
قد لايعني هذا الكثير بالنسبة لك ولكنه يدخل السرور على أهل المصاب بالتفات والتفاف ووقفة المجتمع معهم في ظل هذه الظروف العصيبة. ربما لاتعرف المتوفى وعائلته ولكن لايخلو الأمر من معرفة أحد أقاربهم من عوائل أخرى لاتعلم بها إلا بعد الدخول للتعزية.
نعم التعزية لا تستغرق أكثر من دقيقة، وليكن تواصلك مع إخوانك المؤمنين قربة إلى الله تعالى خصوصا وأنك لاتحتاج إلى معاناة التنقل من مجلس إلى آخر مع ازدحام الشوارع.
وقد أوردت الروايات الأجر والثواب الكثير للمعزي. روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): “من عزى مصابا فله مثل أجره، من غير أن ينتقص من أجر المصاب شئ”. وروي عنه (صلى الله عليه وآله): “ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبته إلا كساه الله من حلل الكرامة”.
فلاتجعل الأجر يفوتك وأنت جالس في منزلك، وجميل أن تستمر هذه المنهجية حتى بعد هذه الجائحة لتمكين من لايستطيع الحضور لبعد المسافة أو أي ظرف كان من تقديم العزاء والمواساة لإخوانه المؤمنين. تغمد الله موتى الجميع بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته.
عبدالله الحجي
2020/7/10