واقعنا والأجهزة الذكية
منعا لتحسس المتحسسين والإسقاط على الذات سيكون الحديث شاملا (وما أبرئ نفسي) لواقعنا مع الأجهزة الذكية التي تمكنت من احتلال مكانة مرموقة في حياتنا لم ينلها أقرب المقربين وأعز الأعزاء. لقد أوشكت أن تسحب البساط من الكتاب لتأخذ المقولة المشهورة (وخير جليس في الزمان كتاب) لما تستهلكه من ساعات عديدة في كل يوم -ربما تصل إلى ثلث ساعات اليوم أو أكثر- معظمها هدرا وإضاعة وقت تنقلا من برنامج إلى آخر من برامج السوشيال ميديا (واتس اب، تويتر، فيس بوك، سناب شات، لينكد إن، ايميل، وبرامج الألعاب وغيرها. تنقل بحثا عن الرسائل القصيرة الخالية من الهدف والمضمون، بحثا عن التراشق والجدال، بحثا عن زيادة المتابعين، بحثا عن أكبر عدد من (اللايك) ولايخلو الأمر من متابعة كل ماينشر لتزويد الآخرين باللايك لضمان مرورهم واللايك منهم، بحثا عن ريتويت، بحثا عن إعلان ودعاية، بحثا عن أي شئ يملأ وقت الفراغ غير المستغل جيدا، بحثا عن السعادة والهروب من الملل والطفش.
