مواقف طريفة مع الكيمتشي الكوري

قياسي

الكيمتشي هو نوع من الطعام الكوري وهو وجبة أساسية شعبية لايستغني عنها الكوريون. الكيمتشي هو عبارة عن طعام أشبه ما يكون بالمخلل عند العرب وأساسه مادة الملفوف (اللهانة) والثوم الكثير والفلفل الأحمر الحار.


في عام ٢٠١١ ذهبت مع العائلة إلى مدينة سيئول في كوريا الجنوبية للعمل لمدة سنة بعد الإنتهاء من لندن وهذه بعض من المواقف التي لاتنسى مع الكيمتشي الذي يتميز برائحته القوية. في الأيام الأولى قررنا أن نستخدم القطار وما أن ركبنا القطار واشتد الزحام شعرنا وكأننا بحاجة للأكسجين من قوة تركيز رائحة الكيمتشي. بعدها التفتت إلي زوجتي أم محمد وألوانها متغيرة وقالت تكفى ياأبا محمد لانريد القطار ولنستخدم سيارات الأجرة بعيدا عن الإزدحام والرائحة. فقلت لها على الرحب والسعة وبدأنا نستخدم سيارات الأجرة التي كانت رائحتها أخف نسبياً.

وفي أحد الأيام ركبنا سيارة أجرة ولكن قبل أن يبدأ الحركة بدأ كل منا ينظر لوجه الآخر الذي تغير من شدة الرائحة وقالوا دعنا نغير السيارة فأعطيته إشارة بيدي ليتوقف وهذه هي إحدي التحديات لصعوبة التخاطب معهم بغير اللغة الكورية. فتحنا الباب وغادرنا السيارة وقلنا له “خمسا حميدا” أي شكرا. بعدها تآمرت أم محمد وابنيها مختار وعباس ووضعوا استراتيجية بأن أركب أنا أولا في سيارة الأجرة وإذا كانت الرائحة مقبولة نسبيا أعطيهم إشارة للركوب لتفادي الركوب والنزول وأحيانا أوفق وأحيانا لا، حسب ظروف حاسة الشم (ههه). ولكن تم التخلص من هذه المعاناة بعد استئجار سيارة.

لقد كان السكن في بداية الأمر في أحد الفنادق التي عادة تكون مقبولة وبدأءنا البحث عن شقة ولم يخلو الأمر أيضا من المعاناة في الحصول على شقة ملائمة وعندما وجدنا بعض الشقق المناسبة كانت الرائحة هي المنفرة. بعدها شعرت العائلة الكريمة باليأيس و اتخذت قرارا للبقاء في الفندق بحيث أذهب بمفردي للبحث عن شقة.

أعجبتني إحدى الشقق وبعد الكشف عليها كانت مقبولة فانتقلنا إليها. فهل انتهت المعاناة مع الكيمتشي؟ كلا لم تنتهي واستمرت المواقف في الشقة. عند تفحص الشقة فتح أحد أبنائي ثلاجة صغيرة فانعثت منها تلك الروائح القوية جدا والتي ملأت الشقة وكدرت المزاج. تبين أن هذه الثلاجة خاصة للكيمتشي فأغلقناها البتة ووضعنا شريطا لاصقا على الباب لكي لايفتحها أحد بالخطأ. 

ننتقل الآن إلى الثلاجة، فتحتها أم محمد فلم تتقبل رائحتها فبدأت المحاولات بتنظيفها ولم تجدي، ومن ثم استخدام الفحم واستخدام قشور الليمون والبرتقال وإشعال البخور وغيره  ولم يجدي نفعاً. فطلبت أم محمد شراء ثلاجة جديدة فقلت لها سأقوم بآخر محاولة فمددت هوز الماء وأخذت الصابون وأجهدت نفسي في تنظيفها ولكن آثار الرائحة لم تزل وانتهى الأمر بتعطل الثلاجة وركنها على جنب وشراء ثلاجة جديدة ولله الحمد خالية من رائحة الكيمتشي.


ملاحظة: ربما البعض من غير الكوريين أيضا يتكيف مع رائحته ويأكل منه في جميع الوجبات بدون أي تحرج لما فيه من فوائد عديدة.

عبدالله الحجي
١٤١٥/١/٢٧




لايكن أبناؤك ضحية التعدد

قياسي
في كل عام يجمع بعض أبنائه ويسافر معهم في رحلة داخلية في ربوع البلاد. قد يسأل سائل أليس لديه زوجة لتذهب معهم؟ بلى.. لديه بدل الزوجة الواحدة أربع زوجات وكل واحدة تأخذ نصيبها من السفر معه ولكنه خلال عامين على التوالي يخصص رحلة تجمع فقط بعض الأبناء من زوجاته لأهداف سامية منها تعميق العلاقة بين الوالد وأبنائه وبين الأبناء أنفسهم. وفي الجهة المقابلة زوج هجر أبناءه من إحدى زوجاته وكأنهم لايمتون إليه بأي صلة ولايعرفهم حتى في المناسبات التي هم بأمس الحاجة فيها ليغدق عليهم بعطفه وحنانه الأبوي!

لن أخوض بعمق في موضوع التعدد وأحتفظ برأئي لنفسي فالأمر محلل شرعا وكل له قناعاته وأسبابه وظروفه الخاصة للزواج بأكثر من واحدة ومن هذه الأسباب البحث عن الأبناء أو مرض الزوجة أو تقصير الزوجة في تلبية حقوقه أو تقصيرها في الاهتمام بنفسها وبه والإنشغال بالأبناء وشؤون المنزل أو عدم التوافق والانسجام بينهما. وأحيانا يكون لأسباب تعود للرجل ذاته لرغبته في التغيير وإشباع رغباته الجنسية، والبحث عمن يدعم حالته المادية، ومنهم من يقول أنه يحمل هماً وحساً إجتماعياً لمعالجة العنوسة والزواج ممن فاتهن القطار والأرامل والمطلقات. ومهما تعددت الأسباب يوجد في الجهة المقابلة بعض الأزواج ممن يوجد لديهم الأسباب والمبررات التي تعذرهم للزواج كالرغبة في الذرية أو مرض الزوجة مثلا ولكن يبقى الود والوفاء والإحترام والتقدير متأصلا في نفوسهم صابرين محتسبين لسنوات عديدة قد تتجاوز العشرين عاماً وأكثر.
 
التعدد قد يكون نعمة يعيش فيها الزوج ملكاً وقد يكون نقمة يتمنى أنه لم يتزوج حتى بواحدة وذلك يعتمد على عدالته وحنكته وحسن تعامله وقيادته لزمام الأمور، وفي الدرجة الأولى تفهم الزوجات وتقبلهن للوضع وتنافسهن أما لدلاله أو لتنكيد عيشه وتقصير عمره.
 
من المؤسف المحزن بأن الأبناء قد يكونون هم ضحية ذلك التعدد. يقول أحد المتزوجين مضى على زواجي عشر سنوات ولم تعرف زوجتي الأولى بذلك. ويقول آخر مضى أكثر من ١٥ سنة على زواجي الثاني وكل زوجة تسكن مع أبنائها في منزل مستقل بعيد عن الآخر ولايوجد بينهم تواصل حتى في المناسبات. وأحيانا يكون السكن قريباً جداً ولكن تتدخل الأمهات بتعبئة رؤوس الأبناء وزراعة الحقد والغل فيعيش الإخوان علاقة عدوانية على مدى سنوات عديدة مادام الزوج موجوداً على قيد الحياة. وما أن يتوفاه الله حتى ترق قلوب الزوجات وتتحسن علاقتهن وتنعكس إيجابا على أبنائهن لتبدأ مرحلة جديدة من صلة الرحم والمحبة، والندم على مامضى من سنين الجفاء والعداوة والبغضاء. ولا يتوقف الأمر على قطيعة الرحم بين الأبناء فقط، بل الأسوأ من ذلك عندما يتخذ الوالد موقفا سلبيا ويقطع علاقته بأبنائه بمجرد سوء العلاقة مع أمهم أو عندما ينتهي الأمر بالإنفصال فيذهب كل من الزوجين في سبيله ليبدأ حياته الجديدة  بشرط التخلي عن الأبناء بأي وسيلة كانت.
 
مهما دبت الخلافات بين الزوجات، فهل يستدعي الأمر غرس الحقد والكراهية في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم؟ وهل يستدعي الأمر أن يعيش البعض في أقصى الشرق والبعض الآخر في أقصى الغرب؟ وهل ينبغي قطع التواصل والعلاقة بينهم والانتظار حتى يرحل والدهم إلى جوار ربه؟ وهل يستحق لقب الأبوة والأمومة من اندثر عطفه وحنانه ومات قلبه ولم يكترث بأبنائه عاشوا أو رحلوا؟ وهل يستحق الأبناء ليكونوا هم الضحية؟
 
عبدالله الحجي
١٤١٥/١/٢٧
 


أفلا يكون هذا الحيوان قدوة للإنسان؟

قياسي
بالفيديو .. الرحمة تدب فجأة في قلب لبؤة أثناء ملاحقتها لفريسة ضعيفة » صحيفة الاخبارية مباشر – 
 

——-

 
همسة
ياسبحان الله الرحمة تدب في قلب الحيوان فأين تلك الوحوش البشرية من الرحمة والرأفة ببني البشر؟ أفلا تكون هذه اللبوة قدوة لهم بالتورع عن الاعتداء، بل الدفاع عن فريستها؟

 
 
http://youtu.be/HC_52nlqQMM
 
 

مدير الدقيقة الواحدة

قياسي
 
مع بداية أيام خدمتي في الشركة، شاهدت في إحدى الدورات التدريبية فيديو بعنوان “مدير الدقيقة الواحدة” وقد أثار إعجاب الحضور، وأيضا صدر كتاب بنفس العنوان في عام ١٩٨٣ م وأخذ ينتشر بشكل رهيب بطباعة الملايين من النسخ ويترجم لأكثر من ٢٥ لغة.  في هذه المقالة سأقوم بتلخيص ماورد في الكتاب لتعم الفائدة فالبعض ربما لم يحصل له فرصة الإطلاع عليه، ومن ثم سأضيف بعض التعليقات والملاحظات.
مدير الدقيقة الواحدة يقضي وقتا قليلا مع موظفيه لتحقيق نتائج كبيرة باتباع ثلاثة أسرار. السر الأول والأساس هو وضع أهداف الدقيقة الواحدة بأن يقضي مدة دقيقة تقريبا مع الموظف مع بداية كل مهمة أو مسؤولية جديدة لوضع تلك الأهداف. وتكمن أهمية ذلك في التوافق بين الموظف ومديره بالمهام التي ينبغي القيام بها لتفادي الاختلاف وسوء الفهم. ويتم ذلك بالاجتماع وتسجيل كل هدف على ورقة واحدة بما لايزيد على ٢٥٠ كلمة، ويحتفظ هو بنسخة والموظف بنسخة أخرى لقياس التقدم والأداء لاحقاً. مدير الدقيقة الواحدة يعمل بقاعدة ٨٠-٢٠ التي تقول بأن ٨٠% من النتائج المهمة تأتي من ٢٠% من الأهداف وعليه فالأهداف التي يركز عليها هي بنحو ٢٠%. ويقوم المدير بتوضيح معايير الأداء ويطلع موظفيه على مايتوقعه منهم.
 
والسر الثاني هو “مديح الدقيقة الواحدة”. وفيه يحاول المدير ضبط العاملين معه متلبسين بفعل أمر صائب تحت شعار “ساعد الناس على الوصول لأقصى إمكاناتهم، واضبطهم متلبسين بأمر صائب.”
 
وذلك خلاف ما يفعله البعض من عدم الثقة والبحث قدر الإمكان لضبط الموظفين وهم يقترفون أموراً خاطئة. في هذا المقام يتم التركيز على الجانب الايجابي بحيث يعطيك المدير مديح الدقيقة الواحدة بأن يدنو منك ويتواصل معك، وهذا يعني وضع يده على كتفك أو المصافحة أو النظر مباشرة للعينين وإخبارك بشكل محددعن الأمر الصائب الذي فعلته ثم يطلعك عن مدى سعادته بمافعلت. من الأمور المهمة أن يكون المديح لأمر محدد وليس بشكل عام وأيضا تقديمه مباشرة بعد القيام بالأمر الصائب، ولاينتظر تقييم الأداء السنوي.
 
والسر الثالث هو “تأنيب الدقيقة الواحدة” إذا فعل الموظف خطأ فادحاً. بمجرد أن يعلم المدير بالخطأ يأتي للموظف ويقوم باقرار الحقائق أولا. ثم يضع يده على كتفه و ينظر إلى عينيه مباشرة ويخبره بالخطأ بشكل محدد. وبعد ذلك يطلعه على مشاعره تجاه الأمر سواء كان غاضبا او متضايقا أو محبطا. وبعدها يتركه يستوعب خلال ثوان معدودة من الصمت ثم ينظر مباشرة في عينيه ويمدحه ويعلمه أنه ماهر ويظهر بعض محاسنه. من الأمور المهمة انه لايهاجم الشخص بل ينتقد السلوك بحيث لايكون الموظف في موقف دفاعي ولايلقي باللوم على غيره.
 
لقد أطرى وأثنى الكثير على هذا المفهوم في طريقة الإدارة ولكني لم أجد ولم أسمع عن أي من المدراء يطبق كل مافيه خلال هذه الحقبة الزمنية على مدى ٣٢ عاماً بنفس المنهجية، ولربما يوجد من يطبق جزء من المفاهيم المتناولة وبطريقة مختلفة. عند الحديث عن الدقيقة الواحدة فلايعني ذلك الإقتصار على دقيقة واحدة بالضبط وإنما هو مجازي يدل على قصر الوقت وعدم تضييعه في التكرار و فيما لاينفع. وضع الأهداف أمر ضروري لتحقيق التوافق بين القائد ومتابعيه ومعرفة كل شخص بمسؤولياته. وماذكر أعلاه يطبق عادة على الموظفين الجدد في أغلب الأحيان باعتبار الموظفين ذوي الخبرة يملكون قدراً كبيراً من التحفيز وتحمل المسؤولية. أما موضوع اللمس فيختلف من ثقافة مجتمع إلى آخر فبعض المجتمعات قد لاتفضل اللمس ولذلك لايعمل به. كما أن بعض القادة يفضل تقديم المديح أولا ثم يأتي بالتأنيب والنقد البناء بأسلوب حضاري من أجل التطوير والإرتقاء بالأداء.
 
من المواقف الإدارية يذكر أحد الموظفين بأنه جلس مع مديره في نهاية العام عندما حصل على تقدير جيد وهو غير راضٍ فسأله عن الأسباب؟ فأخرج المدير ورقة وقرأ عليه بعض الأععمال التي رآه مقصراً فيها منذ بداية العام.. حينها تفاجأ الموظف وقال له لم احتفظت بكل ذلك لمدة عام ولم تقدم لي التغذية الراجعة أولا بأول لكل أطور من أدائي وأتفادى مثل هذه الأمور التي لاترتضيها قبل موعد التقييم النهائي؟ فكان الرد منه مع الأسف مخيباً للآمال عندما قال له إذا أنا أخبرتك بما يجب أن تعمله للحصول على تقدير امتياز وأخبرت كل موظف فسأكون في موقف محرج في نهاية العام حيث أني لن أتمكن من تقييم الجميع بامتياز فالنظام لايسمح بذلك ولابد أن يحصل تقريباً ٦٠٪ من الموظفين على تقدير جيد والباقي على تقدير جيد جداً وممتاز!! 
 
يقال بأن المدراء الأكفاء هم من يديرون أنفسهم والأشخاص العاملين معهم من أجل أن تربح المؤسسة ويربح الموظفون من وجودهم. وإذا استثمرت في الموظفين استثماراً صحيحاً مقدراً قيمتهم فلا تحمل هم الإنتاجية والأرباح فإنهم سيكونون أحرص منك لتحقيق ذلك.
 
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١/١٨
 


مكتب البريد لايملك قيمة (تيب)؟!!

قياسي
في زيارة لمكتب البريد لإرسال طرد لإبني، سلمت الطرد للموظف فوضعه على الميزان فقال يكلفك تقريبا ٣٠٠ ريال فوافقت وقلت له توكل على الله.

فسمعته يتمتم بكلمات التقطت آخر كلمة منها “تيب”.. ظننته يطلب من زميله الذي يقف بجانبه أن يناوله التيب لكي يتأكد من إغلاق الطرد جيداً.

ولكن سرعان مارفع رأسه وتوجه بنظراته إلي قائلاً هل أحضرت معك تيب؟


استغربت من سؤاله! فنظرت خلفي ولم أجد أحدا! فقلت له هل تقصدني؟

قال نعم.. فسألته مستنكراً ألا يوجد عندكم؟ فقال مع الأسف لا..

وما كان مني إلا أن خرجت وتوجهت لأقرب مركز وأحضرت التيب.

انتهت المهمة وأكمل الإجراءات وأعاده لي..

أمسكت بالتيب في يدي وسألت الموظف لم أرجعته؟ ألا تحتاجه لعملاء آخرين؟ قال بلا ولكن كل عميل يحضر تيبه معاه!

فتبسمت واقترحت عليه أن يتركه معه ليستفيد منه الآخرون ويجنبهم العناء للذهاب وشراء كل منهم تيب جديد. فاستحسن الفكرة وبقي التيب في أدراج البريد..

معقول ياناس؟ كم هي قيمة التيب؟ وكم يستهلك كل طرد منه؟ 

أيعجز البريد عن شراء و توفير كميات حتى وإن أضاف ريال أو ريالين بالإضافة إلى التكلفة لكي يظهر بالمنظر المشرف ويحفظ  كرامته وماء وجهه.

(تيب) : شريط لاصق



إجازتك تعيق مسيرة تقدمنا

قياسي
 
يعمل في منظمة عمل ويحمل رصيد إجازات لثلاث سنوات (مايقارب ٩٠ يوما) بحجة أن رئيسه لايستغني عن خدماته، وعدم وجود من يقوم بمهامه أثناء غيابه ويخشى أن تصاب منظمة العمل بالشلل والخسارة أثناء غيابه.


تختلف مدة الإجازة من منظمة إلى منظمة ومن دولة إلى أخرى فحسب لائحة العمل السعودية  يستحق العامل عن كل سنة من سنوات الخدمة إجازة سنوية بأجر كامل لا تقل مدتها عن (21) يوماً. بعض الموظفين لايرغبون بالخروج في إجازة لظروفهم وأسبابهم الخاصة التي لن أتطرق لها في هذه المقالة. وأحيانا يكون تأجيل الإجازة من القائد وذلك بسبب ثقته الكبيرة في عدد محدود من الموظفين وتفويض كل المهام التي يريد إنجازها لهم، ويشعر بقلق كبير حينما لايجدهم من حوله.
 
تكدس إجازات أي موظف بسبب تطلبات العمل المزعومة يكشف تقصير القائد وضيق أفقه ورؤيته وسوء تخطيطه. فالقائد الكفؤ الفذ هو من لايعتمد على موظف واحد أو اثنين فقط لتسيير مهامه بل يضع له خطة لتدريب وتطوير أكبر عدد ممكن ممن يعملون معه ويثق في قدراتهم وإمكاناتهم بحيث يقوم كل منهم مقام الآخر ليتمكن كل موظف من الاستمتاع بإجازته السنوية بدون إحداث ربكة ولاتقصير في مجال العمل. كما أنه بخروج أحد الموظفين في إجازة يتيح الفرصة أمام الموظفين الآخرين لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وإثبات وجودهم وتفجير طاقاتهم واكتشاف مالديهم من إمكانات.
 
ومايغفله بعض القادة تلك المنافع الجماء والأثر الإيجابي الذي ينعكس على الموظف وأدائه حينما يستمتع بإجازته مع عائلته بعيدا عن جو العمل وضغوطاته. تلك الإجازة تعيد شحن بطاريته ليعود بصحة أفضل ومعنويات مرتفعة محملا بالحيوية والنشاط والذهن المتفتتح للإبداع ومضاعفة الإنتاج بأداء متميز.
 
لاأريد الإسهاب في هذا الموضوع فقد وردت الكثير من الدراسات في الفوائد التي يجنيها الموظف بسبب إجازة قصيرة وانعكاساتها الايجابية على أسرته وعلى جهة العمل،  وأكتفي بذكر موقف حدث قبل أكثر من خمسة عشر عام تقريباً. حين قررت منح أحد المهندسين الذين يعملون معي إجازته السنوية، طلب مني مسؤول التشغيل الذي تُقدم له الخدمات بتأجيل الإجازة معللا بأن ذلك المهندس لديه العديد من المهام الضرورية الملحة التي لايمكن تأجيلها. لم أوافقه على طلبه وقدمت له أحد المهندسين المستجدين ليقوم بمهامه ولكنه أبى إلا أن يرفع الأمر إلى قائده ليستعين به ويؤجل إجازة المهندس. حينها دعاني قائده وهو جالس بجواره وقال استمر في إجراءات الإجازة فالعمل مستمر، وإن كانت شركتنا العملاقة تتوقف على شخص واحد فلاخير فينا ولا فيها. نعم لقد كانت كلمة قائد كفؤ متميز اتسم بالحكمة والحنكة.  
 
وبعد انقضاء الإجازة دخل مكتبي المهندس المستجد وقال شكرا لك على ثقتك وعلى هذه الفرصة الثمينة التي جعلتني في تحد للبحث عن المعلومات وايجاد الحلول بنفسي سواء عن طريق البحث في المكتبة أو استشارة المهندسين ذوي الخبرة. لقد تعلمت فيها مالم أتعلمه في ستة أشهر. وعندما سألت مسؤول التشغيل أبدى إعجابه وتقديره بما قدمه المهندس المستجد من خدمات بكفاءة عالية وزمن قياسي لم يكن يتوقعه منه. هذا بالإضافة إلى ماعاد به المهندس من حيوية ونشاط بعد إجازته وتكليفه بمهام جديدة ليتمكن من سد ثغرات أخرى ليستمتع كل موظف بأيام إجازته خلال أيام السنة.
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١/١٠
 

لايستحق أن يكون زوجاً لكريمتك

قياسي
ظاهره ملتزم دينيا، مواظب على صلواته ومحافظ عليها، و يحرص على أن يكون دائما في الصف الأول في المسجد..
تقدم لخطبة فتاة لإكمال نصف دينه.. كانت بوادر القبول المبدئية إيجابية للغاية بعد عرضها على الموازين الشرعية والمعايير التي حددها رسول الله (صلى الله عليه وآله)  في الزوج وهي الخلق والدين حيث قال: “إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه”، وأردف (صلى الله عليه وآله) ذلك بالنهي عن رد صاحب الخلق والدين فقال: “إنّكم إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”
 
عملا بالعرف السائد تم السؤال لمعرفة المزيد عن المتقدم. منهم من ذكره بالخير والصلاح والتدين، ومنهم من زكاه بالتزامه دينيا إلا أنهم تحفظوا على سلوكه العملي وخلقه وسوء تعامله وتصرفاته مع الآخرين.  
 
لم يتحقق الشرطان عند ولي الأمر وشكك في الأمر من أنه قد يكون المعني شخص آخر.. فكانت حجته على أنه لايترك الصلاة ويطيل ركوعه وسجوده!!
 
غالبا ماتكون الصلاة والإلتزام دينيا يردع الشخص عن سوء الخلق وينعكس على تعامله وسلوكه مع الآخرين عندما ينهل من الدروس الأخلاقية السماوية. إلا أن تلازمهما ليس شرطا وقد يكون أداؤه للصلاة مجرد عادة اعتاد عليها يستأنس بأدائها ويستوحش بتركها، كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): “لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شيء اعتاده، ولو تركه لاستوحش لذلك.. ولكن انظروا إلى صدق حديثه، وأداء أمانته).
 
يوضح هذا الحديث المنهجية في الحكم على الناس وعدم الاغترار والنظر إلى طول الركوع والسجود بل الالتفات إلى الجانب الأخلاقي والسلوكي في التعامل مع الوالدين والأهل والأصدقاء وغيرهم. وقد أكد على هذه المنهجية صاحب الخلق العظيم (صلى الله عليه وآله) بقوله: “الدين المعاملة”. بهذه العبارة القصيرة رسم لنا (صلى الله عليه وآله) الطريق الذي يجب أن نسلكه لنستحق حمل الدين، فليس الدين بكثرة الصلاة والصيام والحج والزكاة بل لابد أن نهتم بحسن معاملة من حولنا بالتحلي بالأخلاق الحميدة والترفع عن الأخلاق المذمومة التي بدأت تنتشر وتدب في النفوس كالأمراض المستعصية التي يصعب التخلص منها حتى تقضي على صاحبها.
 
كيف لا، وهو من وصفه الله جل وعلا بالخلق العظيم في قوله: “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”. لقد استطاع بخلقه الكريم وطيبة قلبه وسمو نفسه الزكية أن يجذب الكثير ويرغبهم للإسلام ولم يتبع سياسة التنفير والقسوة والإساءة والترهيب وقد أشاد بذلك عز وجل في قوله: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”
 
ولاتقتصر المعاملة على الأقربين ومن لهم صلة وعلاقة وطيدة بل تشمل الجميع بمختلف أطيافهم ومذاهبهم وقد أكد على ذلك إمامنا الصادق (عليه السلام) في وصيته المشهورة لكل من ينتسب إليه: “كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً ، قولوا للناس حسناً ، واحفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول ، وقُبح القول”
 
في أيام ذكرى ميلاد سيد الخلق والمرسلين (صلى الله عليه وآله)، وحفيده الإمام الصادق (عليه السلام) ماأحوجنا أن نراجع حساباتنا وسلوكنا وأخلاقنا وتعاملنا مع والدينا وأزواجنا وأبنائنا وكل شخص من حولنا ليكون صاحب الخلق العظيم (صلى الله عليه وآله) هو أسوتنا وقدوتنا، وأن نكون عند حسن ظن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) لكي يدعو له الناس بالرحمة لحسن تربيته وتأديبه لنا.
 
عبدالله الحجي
١٤٣٦/٣/١٧
 

متعة الحياة في تحدياتها!

قياسي
سنوات عديدة من الخدمة.. تميز في الأداء.. مثابرة وكفاح.. تكريس وإخلاص.. كل ذلك لم يكن ليشفع له في المؤسسة التي كان يعمل فيها فظل يصارع التحديات التي تعصف به، والأمواج التي تلاطمه وتحطم معنوياته وتسلبه تحقيق أحلامه وبلوغ طموحاته وأمنياته.


ذلك مجرد مثال يعيشه الكثير في المجال المهني وعليه يمكن القياس على غيره من المجالات. فكل شخص يواجه في حياته تحديات كثيرة سواء كانت عائلية أو عملية أو اقتصادية أو صحية أو اجتماعية أو غيرها. ولكن كل شخص يختلف عن الآخر في طريقة التعاطي والتفاعل مع هذه التحديات.

رجوعاً إلى المثال السابق، البعض يستسلم للأمر ويستمر على وضعه يكابد الآلام والتحديات يوما بعد يوم يعيش على أحلام واهية. ومنهم من يختصر المسافة ويحيل نفسه على طريق التقاعد المبكر ليتفرغ لإستثماراته الخاصة وعمل مايروق له بلاقيود. ومنهم من يستيقظ من سباته متأخرا ويتكيف مع تحدياته مؤديا واجبه بعيدا عن الضغوطات النفسية، مستفيدا من هذا التحدي لإعادة ترتيب أوراقه وأولوياته، وتحقيق التوازن بين أهدافه التي تشمل جميع الأدوار التي يشغلها، ويبحث عن فرص واعدة ليعيش حياته باستثمار وقت فراغه و طاقاته ومواهبه وهواياته فيما يحقق له السعادة والرضا الذاتي. ومنهم من يقرر وضع نهاية لتلك التحديات واجتثاثها من جذورها وتحويلها إلى فرصة للتغيير والالتحاق بمنظمة عمل أخرى يجد فيها مساحة واعدة أكبر لتحقيق طموحاته وأهدافه، والإستمرار في عطائه واستثمار طاقاته وخبراته للرقي بالمنظمة التي انظم إليها.   


التحديات التي تواجهنا مهما كانت لاينبغي أن تكون عائقاً أو أن تقف حجر عثرة أمام تحقيق مانصبو إليه من أهداف سامية أو سبباً في تعكير صفو العيش والتأثير على الحالة النفسية والصحية. بل بالعكس ينبغي أن ننظر إليها بنظرة إيجابية، وبعقل متفتح ونبحث عن طرق فاعلة للتحكم في كيفية التفاعل والاستجابة معها بحكمة وروية. فكما قيل: “تحديات الحياة لايفترض أن تعيقك، بل يفترض أن تساعدك لاكتشاف نفسك”.برنيس جونسون. 

وذلك لايمكن تحقيقه بيسر وسهولة إذا كانت ردة الفعل مبالغ فيها إلى درجة أن يبدأ التحدي بجعل حياتك مأساوية وغير مرضية. عندما ينغلق أحد الأبواب أمامك لاتهتم كثيرا ولا تكن متشائما ومتحطما معنويا، ولكن افعل مابوسعك لتجد طريقة مثلى لكي تتمكن من فتحه مرة أخرى، وإذا ما تعسر إعادة فتحه فلا تقف أمامه محملقاً كثيراً وتضيع وقتك منتظراً طوال حياتك مُصراً على إعادة فتحه. انظر من حولك وسترى أبواباً كثيرة مفتحة تستطيع اختيار أي منها بما يناسب احتياجاتك ويلبي رغباتك لتعبر من خلاله بابتسامة لعلك تجد فيه الخير الكثير الذي لم تجده في غيره من الأبواب.

التحديات ليست دائماً سيئة، والحياة أحياناً تكون مملة بدونها. التحديات تجعل الحياة أكثر متعة ومعنى لأنها تخرجك من المنطقة المريحة التي اعتدت المكث والاستقرار فيها. وعليه فنحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نتفاعل ونتعامل مع جميع أنواع التحديات التي تواجهنا في مختلف الأصعدة لكي لانسمح لها أن تعكر صفو عيشنا. علينا أن نتحلى بالصبر والإستعانة والثقة بالله جل وعلا، وأن نكون عقلانيين آخذين بجميع الأسباب والظروف المحيطة. كما ينبغي أن نكون إيجابيين وننظر لوجهي العملة ونقيم الإيجابيات والسلبيات. ومن الضروري أن نتحلى بأعلى درجات الثقة بالنفس وبقدراتنا وإمكاناتنا لنتمكن من تحويل أي تحد بيسر وسهولة إلى فرص مثمرة واعدة نستفيد منها على المدى القصير والبعيد.

وليس شرطا بأن تكون هذه الفرص من نفس طبيعة التحدي بل يمكن أن تكون في أي مجال وفي أي بيئة قريبة أو بعيدة. وذلك الأمر يتطلب منا أن نكون أكثر وعيا ومبادرة وانفتاحا، ونفكر خارج الصندوق بدون قيود أو حدود. وأي إخفاق في ذلك يعني بأننا استسلمنا وقررنا أن نواصل العيش مع تلك التحديات ونتصارع معها، ويبقى الحال على ماهو عليه بغض النظر عن النتائج السلبية الوخيمة. ومن جميل ما قيل: “لاتتمنى أنه كان أسهل، تمنى أنك كنت أفضل. لاتتمنى مشاكل أقل، تمنى المزيد من المهارات. لاتتمنى تحديات أقل، تمنى المزيد من الحكمة.” جيم رون

والآن عزيزي القارئ خصص جزءا من وقتك، وخذ قلما وورقة وسطر فيها بعض التحديات التي تواجهك في مختلف المجالات العائلية والعملية والإجتماعية والإقتصادية ..  وغيرها. ثم ابدأ بالتفكير ايجابياً وبكل تفاؤل وحكمة في كيفية تحويل هذه التحديات لفرص مثمرة واعدة تحقق لك النجاح والسعادة الدنيوية والأخروية.

عبدالله الحجي

٢٠١٤/١/٣


فيلم العيد الحزين

قياسي
مجموعة آفاق الفنية تقدم
الفيلم القصير: ( العيد الحزين )

فكرة وسيناريو:
م.عبدالله الحجي

تمثيل :
محمد البريمان – حيدر الخميس – عبدالله الحجي – عدنان الخميس – عيسى الحسن -عباس الحجي – حيدر النصر – علي الصحيح – يحيى الحسن – أحمد الخميس
تصوير :
محمد الخميس
مونتاج :
عبدالله العبدالله – محمد العبداللطيف
إخراج :
مهدي الخميس

الفيلم أقل من 3 دقائق



قصة اليتيم والعيد



 

ثقافة العطاء

قياسي
٢٠١٥ – ليكن عام عطاء
 
سئل أحد الحكماء، ما الفرق بين من يتلفظ الحب وبين من يعيشه؟
قال الحكيم: سترون الآن، ودعاهم إلى وليِّمة وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة الحب شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم، وجلس إلى المائدة و جلسوا بعده. ثم أحضر الحساء وسكبه لهم وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر!  وأشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة، وحاولوا جاهدين لكن لم يفلحوا فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فيه دون أن يسكبه على الأرض!! وقاموا جائعين في ذلك اليوم.
قال الحكيم: حسنا، والآن أنظروا… ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة فأقبلوا والنور يتلألأ على وجوههم المضيئة، وقدم لهم نفس الملاعق الطويلة! فأخذ كل واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدها إلى الشخص الذي يقابله، وبذلك شبعوا جميعاً، ثم حمدوا الله.

وقف الحكيم وقال: من يفكرعلى مائدة الحياة أن يشبع نفسه فقط ؛ فسيبقى جائعاً، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معاً.

قصة يقال أنها من الأدب التركي جدا معبرة توضح بأن الحياة ليست في الإكتفاء بالأخذ من الآخرين دون العطاء، وليست لمن لاينظر إلا لنفسه ولايهتم بمن حوله ممن هم بحاجة إلى عطائه ولطفه. تتمثل الحياة الحقيقية بالبذل و العطاء لمن حولك ابتداء من القريب إلى البعيد. فبالعطاء يشبع الجائع ويروى الضمآن ويكسى العريان وترسم البسمة على شفاه لطالما سلبتها منها ظروف الحياة وقسوتها، وبالعطاء يتحقق التكاتف والتعاون ليصبح الجميع جسدا واحدا تكنفه المحبة و الألفة، وبالعطاء ترتقي الأمم وتسمو الشعوب وتزدهر الأوطان وتتجسد أعلى مراتب الإنسانية.

العطاء سمة إنسانية يشعر بحلاوتها من يسخر نفسه للعطاء في أي مجال كان. من يعطي للآخرين يتمتع بالفكر الراقي الحضاري والإنسانية الكبيرة وصفاء الروح فكلما أعطى ونظر إلى من حوله بأنه سبب في إدخال البهجة والسرور عليهم، كلما حفزه وشجعه ذلك لتقديم المزيد من العطاء لكي يعيش من حوله بهناء وينعم هو بالرضا الذاتي، ويرتقي بارتقائهم. من يعطي بإخلاص يتحرر من قيود الأنانية وحب الذات ويسعد كلما خلق جوا من البهجة والسعادة في البيئة المحيطة به.

عندما تعطي لاتكن انتقائيا في عطائك لمن تعرف فقط ومن بينك وبينه مصلحة ومنفعة أو تتوقع منه أو من أحد المقربين إليه شيئا من ذلك. عندما تعطي لا تنتظر رد الجميل والجزاء والشكر والثناء. عندما تعطي اعط قربة لوجه الله تعالى ولا تتبع عطاءك بالمن والأذى. عندما تعطي إياك أن ترى الذل والانكسار على وجه من تعطي وتريق ماء وجهه، فالله خلقه وكرمه فاحفظ له كرامته وماء وجهه. قال الإمام الحسن (عليه السلام)

نحن أناس نوالنا خضل *** يرتع فيه الرجاء والأمل
تجود قبل السؤال أنفسنا *** خوفاً على ماء وجه من يسل

جميل أن يعطي الإنسان من يعطيه ويرد له الجميل، وجميل أن يعطي من يعرفه ولكن الأجمل والأعظم أن يعطي من حرمه ومن لم يعرفه. يقول كارل مور في كتابه (١٨ قاعدة للسعادة): اعط بلا مقابل ولاتركز فقط على من تعرفه أو بينك وبينه قرابة أو صداقة. حاول بين الفينة والأخرى أن تدفع مثلا قيمة غسيل السيارة التي خلفك حتى وإن لم تكن تعرفه ليتفاجأ هو بذلك. حينها ستغمره السعادة وينبهر من هذا العمل ولربما يطبق ذلك مع شخص آخر وتستمر الحلقة مع أكثر من واحد.

عندما سمع بعض الأشخاص بذلك قالوا إن ذلك في عالم المثاليات والخيال وغير موجود في هذه الأيام. بينما البعض الآخر استنكروا ذلك وأخذوا يسردوا بعض المواقف المجيدة الأعظم من مجرد دفع قيمة غسيل سيارة لشخص لاتعرفه. نعم الأمثلة كثيرة يطول المقام بذكرها في هذه المقالة ولكن لاغرابة في ذلك وهو خلق سيدنا وقدوتنا صاحب الخلق العظيم حيث يقول (صلى الله عليه وآله): “ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والأخرة: تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك”. فلا تنتظر مبادرة الآخرين بالتواصل معك والعطاء والعفو بل كن أنت المبادر وابحث عمن لايصلك وصله، وعمن لايعطيك واعطه فذلك سيكون له انعكاسات إيجابية تجعله يشعر بالخجل ويحذو حذوك في الإقتداء بالأخلاق المحمدية.
  
وإذا كنت معطيا فلا تعطي مالا تهواه ولاتحبه نفسك، ولاتعطي الأشياء التالفة والقديمة بدافع التخلص منها فالخير كل الخير في تقديم الأشياء المحببة إلى قلبك والتي تكون في صراع مع نفسك للتبرع بها كما قال الله جل وعلا: ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”. إنك حين تعطي فإن عطاءك لله أكرم الأكرمين فكن على ثقة بالله بأنك لن تفتقر أبدا بسبب عطائك في حب الله وأن الله حتما سيخلف عليك ويعوضك أضعاف ماصرفت فالله كريم لابخل في ساحته. قال تعالى: “وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا”.  وقال تعالى: ” وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”

مجالات البذل والعطاء وأبوابه مشرعة لينهل منها من أراد سواء كانت مادية أو معنوية كل حسب مقدرته وتخصصه وخبراته عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية وغيرها من الأنشطة الإجتماعية والثقافية. العطاء ليس شرطا بأن يكون كثيرا فكل على حسب مقدرته، فمن لايملك الكثير حري به أن يتدرب ويربي أبنائه على إعطاء القليل حتى وإن كان الكلمة الطيبة والإبتسامة، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “الكلمة الطيبة صدقة”، و “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.

لقد سطر لنا التاريخ الإسلامي أروع وأنبل الأمثلة في العطاء ملأت صفحات الكتب وأكتفي بالإشارة إلى عطاء أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (عليها السلام) التي بذلت كل ثروتها الطائلة في خدمة الدين ولإعلاء كلمة الله عز وجل. والعطاء ليس مختصا بأمة دون أخرى بل أن المتابع للساحة العالمية يسمع ويرى مالا يصدقه العقل من العطاء السخي بملايين الدولارات ممن لايعتنقون الدين الإسلامي في كثير من الدول لخدمة الفقراء وعلاج الأمراض المستعصية وغيرها في جميع أنحاء العالم. ومنذ عام ٢٠١٢ تم تخصيص يوم عالمي للعطاء (#GivingTuesday) تجمع فيه الملايين من الدولارات من مختلف دول العالم للأعمال الخيرية والذي صادف يوم الثلاثاء ٢ ديسمبر ٢٠١٤، ولايقتصر فيه العطاء على المال فقط بل يشمل الوقت والجهد والهدايا والدعم الإعلامي بشتى صوره لحث وتشجيع الآخرين على المشاركة والعطاء.

ولله الحمد يوجد في وسطنا الاجتماعي أيضا بعض النماذج المشرفة التي نذرت نفسها لتلمس إحتياجات المجتمع والمبادرة بالبذل والعطاء بسخاء لسد أي عوز ورفع حاجة الفقراء والمحتاجين والأيتام، بل أبعد من ذلك بالمساهمة في مشاريع رائدة لرفع مستوى المجتمع والرقي به كتزويج الشباب وتكريم المتفوقين ودعم المسيرة العلمية والأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتشجيع المفكرين والمبدعين، وعلاج المرضى والمعاقين وغيره من المشاريع الخيرية الإنسانية. والمجال المعنوي لايقل شأنا أيضا حيث ساهم الكثير من الإخوة والأخوات بالتضحية بأوقاتهم وبذلوا قصارى جهدهم تطوعا لخدمة أبناء مجتمعهم في مختلف المجالات المذكورة أعلاه كل حسب تخصصاته وإمكاناته وقدراته فالمال وحده لايكفي ولابد ممن يتحمل المسؤولية بوقته وخبراته وعلمه ليكمل كل منهما الطرف الآخر.

من المواقف التي أعجبت بها عندما كنت في لندن الإقبال الشديد على التطوع في أي مجال خيري بغض النظر عن العمر وقد شدني التزام بعض المتطوعين ممن كانوا في عمر يتجاوز الستين ولم يمنعهم ذلك من المشاركة ولو بجزء يسير من وقتهم. في مجتمعنا هل ياترى أن عدد المتطوعين وعدد الباذلين ومقدار العطاء يتناسب مع عددنا ومع الحاجة المتمثلة على أرض الواقع من الناحية المادية والمعنوية؟ أم أن كل منا بحاجة – مع بداية العام الميلادي وقرب ذكرى مولد سيد البشرية خير أسوة و قدوة في العطاء – للتحرر من قيود البخل والشح والأنا وحب الذات و وضع أهداف سامية مادية ومعنوية للعطاء بحب وإخلاص في أي مجال يناسبه للرقي بمجتمعنا ووطننا الغالي؟ 

عبدالله الحجي

Turning Challenges into Opportunities

قياسي
No one is free of challenges in life? However, it differs from one person to another in the way he or she reacts with these challenges.
 
Encountered challenges should not be taken as obstacles that hinder what you are planning and targeting to achieve. On the contrast, you need to look at these challenges positively with an open mind and explore ways of how to control your reaction and response wisely.

This cannot be easily accomplished if you overreact with any challenge to the point it starts making your life miserable and unpleasant. If you have one door closed in front of you, don’t be frustrated and disappointed but do your best to find a technique of how to reopen it. Nonetheless, if it is unlikely to be opened, don’t waste your time standing and waiting forever to get through. If you look around, you will see many doors open and you can select any one that suits your need and satisfy your fulfillment.
 
Challenges are not always bad and life sometimes becomes boring without them. Challenges make your life more interesting and meaningful to get out of your comfort zone. With that in mind, you need to know how to react and deal with any sort of challenge you encounter. It is very important to be patient and rational considering all surrounding circumstances. You have to be positive and look at both sides of the coin to assess the pros and cons. It is prudent not to let any challenge make your life miserable. You have to maintain a high level of confidence in your capability, capacity and potential with which you can easily and smoothly turn any unexpected challenges into more fruitful opportunities. The opportunity does not necessarily mean that it has to be of the same nature of the challenge, in the same field or same environment. Hence, without being more proactive, initiative and thinking out of the box, you are making a decision to pursue living with your challenges and enjoy struggling with them regardless of the consequences.
 
Abdullah Hajji
December 23, 2014
 
 
 

زفة في الانتظار

قياسي

آماله وأحلامه كبيرة تعيش معه يوما بعد يوم 
يحسب الأيام والساعات، يراقب حركاته وسكناته
يسعد كلما رآه سعيدا، يحزن كلما تكدر صفو عيشه
بذل كل مايملك في سبيل راحته وسعادته
حرص على حسن تربيته وتعليمه
أصبح يترقب يوم زفافه، اليوم الذي طال انتظاره
ليعيش أجمل اللحظات التي لاتنمحي من ذاكرة التاريخ
إنها أمنية كل أب.. إنها أمنية كل أم



محطات يترقبها ليعيش قمة السعادة ترتسم على وجه فلذة كبده
سعادة تغمره وهو يتنقل من محطة إلى أخرى
يرى أيادي الأحبة تجتهد في تنظيف إبنه في يوم زفافه
يقف في ليلة زفافه رافعا رأسه يستقبل تهاني الأحبة 
تهاني، تغاريد أناشيد .. يالها من بهجة 
يالها من سعادة حينما يمشى بجانب ابنه وهو يزفه
يزفه إلى داره … يزفه إلى من تنتظره لتكمل معه مسير الحياة

فرحة لم تكتمل … أحلام وآمال تتبعثر

في لمحة بصر انتهى كل شيء تبددت الآمال
توقف في محطات شبيهة لكن شتان بينهما
توقف في محطات سرقت البسمة من شفتيه
اعتصرت قلبه ألما وحسرة … أجرت الدمع من عينيه
جعلته يصرخ آه آه آه … آهات … أنات … حسرات
لم يتوقع المحطة ليرى ابنه اليوم ممددا أمامه تغسله أياد غير التي تمناها
لم يتوقع المحطة ليحمل جثمانه فوق الأكتاف ويزفه مع الأحبة بقلوب مفجوعة
لم يتوقع أن يزفه لهذا البيت الصغير المظلم، لاأحد في انتظاره.
انتهى كل شيء … توارى ذلك الجمال تحت الثرى..
كيف تحمله قدماه ويتركه وحيدا؟ كيف تطاوعه نفسه بتوديعه؟ 
كيف يستقبل أمه التي تكاد روحها أن تلحق به؟
أيطاوعه لسانه ليقدم لها كلمات العزاء.. ولطالما انتظرت كلمات أخرى؟

إنها سنة الحياة.. أمانة استردت
ربي لا اعتراض على قضائك وقدرك
ربي ارزقنا الصبر والسلوان
ربي ارزقنا الحمد والشكر
ربي اغفر لموتانا وتغمدهم بواسع رحمتك
وأسكنهم فسيح جناتك
إنا لله وإنا إليه راجعون

أصلح الله أحوالنا، وحفظ فلذات أكبادكم من كل سوء، ومتعكم بطول بقائهم، وبلغكم في أفراحهم. 

** ليلة تشييع الشاب حسن ابن الشيخ أمين البقشي الذي وافته المنية إثر حادث وهو في عمر الزهور (٢٤ سنة) رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.

عبدالله الحجي
٢٠١٤/١٢/٤

هل ينقصنا الوعي والثقافة؟

قياسي
فتح نافذة سيارته ورمى بكومة من الأوراق، ثم فتحها مرة أخرى ورمى علبة المشروبات الغازية.. ماذا يجري؟ قلت لعله يكون أحد الشباب الغير واعي.. اقتربت بمحاذاته وإذا به يمسح فمه بعد وجبة الإفطار ويرمي بالمناديل لتتطاير في الجو.. الغريب في الأمر بأن توقعاتي لم تكن صائبة, بل وجدت في المركبة رجلا في الأربعينات من عمره بكامل كشخته بغترته وعقاله!

لاشك إننا نشكوا ونعاني من خدمات النظافة السيئة للغاية في شوارعنا و أحيائنا ونصب غضبنا على الجهة المسؤولة عن النظافة لتقصيرها واهتمام العمالة بجمع مايعينهم على التكسب لتحسين رواتبهم المتدنية. لنسلم بالأمر بأن الخدمات المقدمة أسوأ من السيئة ونطالب المسؤولين بتدارك الأمر قبل استفحاله وانتشار الحشرات والقوارض وتفشي الأمراض الخطيرة. لقد تكلم الكثير وكثرت الكتابات ولكن مع الأسف لايزال الأمر بحاجة لخطوات عملية ومراقبة ومتابعة فاعلة من قبل أمانة الأحساء والمؤسسة المسؤولة عن النظافة. 
لنترك ذلك جانبا الآن لعل وعسى صوت المواطن يلاقي صداه لدى المسؤولين، ولننظر للوجه الآخر من العملة.  لنعود إلى تصرف وسلوك أخينا.. بالطبع ليس هو الوحيد ويوجد أمثاله ممن ينقصهم الوعي والثقافة والشعور بالمسؤولية والعمل بتعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على النظافة كما ورد “النظافة من الإيمان”. من سافر للبلدان الأوربية وغيرها من الدول الراقية المتطورة يشعر بالفرق الشاسع من حيث النظافة إلى درجة أنه لايرى حتى ورقة صغيرة مرمية في الشارع. قد يقول قائل بأن ذلك بسبب كفاءة عمال النظافة عندهم.. ربما يكون ذلك صحيحا ولكن هذا ليس كل شيء ولابد أن يكون للمواطن والمقيم دور في ذلك.
مسؤولية النظافة لاتنصب على جهة دون أخرى بل تعتمد على تعاون كل الأطراف. في هذه الدول لديهم شعوب واعية وعلى درجة عالية من الثقافة والشعور بالمسؤولية وأي شخص يستنكف ويتحرج من أن يلقي شيئا صغيرا في الشارع. المخلفات من البيوت تجمع في الأكياس وتربط وتوضع في الأماكن المخصصة لترفع في أوقات محددة. وأكثر من ذلك لقد راقني في مدينة سول الكورية ماكان مطلوب منا الالتزام به بفرز المخلفات في أكياس خاصة بألوان مختلفة ومن ثم وضعها في حاويات مخصصة لكل صنف سواء كانت ورقية أو بلاستيكية أو زجاجية أو معدنية، بالإضافة إلى حاوية لجمع بقايا الطعام. فكرة التدوير فكرة رائدة معمول بها في الكثير من الدول وهي موجودة لدينا أيضا ولكنها تحتاج للتفعيل بشكل أكبر من قبل الجهات المختصة بتوفير عدد كاف من الحاويات تساعد في الفرز ويستحيل أن ينجح هذا المشروع بدون تعاون ومشاركة المواطنين. واقعا يوجد الآن بعض الحاويات الورقية وقد انبرت فئة من الشباب في تفعيل مشروع جمع وتدوير البلاستيك والمعادن واستعدادهم للمرور على المنازل في أوقات محددة بعد التواصل معهم ولكن كم هي نسبة المتفاعلين مع هذا المشروع؟
إنها بيئتنا كيف نريدها أن تكون كانت.. إنها مسؤوليتنا قبل أن تكون مسؤولية غيرنا.. إننا شعب لاينبغي أن ينقصنا الوعي والثقافة ونحن الأمة التي يجب أن تكون قدوة لباقي الأمم عندما نتحدث عن النظافة والنظام. فهل نقبلها على أن أنفسنا أن ننتظر فرض النظام علينا بالقوة والجزاء والغرامة كما هو الحال مع ساهر؟! هل حقا ينقصنا الوعي والثقافة للحد من النماذج غير المشرفة أمثال المذكور أعلاه؟
وأختم بموقفين من مقطعي فيديو انتشرا بشكل كبير، أحدهما لصاحب دراجة نارية كان يتجول في الشوارع في إحدى الدول وكلما شاهد شخصا يرمي مخلفات من سيارته حملها ولحق به ورماها عليه داخل سيارته، فيشتاط غضبا وغيضا ولكنه سرعان مايكتشف خطأه ويهدأ ليكون له درس رادع في التفكير مرارا وتكرارا قبل أن يكرر مثل هذا العمل الغير حضاري. والموقف الآخر لرجل الأعمال الكوري الذي يقيم في البحرين ويخرج في كل صباح ليجمع المخلفات من الشارع ويفرزها واستمر على ذلك لمدة ١١ سنة وهو يستمتع بمايقوم به، كل ذلك من أجل المحافظة على البيئة التي يقيم فيها لتبقى نظيفة.
كيف ستكون بيئتنا لو أن كل شخص تحمل جزءا من المسؤولية وأبدى تعاونه وجمع المخلفات ووضعها في أماكنها المخصصة؟ حينها لاأعتقد بأنه ستكون هناك حاجة لما يقوم به رجل الأعمال الكوري وسيقل الجهد على الجهات المختصة عن النظافة لتكون أكثر فعالية لننعم ببيئة نظيفة جميلة تعكس الصورة والسلوك الذي يشرفنا أن نظهر به أمام العالم. وأكرر بأن ذلك ليس مبررا للأمانة لتقف مكتوفة الأيدي بل لابد من أخذها بزمام الأمور ونشر الثقافة والوعي ودراسة أسباب تدني هذه الخدمات واتخاذ الإجراءات المناسبة بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية.


العمل بروح الفريق

قياسي

٢٥ عاملا لنجاح الفريق

مما لاشك فيه بأن الاتحاد والتعاون والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد يشكل قوة يصعب هزيمتها وثنيها عن طريقها وأهدافها السامية وتحقيق النصر والنجاح. قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت آحادا

كل فرد له أهدافه الخاصة التي يسعى لتحقيقها بمفرده  ولكنه لابد وأن يكون منتميا لفريق ما أو أكثر في حياته الاجتماعية و العملية و غيرها مما يتطلب منه كسب المهارات والسمات المطلوبة التي تمكنه من أن يكون عضوا فاعلا منسجما ومتعاونا مع أعضاء الفريق ليسود التفاهم بينهم وتسهل مهمتهم لتحقيق أهدافهم المشتركة. العمل بروح الفريق لايكون بمجرد الكلام والتمني ورفع الشعارات بل يتطلب خطوات عملية جدية. نجاح أو فشل الفريق يعتمد على عدة عوامل تتعلق بالعضو والقائد والبيئة المحيطة وسأتطرق لبعض من هذه العوامل التي تختلف من فريق إلى آخر حسب مهمته وطبيعة عمله: 

١- اختيار أعضاء الفريق وقائده من أهم العوامل للتأسيس الجيد للفريق وكلما كان الإختيار معتمدا على ضوابط ومعايير نزيهة مقننة ومدروسة لانتقاء الكفاءات والطاقات والقدرات المناسبة كلما ساهم في نجاح الفريق.

٢- الالتزام بالقيم والرؤى والمبادئ والاستراتيجيات المتفق عليها والعمل بها بكل إخلاص، والمحافظة على السرية التامة لخطط واستراتيجيات الفريق وخصوصيات كل عضو.

٣- المشاركة والإتفاق بين أعضاء الفريق والقيادة على الأهداف المشتركة والتوقعات من الجميع  قبل البدء في أي مهمة أو مشروع.

٤- نجاح الفريق لايمكن أن يتحقق بدون إخلاص وولاء كل عضو والتزامه بواجبه وتحمله المسؤوليات والمهام المنوطة به وانصهاره مع الفريق إلى درجة أنه لايقتصر دوره على القيام بمهامه فقط بل يتقدم بالدعم والمساعدة لأي عضو كلما استدعى الأمر لأن إخفاق أي عضو سيكون له أثر سلبي على الفريق بأكمله ولن يقتصر على العضو ذاته.

٥- التحلي بالصفات والأخلاق الحميدة مثل الصبر والتضحية والمثابرة  والإيثار والتفاني والإخلاص والأمانة والنزاهة والإصرار على تحقيق الأهداف المنشودة بنجاح وفي زمن قياسي.

٦- تجنب الصفات الذميمة مثل الحسد والتكبر والغطرسة والسخرية والغدر والكذب والتقاعس والأنانية وحب الذات والسيطرة والاحتكار. 

٧- القيام بالمهام وتجنب الاتكال على الغير، والتنسيق المستمر لضمان قيام كل جهة بمهامها خصوصا في الأمور المشتركة التي تقع بين طرفين أو أكثر.

٨- نهج العمل بمبدأ (WIN/WIN) أي أربح أنا وتربح أنت فذلك مهم جدا للتركيز على المصلحة العامة وتجنب  مبدأ (WIN/LOSE) أي أربح أنا وتخسر أنت الذي من شأنه خسارة الفريق و تحطيمه وعرقلته عن تحقيق أهدافه ومهامه.

٩- التزام كل عضو بالوقت واحترامه وحسن إدارته والتنسيق مع الأعضاء الآخرين لضمان إكمال المهام في الوقت المطلوب وحسب الجدول الزمني المحدد لكي لايعكس صورة سيئة غير مشرفة للفريق.

١٠- تحمل المسؤولية وعدم القاء اللوم والعتاب على الغير وإعزاء أسباب الإخفاق لأي شخص مهما تكن الظروف في حال تعثر الفريق.
  
١١- الانفتاح والمرونة وعدم مقاومة التغيير لكل ماهو جديد خوفا من المجهول والانتقاد والفشل لأن ذلك سيمنع الفريق من التقدم والتطور والازدهار ويجعله متقوقعا في دوامة الجمود.

١٢- التحلي بالشفافية والمصارحة والصدق والنزاهة من أجل بناء ثقة متبادلة بين القائد و أعضاء فريقه وبين أعضاء الفريق أنفسهم فعندما تحدث مواقف تزعزع الثقة أكثر من مرة عندها تنعدم الثقة وتحتاج لوقت أطول ومواقف ايجابية عديدة لإعادة الترميم وبناء جسورها.

١٣- التواصل الفاعل بين القادة وأعضاء الفريق، وأعضاء الفريق بعضهم مع بعض متحلين بارتداء قبعة واحدة هدفها المصلحة العامة لنجاح الفريق وليس على حساب المصالح الشخصية الخاصة أو الضرر بأي عضو أو فريق ضمن المنظومة.

١٤- احترام أعضاء الفريق، والثقة بهم وبقدراتهم وإمكاناتهم وتفويض المهام المناسبة لهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتنشئة أجيال يمكن الاعتماد عليها مستقبلا،

١٥- القائد المثالي يعتبر نفسه أحد أعضاء الفريق ولايخلق بينه وبين أعضاء الفريق حاجزا، ويتحدث عادة باسم الفريق ويعزو كل نجاح للفريق وليس لنفسه.

١٦- ابتعاد القائد عن استخدام صيغة المفرد قدر المستطاع بحيث يتكلم بصيغة الجمع باسم الفريق. فعلى سبيل المثال يقول نحن نريد بدلا من أنا أريد، وهذه أفكارنا و أهدافنا بدلا من فكرتي وهدفي، وعندما يعرف أحد أعضاء فريقه يقول فلان يعمل معي بدلا من يعمل عندي أو تحتي.

١٧- تشجيع روح التنافس والابداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق بين أعضاء الفريق لتقديم كل ماهو جديد وفيه مصلحة ومنفعة للفريق.

١٨- احترام وتقدير كل عضو حسب جهده وإنتاجه وأدائه وتفادي تهميشه وبخس حقه والتقليل من شأنه، من أجل المحافظة على عطائه وإخلاصه وتفانيه وحماسه وشغفه للاستمرار في تقديم المزيد من العطاء والتميز.

١٩- الانسجام والتفاهم بين القادة عامل مهم ليكونوا قدوة وأسوة يحتذى بهم وحتما سينعكس ذلك على أعضاء فريقهم ايجابا أو سلبا. وإذا ما تزعزعت الثقة بين القادة ودب الخلاف بينهم وانعدم التوافق فعلى فريقهم السلام. وذلك بالطبع لايعني أن يتفق كل منهم مع رأي الآخر ولايكون بينهم اختلاف في وجهات النظر بل هو وضع صحي أن يكون هناك اختلاف فيما بينهم لتحليل ودراسة وجهات النظر والخيارات المطروحة، واختيار ماهو أنسب ومايخدم المصلحة العامة حسب المعايير والضوابط المتفق عليها.

٢٠- تعزيز النظرة الايجابية بين الأعضاء والقادة ومعالجة -أو التخلص إن لزم الأمر- من الأشخاص السلبيين الذين ينظرون لانجازات الآخرين بنظرة سلبية وتكثر منهم الانتقادات الهدامة البعيدة عن الموضوعية.

٢١- الاستثمار في تدريب وتطوير أعضاء الفريق والاهتمام بتطوير الطاقات الجديدة وتدريبها والتخلص من الاحتكار الوظيفي فبالعلم والمعرفة ترتقي الأمم وتتقدم.

٢٢- تجنب أخذ جهد وانجازات أي عضو لتنسب لغيره من أجل الحصول على التقدير والثناء والتكريم.

٢٣- التقييم المنصف النزيه لأداء الأعضاء وانجازاتهم وترجمة ذلك عمليا في الترقيات والتدرج في السلم الوظيفي فذلك له أثر كبير في خلق بيئة ذات حيوية عالية ومعنويات مرتفعة وتنافس شريف مما يسهم في تحفيزهم للمحافظة على مستواهم و تقديم المزيد بفاعلية أكبر وانتاجية أعلى. 

٢٤- تأمين البيئة المناسبة التي تسهل تواصل أعضاء الفريق وتعين على إنجاز مهامهم بنجاح وتوفر لهم الاحتياجات الأساسية والحوافز داخل وخارج العمل -إن لزم الأمر- لتشجيعهم وجذبهم  وترغيبهم على الاستمرار بالعمل بروح الفريق وبكفاءة عالية.

٢٥- عقد لقاءات خارج نطاق العمل لبناء الفريق وخلق الألفة والانسجام  وتعميق العلاقة وإذابة الجليد وتعارف أعضاء الفريق بشكل أفضل.
  
عبدالله الحجي

انموذج فخر في العطاء بصمت

قياسي
النماذج المشرفة للعطاء كثيرة يفخر بها المجتمع سواء كان العطاء ماديا أو معنويا ويشرفني الوقوف عند أحد هذه النماذج مقدما الشكر والتقدير لشخصين متقاعدين مقابل خدماتهما الجليلة التطوعية التي يقدمونها للمجتمع بصمت وهدوء. في كل صباح يخرجان في جولة ميدانية متلمسين حاجة المنطقة وأهلها في شتى الميادين والمبادرة بكل عزيمة وإرادة باتخاذ إجراءات عملية في التواصل مع الجهات الحكومية والمؤسسات المسؤولة لتحسين الوضع وتطوير الخدمات وسد حاجة المجتمع بما تتوفر من إمكانات.



لقد تشرفت بالجلوس معهما وانبهرت بتنوع الخدمات الي يقدمونها في شتى الميادين و لم تقتصر جهودهما على منطقتنا فقط بل امتدت لمختلف المناطق إلى درجة أن بعض الجهات تستغرب منهما هذا التصرف وتسألهما بأي صفة تتحدثان فيجيبان بكل فخر واعتزاز بصفتنا مواطنين. خدماتهما الجليلة لم تخطر على البال وهي لاتتوقف عند جهة معينة فتارة تراهما في تفقد أحوال المدارس من نظافة وصيانة وسلامة و هموم الطلاب والمعلمين وينتقلان إلى إدارة التعليم للتواصل مع المسؤولين لإيجاد الحلول الناجعة. وتارة تكون الزيارة للمطالبة في فتح عيادة أسنان في المنطقة وتحسين الخدمات الطبية، وتارة بزيارة التنمية الاجتماعية للاستفادة من الخبرات وتبادل الأفكار، وتارة بزيارة الشرطة والمطالبة بإنشاء مركز شرطة في المنطقة وتعزيز الأمن والاستقرار، وتارة بزيارة المرور للحد من التصرفات اللامسؤولة من الشباب المتهورين وضمان سلامة المجتمع من الحوادث، وتارة  بزيارة شركة الكهرباء والأمانة والمصلحة والمقاولين للإبلاغ عن المشاكل والأعطال التي تضر بالصالح العام. 

كلمة شكرا قليلة في حقهما والدافع والمحفز لهما للقيام بهذا العمل نابع من شعورهما بالمسؤولية والإنسانية والسعادة التي تغمرهما عندما يكونان سببا في تقديم خدمة يسعد بها المجتمع. بطاقة شكر نقدمها للأخوين العزيزين العميد ركن عبدالجليل النصير (بوعبدالله) وعباس اليوسف (بوماجد) من باب من لايشكر المخلوق لايشكر الخالق. نعم لم يكن التقاعد نهاية المطاف لهما ولم يكن نهاية العطاء الذي اعتادا عليه بل تضاعف من محض عزيمة وإرادة وإصرار ودوافع إنسانية. وماهذه السطور إلا للتعريف بجزء يسير من خدماتهما لكي نتخذهما قدوة في تحمل المسؤولية والانصهار في تلمس احتياجات من حولنا والتخلي عن الأنا وحب الذات، والتعاون والتكاتف والعمل يدا بيد. وأن نكون على تواصل معهما لمعالجة المشاكل وايجاد الحلول المناسبة مع الجهات المختصة. إنها رسالة لنكون جزءا من الحل لامن المشكلة ونتحرر من الأفكار السلبية والنظرة المتشائمة الهدامة، وأن يكون لنا دور بارز ونسهم في تطوير ورقي منطقتنا ومجتمعنا.


عبدالله الحجي
٢٠١٤/١١/٢٩

أكيد اشتقت لي كثير

قياسي
القادم لمطار الأحساء تستقبله لوحة كبيرة على ارتفاع شاهق ليضمن من وضعها رؤيتها من قبل كل شخص وهو خارج من البوابة الرئيسية للمطار. هذه اللوحة مخطوط عليها بالحجم الكبير “أكيد اشتقت لي كثير”. في الوهلة الأولى يتبادر للذهن بأن الاشتياق لواحة الأحساء الجميلة وأهلها الطيبين فينشرح صدره باستقبالها له بصدرها الدافئ. ولكن مع الأسف هذا الاستقبال والخطاب من كيس رز أبوكأس الذي ينتصب في هذه اللوحة مرحباً بزوار الأحساء بهذه العبارة “أكيد اشتقت لي كثير”.


إنني أتساءل هل تفخر الأحساء بوجود هذه اللوحة العملاقة للترحيب بزوارها، وماهو الانطباع الأولي الذي تتركه لدى الزوار. هذه اللوحة هي أول لوحة تستقبل الزوار وينبغي أن تُستغل بطريقة أفضل بدلا من كيس الرز الذي يوحي للزوار بأن أكبر هم أهالي المنطقة بطونهم وكيف تُملأ بالوجبات وعلى رأسها الرز، ولذلك احتلت هذه اللوحة مكانة كبيرة عندهم لاستقبالهم واستقبال زوارهم. هذه اللوحة تقع في مكان استراتيجي وينبغي استغلالها بكتابة أجمل عبارات الترحيب الواضحة لا كما هو الحال الآن بكتابة عبارة “الأحساء ترحب بكم” بخجل وبخط صغير جدا في ذيل اللوحة. كما يمكن استغلالها أيضاً بوضع بعض الصور لإبراز أهم معالم وحضارة واحة الأحساء العريقة التي تفخر بها لتترك انطباعا مشرفا لكل من عبر خلال هذه البوابة. نأمل من الإخوة المسؤولين النظر في هذه اللوحة والتفكير فيما ينبغي أن تحويه بعيدا عن الرز والمأكولات وأي من الإعلانات التجارية التي تترك انطباعا سلبيا.


أكيد اشتقت لي كثير … حساكم


١/٢/٢٠١٤


Have we become slaves to technology

قياسي
 
Everybody wants to create his own group on WhatsApp and add all members as he desires. With the latest upgrade, the number of members can be increased up to 100. If you are a member in 5 groups and each member sends one message a day, you will receive 500 messages.. If you spend half a minute on each, you need around 4 hours per day.

It doesn’t stop her but if you have other social network applications such as Facebook, LinkedIn, Instagram, google+, Twitter, Emails, … etc., then you need a minimum of 6-8 hours per day. It is unbelievable that you need to consume one third of your day on your smart phone, laptop, computer, tablets and others moving from one application to another. If you spend the other two thirds between work and sleep, how much time is left to develop yourself and achieve your goals related to yourself, your family and your society? How much time is allocated for your dialogue with the family, your parents, spouse and children?
This is just part of the technology excluding the TV, PlayStation and others for entertainment. Technology has great advantages and benefits that should make our lives easier and more enjoyable. However, if it is abused, it will physically isolate us from ourselves and the rest of the people around us. Whether we like it or not, technology has invaded our lives and substantially influenced our behaviors and conduct. Many people are checking their phones almost every 5-15 minutes if not less, and they use them everywhere while sitting with family members, friends, in meetings, taking meals, in bed, driving, walking and even in bathrooms!
One third of our life is wasted unconsciously if we continue being slaves to technology without watching out for our time management and proper control of being more selective of what is adding value. It is not only us but we have to pay more attention to our new generations, prioritize and focus on the most appropriate and important objectives.
People who fail to achieve their goals and succeed always claim that they don’t have enough time. This statement is repeated by irresponsible individuals who cannot manage their time. Everybody in the world has the same amount of time but the difference is how valuable and precious is this time for each of us to utilize it wisely and efficiently


 
 
 

Change your words, change your world

قياسي
In a keynote speech by Jon Duschinsky during the PMI® Global Congress 2014 — EMEA, he mentioned that project management is not favored by people. Project managers are rational and their main focus is on project scope, schedule and budget. They lack emotions and they don’t connect with people; they don’t speak to their hearts and souls.

He stressed that it is time to change conversation with people and make what you do is worth talking about. It is time to change the mindset and inspire people rather than just managing projects.
Every project has to be coherent with organization values, why you are doing it, and what is in it for people to make them believe in it. It is all to do with words. If you change your words, you will change your world and achieve what you are looking for.
The title of his speech took my memories back to an old powerful video I watched few years back titled “The power of words”. It was uploaded on YouTube in February 2010 and up to date it has more than 19 million views. It is about a blind man who was amazed with people’s reaction donating more money when the written words were changed from “I’m blind … Please help” to “It is a beautiful day and I can’t see it”. On the same subject, there are also some books published with titles such as “Change your words, change your world”, and “Change your words, change your life”.
Scope, budget and schedule are key objectives for every project manager; however, this doesn’t mean that a project manager has to be rigid all the time. He (or she) has to strike a balance between being rational and emotional. An effective project manager needs to possess exceptional management and leadership skills that enable him to interact effectively with his team and all involved stakeholders in order to achieve his objectives successfully. Based on situations and circumstances, he needs to select the appropriate approach and style with the right selection of words while dealing with people. Selected words may build a strong business relationship and rapport with all involved parties which will streamline processes and get work executed smoothly with limited number of obstacles. On the other hand, improper selection of words could ruin the relationship and make life more miserable and complicated which could contribute to an adverse impact on reaching unanimous consensus and quick resolution of outstanding controversial issues. Hence this could potentially result in a severe impact on project schedule, budget and other important objectives.
“Change your words, change your world” is applicable everywhere in our life, at home, social, business and wherever we interact with people. Certainly it is impossible to change the world of others but changing our individual worlds will result in a major change to the world surrounding us. As a matter of fact, it starts with the words you send to yourself. If you keep sending negative words to your unconscious mind, this will have an impact on your performance, interaction, confidence and productivity.
Take it to your children, your spouse, your friends, your employees; it has the same impact. Simply with single words, you can either make the people around you to say yes or no; like to live with you or not; welling to collaborate efficiently with you or not. With words, great leaders who possess essential leadership skills can make substantial changes. They can influence their teams to be very efficient, dedicated, accountable, loyal, inspired and productive. They can create a passion and make people self-driven, innovative, proactive and initiative. If you can make people believe in what they do and love it, then expect a remarkable outcome from them whether you are present around them or not. A great quote from one of the great leaders, Steve Jobs says “The only way to be truly satisfied is to do what you believe is great work. And the only way to do great work is to love what you do“.
 
If you are not getting what you want to get, it is time to start changing your words and assess the benefits that would be realized in your world. It is time to be as Mahatma Gandhi said “Be the change that you wish to see in the world”.
 
Abdullah Al Hejji
June 16, 2014
 
 
 
 
 
 
 
 
 

هل أصبحنا عبيدا للتكنولوجيا؟

قياسي
مع زيادة عدد الأعضاء إلى 100 في قروب الوتس اب، تخيل أنك مشترك في 5 قروبات.. كل عضو يضع معدل رسالة واحدة في اليوم… لو افترضنا أن كل رسالة تستغرق نصف دقيقة …. يعني تحتاج تقريبا 4 ساعات فقط للوتس اب… كيف وإذا كنت مشترك في أكثر من 5 قروبات مع أعضاء نشطين ورسالة واحدة لاتكفي في اليوم! وكيف إذا كنت مشترك في فيس بوك وتويتر وانستجرام وجوجل و .. و… ومعاهم الايميل.
كم ساعة يعني تحتاج؟
6-8 ساعات؟؟ يعني ثلث اليوم!!!


هل أصبحنا بالفعل عبيدا للتكنولوجيا وصار وصار وقتنا مهدورا أم لازلنا بخير وإدارة الوقت وحسن استثماره لدينا على مايرام؟؟
هل لاتزال الدنيا بخير في التواصل والحوار مع أفراد العائلة والمجتمع؟ هل أهدافنا التي نصبو لتحقيقها في شتى الميادين الشخصية والعائلية والاجتماعية في حيز التنفيذ؟ 

نسأل الله التوفيق والعون والسداد
بومحمد

أفلا أكون عبدا شكورا

قياسي
قمت إلى الصلاة فإذا بي أرى أمامي شابا لا يتجاوز السادسة عشر، لم تكن وقفته مستقيمة ورجلاه منحنيتان فقلت في نفسي لما لايقف كما ينبغي ويجعل قدميه في استقامة تامة! فقنت الإمام ورفع يديه للقنوت ولم تكونا سويتان أيضاً وكان يرفعهما بصعوبة وترتجفان ويأبى إلا التماسك لكي يكمل تضرعه و دعاءه وتوسله. حينها استيقنت بأن لديه إعاقة في كل بدنه وعندما انتهى من صلاته خرج يسحب قدميه سحبا ترى على وجهه علامات الإنهاك والعناء.



حينما يمعن المرء النظر يجد مثل هذه الصورة بل أسوأ منها بكثير ولم تغفل عن أداء الواجبات والمحافظة على الصلاة في أوقاتها والحرص على صلاة الجماعة. لقد شدني هذا الموقف لأستحضر نعم الخالق علينا ونحن نرتع بصحة ونشاط وخفة حركة نتسابق في ركوعنا وسجودنا وقيامنا وجلوسنا كل ذلك بفضل الله تعالى ونعمه علينا.

رب كريم ودود رحيم حليم تواب غفور يمهل ولايهمل لايعاجل بالعقوبة، فكيف نقابل إحسانه وكرمه؟! حينما يتكرم علينا مخلوق ولو بشئ قليل نتحين الفرص لكي نرد جميله. فأين نحن من كرم الله علينا ونعمه التي لا تحصى أيليق بنا أن نقابلها بالإساءة والتقصير؟! أين نحن من قول المصطفى (ص) حينما طلب منه أن يخفف على نفسه في العبادة فرد قائلا “أفلا أكون عبدا شكورا” 

عبدالله الحجي
١٤٣٤/٨/٨