٢٥ عاملا لنجاح الفريق
مما لاشك فيه بأن الاتحاد والتعاون والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد يشكل قوة يصعب هزيمتها وثنيها عن طريقها وأهدافها السامية وتحقيق النصر والنجاح. قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت آحادا
كل فرد له أهدافه الخاصة التي يسعى لتحقيقها بمفرده ولكنه لابد وأن يكون منتميا لفريق ما أو أكثر في حياته الاجتماعية و العملية و غيرها مما يتطلب منه كسب المهارات والسمات المطلوبة التي تمكنه من أن يكون عضوا فاعلا منسجما ومتعاونا مع أعضاء الفريق ليسود التفاهم بينهم وتسهل مهمتهم لتحقيق أهدافهم المشتركة. العمل بروح الفريق لايكون بمجرد الكلام والتمني ورفع الشعارات بل يتطلب خطوات عملية جدية. نجاح أو فشل الفريق يعتمد على عدة عوامل تتعلق بالعضو والقائد والبيئة المحيطة وسأتطرق لبعض من هذه العوامل التي تختلف من فريق إلى آخر حسب مهمته وطبيعة عمله:
١- اختيار أعضاء الفريق وقائده من أهم العوامل للتأسيس الجيد للفريق وكلما كان الإختيار معتمدا على ضوابط ومعايير نزيهة مقننة ومدروسة لانتقاء الكفاءات والطاقات والقدرات المناسبة كلما ساهم في نجاح الفريق.
٢- الالتزام بالقيم والرؤى والمبادئ والاستراتيجيات المتفق عليها والعمل بها بكل إخلاص، والمحافظة على السرية التامة لخطط واستراتيجيات الفريق وخصوصيات كل عضو.
٣- المشاركة والإتفاق بين أعضاء الفريق والقيادة على الأهداف المشتركة والتوقعات من الجميع قبل البدء في أي مهمة أو مشروع.
٤- نجاح الفريق لايمكن أن يتحقق بدون إخلاص وولاء كل عضو والتزامه بواجبه وتحمله المسؤوليات والمهام المنوطة به وانصهاره مع الفريق إلى درجة أنه لايقتصر دوره على القيام بمهامه فقط بل يتقدم بالدعم والمساعدة لأي عضو كلما استدعى الأمر لأن إخفاق أي عضو سيكون له أثر سلبي على الفريق بأكمله ولن يقتصر على العضو ذاته.
٥- التحلي بالصفات والأخلاق الحميدة مثل الصبر والتضحية والمثابرة والإيثار والتفاني والإخلاص والأمانة والنزاهة والإصرار على تحقيق الأهداف المنشودة بنجاح وفي زمن قياسي.
٦- تجنب الصفات الذميمة مثل الحسد والتكبر والغطرسة والسخرية والغدر والكذب والتقاعس والأنانية وحب الذات والسيطرة والاحتكار.
٧- القيام بالمهام وتجنب الاتكال على الغير، والتنسيق المستمر لضمان قيام كل جهة بمهامها خصوصا في الأمور المشتركة التي تقع بين طرفين أو أكثر.
٨- نهج العمل بمبدأ (WIN/WIN) أي أربح أنا وتربح أنت فذلك مهم جدا للتركيز على المصلحة العامة وتجنب مبدأ (WIN/LOSE) أي أربح أنا وتخسر أنت الذي من شأنه خسارة الفريق و تحطيمه وعرقلته عن تحقيق أهدافه ومهامه.
٩- التزام كل عضو بالوقت واحترامه وحسن إدارته والتنسيق مع الأعضاء الآخرين لضمان إكمال المهام في الوقت المطلوب وحسب الجدول الزمني المحدد لكي لايعكس صورة سيئة غير مشرفة للفريق.
١٠- تحمل المسؤولية وعدم القاء اللوم والعتاب على الغير وإعزاء أسباب الإخفاق لأي شخص مهما تكن الظروف في حال تعثر الفريق.
١١- الانفتاح والمرونة وعدم مقاومة التغيير لكل ماهو جديد خوفا من المجهول والانتقاد والفشل لأن ذلك سيمنع الفريق من التقدم والتطور والازدهار ويجعله متقوقعا في دوامة الجمود.
١٢- التحلي بالشفافية والمصارحة والصدق والنزاهة من أجل بناء ثقة متبادلة بين القائد و أعضاء فريقه وبين أعضاء الفريق أنفسهم فعندما تحدث مواقف تزعزع الثقة أكثر من مرة عندها تنعدم الثقة وتحتاج لوقت أطول ومواقف ايجابية عديدة لإعادة الترميم وبناء جسورها.
١٣- التواصل الفاعل بين القادة وأعضاء الفريق، وأعضاء الفريق بعضهم مع بعض متحلين بارتداء قبعة واحدة هدفها المصلحة العامة لنجاح الفريق وليس على حساب المصالح الشخصية الخاصة أو الضرر بأي عضو أو فريق ضمن المنظومة.
١٤- احترام أعضاء الفريق، والثقة بهم وبقدراتهم وإمكاناتهم وتفويض المهام المناسبة لهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتنشئة أجيال يمكن الاعتماد عليها مستقبلا،
١٥- القائد المثالي يعتبر نفسه أحد أعضاء الفريق ولايخلق بينه وبين أعضاء الفريق حاجزا، ويتحدث عادة باسم الفريق ويعزو كل نجاح للفريق وليس لنفسه.
١٦- ابتعاد القائد عن استخدام صيغة المفرد قدر المستطاع بحيث يتكلم بصيغة الجمع باسم الفريق. فعلى سبيل المثال يقول نحن نريد بدلا من أنا أريد، وهذه أفكارنا و أهدافنا بدلا من فكرتي وهدفي، وعندما يعرف أحد أعضاء فريقه يقول فلان يعمل معي بدلا من يعمل عندي أو تحتي.
١٧- تشجيع روح التنافس والابداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق بين أعضاء الفريق لتقديم كل ماهو جديد وفيه مصلحة ومنفعة للفريق.
١٨- احترام وتقدير كل عضو حسب جهده وإنتاجه وأدائه وتفادي تهميشه وبخس حقه والتقليل من شأنه، من أجل المحافظة على عطائه وإخلاصه وتفانيه وحماسه وشغفه للاستمرار في تقديم المزيد من العطاء والتميز.
١٩- الانسجام والتفاهم بين القادة عامل مهم ليكونوا قدوة وأسوة يحتذى بهم وحتما سينعكس ذلك على أعضاء فريقهم ايجابا أو سلبا. وإذا ما تزعزعت الثقة بين القادة ودب الخلاف بينهم وانعدم التوافق فعلى فريقهم السلام. وذلك بالطبع لايعني أن يتفق كل منهم مع رأي الآخر ولايكون بينهم اختلاف في وجهات النظر بل هو وضع صحي أن يكون هناك اختلاف فيما بينهم لتحليل ودراسة وجهات النظر والخيارات المطروحة، واختيار ماهو أنسب ومايخدم المصلحة العامة حسب المعايير والضوابط المتفق عليها.
٢٠- تعزيز النظرة الايجابية بين الأعضاء والقادة ومعالجة -أو التخلص إن لزم الأمر- من الأشخاص السلبيين الذين ينظرون لانجازات الآخرين بنظرة سلبية وتكثر منهم الانتقادات الهدامة البعيدة عن الموضوعية.
٢١- الاستثمار في تدريب وتطوير أعضاء الفريق والاهتمام بتطوير الطاقات الجديدة وتدريبها والتخلص من الاحتكار الوظيفي فبالعلم والمعرفة ترتقي الأمم وتتقدم.
٢٢- تجنب أخذ جهد وانجازات أي عضو لتنسب لغيره من أجل الحصول على التقدير والثناء والتكريم.
٢٣- التقييم المنصف النزيه لأداء الأعضاء وانجازاتهم وترجمة ذلك عمليا في الترقيات والتدرج في السلم الوظيفي فذلك له أثر كبير في خلق بيئة ذات حيوية عالية ومعنويات مرتفعة وتنافس شريف مما يسهم في تحفيزهم للمحافظة على مستواهم و تقديم المزيد بفاعلية أكبر وانتاجية أعلى.
٢٤- تأمين البيئة المناسبة التي تسهل تواصل أعضاء الفريق وتعين على إنجاز مهامهم بنجاح وتوفر لهم الاحتياجات الأساسية والحوافز داخل وخارج العمل -إن لزم الأمر- لتشجيعهم وجذبهم وترغيبهم على الاستمرار بالعمل بروح الفريق وبكفاءة عالية.
٢٥- عقد لقاءات خارج نطاق العمل لبناء الفريق وخلق الألفة والانسجام وتعميق العلاقة وإذابة الجليد وتعارف أعضاء الفريق بشكل أفضل.
عبدالله الحجي