وداعا شيبة

قياسي

وداعا شيبة

وحانت لحظة الوداع…

وحانت لحظة الفراق ياشيبه بعد رحلة مضنية وتجربة ممتعة استغرقت ست سنوات وأربعة أشهر تكللت ولله الحمد بنجاح باهر وانجاز عظيم يسجله التاريخ لتحكي عنه الأجيال القادمة. إنها قصة نجاح أبت شيبة الخير إلا أن تفخر بها بإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتضيفها للقصة السابقة التي سطرتها عام ١٩٩٨ بإنتاجها النفط.

متابعة القراءة

سبع كلمات لكسب قلوب الآخرين

قياسي

سبع كلمات قصيرة وخفيفة يحتاجها كل منا لتكون في محفظته يتنقل بها في أي مكان ولن يرهقه حملها. كلمات خفيفة على اللسان تكسب القلوب وتدخل السرور وتجبر المصاب وتشعر الطرف المقابل بالإهتمام وتعزز التواصل العائلي والاجتماعي. في ميدان الذكاء الإجتماعي كلمة واحدة لكل حدث قد لاتكفي عند البعض وذلك جميل للتعبير عما يخالج المشاعر وماهذه الكلمات إلا لإظهار أضعف الإيمان لمن كان في عجلة من أمره أو أنه لايجيد التعبير، ولو أن الأمر اليوم أصبح سهلا جدا مع (كبي/بيست) انسخ و ألصق أي عبارة تحلو لك ممن سبقك. إحملها من اليوم ولا تخلق جوا من الجفاء والتجاهل والتهميش وأضف إليها مايحلو لك لكل حدث ومناسبة حتى وإن كانت كلمة واحدة سيكون لها وقع خاص في نفوس البعض، ولكن لايؤخذ ذلك ذريعة في الاكتفاء بكلمة واحدة دائما، فكلما كثرة الكلمات صار لها وقع أكبر في النفس واحترام أكثر فلا نبخل بذلك على أنفسنا والآخرين.

متابعة القراءة

لاتتسرع في الحكم على الآخرين

قياسي

 

لاتتسرع في الحكم على الآخرين

تسجيل صوتي لسماع المقال

منذ بداية الرحلة وصاحبه جالسا على المقعد المجاور له في الطائرة ممسكا بجواله بين يديه يلعب بحماس وتركيز. انتظره لبرهة من الزمن عله يتوقف ولكن لم يحدث ذلك فقاطعه بأدب قائلا هل تسمح لي بخمس دقائق من وقتك؟ قال له تفضل بكل سرور… فبدأ يتحدث إليه ويوجه له النصيحة قائلا ماذا لو استثمرت هذا الوقت في قراءة القرآن أو كتاب آخر تستفيد منه بدلا من هدر وقتك وتضييعه فيما لاينفع كما ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عُمُره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت”. ومن وصاياه لأبي ذر (رض): اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”

متابعة القراءة

الكل بارع عندما يكون البحر هادئاً

قياسي
 
يقول وليم شكسبير “عندما كان البحر هادئا كل السفن على حد سواء أظهروا براعة في الطفو” 

نعم عندما يكون البحر هادئا كل السفن تطفو ببراعة ولافرق بينها، ولكن عندما يهيج البحر وتتلاطم الأمواج حينها يتغير الوضع ويبرز الفرق بين السفن و من يقودها فإما أن تعود إلى شاطيء الأمان بسلام أو تصبح نسياً منسياً في خبر كان.
وينطبق ذلك على مجالات الحياة المختلفة فعندما تكون الأمور هادئة مستقرة لاتستطيع أن تميز بين الأشخاص وأدائهم بل أن كل منهم يرى أنه حاز السيادة والريادة وتربع في القمة. ولكن عندما تتغير الظروف وتعصف الأزمات ويتزعزع الإستقرار وتضطرب الأمور وتعم الفوضى هنا يكون الإختبار الحقيقي في اكتشاف الأشخاص الذين يملكون المهارات والكفاءة والخبرة والقدرة على القيادة والتصرف بحكمة وحنكة ودبلوماسية لانقاذ ليس فقط أنفسهم بل الفريق الذي معهم والمركب الذي يضمهم جميعا. وإذا ماانعدمت هذه المقومات سيؤول المركب ومن عليه للغرق والهلاك في وقت قياسي وحينها لاينفع الويل والثبور وعض أصابع الندم.
 


حلم البيئة النظيفة

قياسي
 
خرجت من داري فاستبشرت عندما رأيت عمال النظافة يحملون المكانس للتنظيف أمام المنازل. بحد ذاتها هذه خطوة ايجابية بعد أن كنا نطمح لرفع النفايا المتراكمة في كل مكان والتي كانت مرتعا للحشرات والقوارض والقطط والكلاب. 



ولله الحمد يوجد تحسن ملحوظ نسبيا في أداء عمال النظافة في الحي -من وجهة نظري- يستحقون عليه الشكر والثناء، ولن أعيد كتابة ماقلته في مقالتي السابقة بعنوان هل ينقصنا الوعي والثقافة ، ولكن هي مجرد همسة خفيفية.
 
لطالما تحدث الكثير عن موضوع النظافة مطالبين بنشر الوعي بين المواطنين والمقيمين فعمال النظافة لايمكنهم أن يحققوا حلم البيئة النظيفة بمفردهم، ويد واحدة لايمكنها التصفيق. وكذلك انتشر تداول تجربة مقطع الفيديو لذلك الطفل الذي كان سببا وقدوة للجميع عندما بادر بجمع النفايا ووضعها في الحاويات المخصصة فشعر الكبار بالخجل وتأثروا به فقاموا بجمع ورفع النفايا ليحصلوا على بيئة نظيفة. لمشاهدة الفيديو
 
مع وجود عمال النظافة والتحسن المستمر للأداء، والمتابعة والمراقبة، لاأعتقد بأن كل منا بحاجة لجمع النفايا من الشوارع والأماكن العامة، بل مانحتاجه أن نكون يدا واحدة وكل منا يجمع النفايا الخاصة به من منزله ويضعها في الحاويات المنتشرة والتي تم زيادة عددها وتوفير حاويات أكبر لتجنب وضع النفايا على الأرض. كما يحتاج كل منا لحمل أكياس لجمع النفايا وتفادي رميها في الشوارع والحدائق والأماكن العامة لكي لانجد تلك المناظر اللاحضارية عندما نذهب في الصباح الباكر لإحدى الحدائق بعد سهرة في إجازة نهاية الإسبوع.
 
حينها سننعم ببيئة صحية نظيفة تعكس بجدارة مدى وعينا وثقافتنا وتقاسمنا للمسؤولية واهتمامنا وتعاوننا مع الأمانة والمقاول لتحقيق مانصبو إليه ونحلم به. ولكي لايبخس سكان الحي حقهم فلهم الفضل أيضا بنشر الوعي والحث على النظافة فماوصلنا إليه لم يكن ليتحقق لولا جهود الواعين منهم والحريصين على نشر الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحث أئمة المساجد وتربية الأبناء منذ الصغر في المنازل والمدارس. 
 
نعم ذلك ليس مستحيلا وحتما سيأتي اليوم الذي يتحقق فيه حلم البيئة النظيفة.
 
عبدالله الحجي
 
٢٠١٦/١/١٦
http://www.a-hejji.com/?p=84

http://www.a-hejji.com/?p=84

 
 


القناعة كنز وغنى وعز وراحة

قياسي
 
ذهب أحد الأطفال إلى حديقة فأخذ يلعب ويقفز ويمرح لاتكاد الأرض أن تسعه من البهجة والسعادة، وفجأة لاحت منه التفاتة إلى طفل كان جالسا بملابس نظيفة مرتبة وحذاء جديد فتأثر وتحسر كثيرا عندما رأى ملابسه الرثة وحذاءه الممزق. أعجب بذلك الطفل وهندامه وتمنى أن تكون ملابسه وحذاءه ووضعه مثله. وماهي إلا لحظات وإذا به يقف في صمت مندهشا مستغربا لم يصدق مارأته عينه عندما أحضرت والدة ذلك الطفل كرسيا معها ووضعته فيه وانصرفت معه. حينها نسي ملابسه وحذاءه الممزق وتأثر كثيراً وشكر الله وأثنى عليه على نعمة الصحة والعافية عندما رآه معاقا لايستطيع الحركة واللعب،
هذا هو حال البعض منا.. ننظر إلى ماعند غيرنا ونتمنى مثله وننسى ماأنعم الله به علينا من نعم أخرى ونعيش حالة من القلق والهم والغم والضغوط النفسية التي تكدر صفو عيشنا، هذا إن لم يصبنا مرض الحسد فنتمنى زوال النعم عنهم. الله جل ثناؤه عدل في حكمه وتدبيره وعندما يسلب شيئا من شخص يعوضه بشئ آخر وذلك لحكمة بالغة تخفى علينا تستوجب الثقة والتسليم والرضا والإيمان بالله جل وعلا.  
 
مالمقصود بالقناعة وكيف نربي أنفسنا لنكون أكثر قناعة؟ وماهي الآثار والفوائد المرجوة؟
 
القناعة هي الرضا والقبول كما وردت في المعجم العربي. وعندما سأل النبي (صلى الله عليه وآله) جبرئيل: … ماتفسير القناعة؟ قال:” تقنع بما تصيب من الدنيا تقنع بالقليل وتشكر اليسير”

كيف نربي أنفسنا لنكون أكثر قناعة؟
 
كل شخص مطلوب منه السعي والعمل بجد والمثابرة والكفاح ومواجهة التحديات في هذه الحياة لتحقيق أهدافه وطموحاته السامية العالية لاأن يكون جليس الدار ويتمنى بلا عمل وسعي أو يتقاعس ويتكاسل. ومقابل ذلك مطالب بالتوازن والقناعة والرضا والتسليم بما قسمه الله له من رزق كما قال جل وعلا: ” أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَة رَبِّكَ ،ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا، ۗ وَرَحْمَة رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”
 
وفي آية أخرى يربينا كيف نتعامل مع الآخرين ولاننظر إلى ماعندهم من متاع الدنيا الذي جعله لغرض الإبتلاء والامتحان، ونثق بأن ماعند الله هو خير وأبقى. “وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ”
 
وفي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام): اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك ولا تتمن ما لست نائله، فإنه من قنع شبع ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظك من آخرتك.
ومن الأمور المهمة أن لاتنظر وتراقب من هو أعلى منك فقط فمن راقب الناس مات هما وكمدا، وانظر إلى من هو دونك في المقدرة فقد ورد عن الإمام الصادق (ع): ” انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة، فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك”
كما لا تتعلق كثيرا بنعيم الدنيا وزينتها ولاتكن الدنيا أكبر همك. قال تعالى: “إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ”
 
وقال الإمام علي (عليه السلام): “اقنعوا بالقليل من دنياكم لسلامة دينكم، فإن المؤمن البلغة اليسيرة من الدنيا تقنعه”
 
هذا بالإضافة إلى الثقة بالله وعدالته، والإكثار من الحمد والشكر، والتحلي بالصبر والزهد والتواضع، والتخلص من الحسد والغيرة والطمع والإكثار من التوجه إلى الله بالدعاء.
 
ماهي الآثار والفوائد المرجوة؟ 
الآثار والفوائد كثيرة نكتفي بذكر سبعة منها:

١- راحة البال والبدن وطمأنينة القلب
 القناعة بلسم لمن أراد العيش سعيدا هنيئا مرتاح البال بعيدا عن الهم والغم والضغوط النفسية.
 
الإمام الحسين (عليه السلام): القنوع راحة الأبدان
الإمام علي (عليه السلام): من قنع لم يغتم

٢- كنز وغنى
– رسول الله (صلى الله عليه وآله): “القناعة كنز لايفنى
– رسول الله (صلى الله عليه وآله): ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
– الإمام علي (عليه السلام): طلبت الغنى فما وجدت إلا بالقناعة، عليكم بالقناعة تستغنوا.
 
٢- النزاهة والعفاف
– الإمام علي (عليه السلام): من قنعت نفسه أعانته على النزاهة والعفاف

٣- عز وقوة 
-الإمام علي (عليه السلام): ثمرة القناعة العزّ
  
٤- صلاح النفس
الإمام علي (عليه السلام):” أعون شيء على صلاح النفس القناعة
 
٥- التخلص من الحسد والطمع والأمراض الأخرى
 
٦- زيادة الخير بسبب كثرة الشكر لله
 
٧- تخفيف الحساب يوم القيامة
– رسول الله (صلى الله عليه وآله): “اقنع بما أوتيته يخفَّ عليك الحساب
 
قال الشافعي:
رأيت القناعة رأس الغنى — فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه — ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنياً بلا درهم — أمر على الناس شبه الملك
 
وماأجمل أن ندعوا بما دعى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) : “اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه”
 
 
عبدالله الحجي
٢٠١٦/١/١٠
 

هل أنت راض عما حققته في ٢٠١٥؟

قياسي
أنتهى العام الميلادي 2015 فما مدى رضاك عن نفسك بما حققته وأنجزته؟

إنها فرصة لنحاسب أنفسنا ونقيم أداءنا..
 
هل كانت لك أهداف واضحة منذ بداية العام وهل تمكنت من تحقيقها؟
 
إن كانت الإجابة بـ “لا” فهل ذلك لأسباب مقنعة أم عدم مبالاة منك ومتابعة؟
 
كيف كانت علاقتك مع الله جل وعلا وهل أنت راض عما حصدته من حسنات؟
 
كيف كانت علاقتك وتعاملك مع والديك وزوجتك وأبنائك وماذا قدمت وأنجزت لهم في مختلف المجالات؟
 
كيف كان أداؤك في عملك وهل أنت راض عما حققته؟
 
كيف كان عطاؤك لمجتمعك ووطنك؟
 
ماهو التغيير الذي حققته لنفسك وهل تمكنت من تطوير ذاتك وتحقيق أهدافك الشخصية؟
 
إن كانت الإجابة ايجابية فهنيئا لك..
 
وإن استشعرت النقص وكانت إجابتك سلبية فها أنت مقبل على عام جديد ليكن أفضل مما سبق
 
١.      سطر السلبيات التي واجهتها وحاول تجنبها.. لاتتوقف عندها طويلا
 
٢.      سجل الإيجابيات وابذل جهدك لتعزيزها والإضافة إليها
 
٣.      افتح صفحة جديدة وبادر بالتغيير لماهو أفضل
 
٤.      قو صلتك بالله جل وعلا تنجح وتتوفق وكن من الشاكرين الحامدين ليزيدك من نعمه 
 
٥.      تذكر قول المصطفى (صلى الله عليه وآله) “خيركم خيركم لأهله” فهي النواة التي تشحنك بالسعادة والنجاح والعطاء
 
٦.      تذكر أنك لاتعيش وحدك في هذا الكون وأن هناك أناس هم بأمس الحاجة إليك لتقدم لهم خدمة إنسانية كلما سنحت لك الظروف
 
٧.      حافظ على قيمك ومبادئك وكرامتك ولاتتنازل عنها وتضحي بها
 
٨.      لتكن أهدافك سامية نبيلة محددة ومعقولة يمكن قياسها ويمكن انجازها خلال فترة زمنية محددة
 
٩.      تابع تنفيذها يوميا أو اسبوعيا أو شهريا حسب نوع الهدف قصير أو بعيد المدى
 
١٠.  حاول التركيز على ما تريد تحقيقه ورتب أولوياتك ولا يكن كل شيء في حياتك ملحا ومهما
 
١١.  ابتعد عن الشكوى والتذمر ونشر الاشاعات وماليس منه فائدة
 
١٢.  ابحث عما يحقق لك ولعائلتك ولمجتمعك السعادة وكن عضوا فاعلا له وجوده وكيانه وقيمته
 
١٣.  تحرر من قيود الأعمال الروتينية المملة واسع للتغيير والتجديد
 
١٤.  لاتنتظر الفرص لتطرق بابك وكن مبادرا مبدعا مبتكرا واغتنم كل فرصة
 
١٥.  وثق تجاربك وخبراتك ومواقفك والدروس التي تعلمتها وحتما سيأتيك يوم تستفيد منها أو تستفيد منها الأجيال من بعدك
 
١٦.  شارك بماتكتب مع أصدقائك وأحبتك ولاتهتم بعدد القراء وعدد المستفيدين لما تكتب ويكفيك أن يهتدي أو يستفيد مما تكتب ولو شخص واحد حتى وإن كان ذلك الشخص هو أنت.
 
١٧.  إبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون ولا تقم بإعادة إختراع العجلة
 
١٨.  عش حياتك بسعادة وحب وتفاؤل وايجابية وثقة بالنفس
 
١٩.  ارفق بمشاعر الآخرين ولاتؤذي أحدا
 
٢٠.  ابتسم ثم ابتسم ثم ابتسم
 
وختاما لايسعني إلا أن أقدم الشكر الجزيل والتقدير لأبني مختار وأشكره على إهدائي هذه المدونة الإلكترونية التي مضى عليها عام وقد كانت حافلة بعدد كبير من الزوار والقراء. لقد كانت حافزا ومشجعا لتوثيق وتسطير بعض التجارب والخبرات والمواقف والدروس المستفادة من هذه الحياة ونسأل الله أن يكون عام 2016 أفضل مما سبقه من الأعوام.
 
عبدالله الحجي
٢٠١٦/١/١
 
 


 






نبي الرحمة ودين المحبة والسلام

قياسي
 
تحتفل الأمة الإسلامية هذه الأيام بمولد النبي الأكرم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) والذي يتزامن مع أيام ميلاد المسيح (عليه السلام) ونهاية السنة الميلادية في حقبة أنتشرت فيها الأحقاد والكراهية والعداوة للمسلمين ونبيهم في مختلف دول العالم.

انتشرت الإساءة بشتى صورها لنبي الهدى (صلى الله عليه وآله)، ولم تكتمل فرحة الطالب أحمد الأمريكي من أصل سوداني حين اخترع تلك الساعة وتفاجأ باعتقاله من المدرسة أمام زملائه بتهمة الإرهاب خوفا من تفجير المدرسة بدلا من تكريمه والإشادة به، وخشي ركاب حافلة في لندن عندما قام قائدها بالصلاة فظنوا أنها مقدمة لتفجيرهم، وخرج من ينعق بمنع المسلمين من دخول بلاده، ومنعت بعض الأسر من السفر إلى بعض البلدان، واشتدت المضايقات للكثير من المسلمين، و.. و.. والقائمة طويلة.
 
ماالذي خلق هذه الصور من الكراهية والعداوة للمسلمين وأثار هواجس الرعب في شتى بقاع الأرض وشوه صورة الإسلام الناصعة الداعي إلى المحبة والسلام، وأساء إلى خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
 
لقد ابتلي الإسلام بشرذمة ضالة شوهت الصورة الناصعة بأعمالها المشينة الشنيعة مع المسلمين وغير المسلمين وعثت في الأرض فساداً بالقتل والتفجير وقطع الرؤوس للأبرياء وتفجير دور العبادة وزعزعة الأمن والإستقرار مما أثار الكراهية والحقد ورسم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين وانتشر الإسلاموفوبيا وتكالبت الإتهامات والتحذيرات وتزعزت الثقة وساد الحذر في التعاملات والعلاقات.
 
ظهر الكثير من المسلمين يشجب ويندد بهذه الأعمال وأنها لاتمت للإسلام وتعاليمه وأنها بعيدة كل البعض عن الأخلاق والصفات التي اتصف بها نبي هذه الأمة وقائدها (صلى الله عليه وآله). يكفينا فخرا ماوصفه به الله جل وعلا في كتابه المجيد “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ” فقد استطاع بخلقه العظيم أن يكسب القلوب ويؤثر عليها وقد شهد له غير المسلمين بالصدق والأمانة حتى قبل بعثته. لم يرسله الله ليبطش ويفتك بالعالم بل كان رحيما عطوفا محبا لايحمل في قلبه غلظة تنفر من حوله. وخير شاهد قول الله تعالى في كتابه المجيد: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ، وقال في آية أخرى: ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِك” . لم تكن رحمته ورأفته خاصة  بالإنسان بل امتدت لتشمل حتى الحيوان وكثيرا ماأوصى بذلك في أحاديثه الشريفة. 
 
نسأل الله أن يحفظ للإسلام وأهله كرامتهم، وأن يطهر الأرض من كل من يريد سوءا للإنسانية والبشرية، ويزعزع الأمن والإستقرار. اللهم يامن ختم النبوة بمحمد (صلى الله عليه وآله) اختم يومنا هذا بخير وشهرنا بخير وسنتنا بخير وعمرنا بخير إنك على كل شيء قدير. 
 
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١٢/٢٨
 


لاشيء يستحق أن تخسر كرامتك

قياسي
 
يبطر البعض ويعيش حالة من الغرور والغطرسة عندما ينعم الله عليه بمنصب أو سلطة أو جاه أو ثروة مما يجعله يظن بأنه قد حاز مرتبة عظيمة من الفضل والكرامة تميزه على غيره متناسياً المعيار الإلهي  الحقيقي ووسام الشرف الذي يميزه “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. مشية الخيلاء واحتقار الآخرين والنظرة من الأعلى والعطاء سمعة ورياءا وإتباعه بالمن والأذى وانتهاك الكرامة أمور تنسف كل ماكسبه.

عندما كان ذلك الفقير في أمس الحاجة توجه للمسجد وصلى ركعتين ودعى الله ليفرج كربته، فما انفتل من صلاته إلا وذاك الغني بجانبه يقدم له المساعدة. وقبل أن ينصرف وضع يده في جيبه وأخرج الكرت الذي يحمل اسمه وأرقام الإتصال به وسلمه للمحتاج  ليتصل به كلما كان في ضائقة، فماكان منه إلا أن تقدم له بالشكر وأعاد كرته إليه قائلا إنني أعرف بمن أتصل في وقت الشدة.
 
أو ذاك الذي تربع على منصب يرفع ويعز من يشاء ويضع ويذل من يشاء، ويُخشى أن يقول ماقاله فرعون، من غير تورع ولا مراعاة للمعايير التي من شأنها أن تضمن لكل شخص حقه وكرامته بكل أمانة ونزاهة.
 
أو ذاك الذي خلع ثوب التواضع واحترام الآخرين لوجاهة نالها عند الناس متجاهلا تلك الكلمات الجميلة التربوية من الإمام السجاد (عليه السلام): “ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلَّة باطــنـــة عند نفسي بقدرها”
 
لقد كرم الله الإنسان وأعزه كما قال في كتابه المجيد (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) وحذره من أن يذل نفسه ويسترخصها ويهينها ويحتقرها لطلب الحوائج من المخلوق أو أن يسمح لغيره للقيام بذلك فالله جل وعلا تكفل برزقه وأمره بالسعي والعمل والتوكل عليه والثقة به (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)،  وضمن له رزقه (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) . 
 
كرامتك ثمينة ونفيسة فصنها واحرص على أن تصون كرامة الآخرين فعيش المرء بلا كرامة كمن فارق الحياة قبل سنين. المتفضل بالنعم على المخلوق هو قادر على أن يسلبها منه وليس بعاجز أن يتفضل بها على غيره وماذلك إلا ابتلاء منه جل وعلا ليرى أيشكر فيزيده، أم يكفر فيسلبها منه أو يمهله ليزداد إثماً ويستحق أشد العذاب. 
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١٢/٢٥
 

مواقفكم نبيلة ومشرفة.. أهل حيي

قياسي
 
نبارك لأهالي حي الملك فهد والأحياء المجاورة وكل من كان له دور من القرى المشاركة في فوز العميد ركن عبدالجليل النصير في المجلس البلدي فذلك لم يكن ليتحقق لولا وقفتهم ومساندتهم ودعمهم وتكاتفهم. من يعيش الحدث من قرب يشاهد العجب العجاب من مواقف وطنية وأخوية تجسد أعلى مراتب التفاني والتضحية والإيثار والمحبة بعيدا عن الأنانية وحب الذات، مواقف تنصهر فيها المصالح الشخصية لتشكل قالبا من المصلحة العامة بكل قوة وتماسك واتحاد ليفيض بالخيرات الجسام ويغدق بالمحبة والولاء لهذا الوطن الغالي وينشر الورد والريحان على أرضه المعطاءة. 
فوز المرشح سعادة العميد كان وراءه رجال يعملون ليلاً ونهاراً بأمانة وإخلاص وكأنهم هم أصحاب الشأن. كان وراءه رجال ونساء أبوا إلا أن يدلوا بأصواتهم بالرغم من ظروفهم الصعبة فمنهم من لم يمنعه كبر سنه، ومنهم من أتى من سفره للإقتراع مباشرة من المطار، ومنهم من شارك بصوته قبل توجهه للمطار من أجل السفر، ومنهم من لم يكتفي بصوته بل برز دوره الإعلامي في الحث والتشجيع على الاقتراع بين عائلته ومجتمعه. لقد أثبت أبناء المنطقة تكاتفهم في مواقف عدة من قبل وماهذا الموقف إلا تأكيدا لإصرارهم وعزيمتهم وإرادتهم القوية ليصنعوا المستحيل ويسطروا تكاتفهم ووحدتهم لكل مافيه خير ومصلحة للمجتمع. 

مواقف نبيلة ومشرفة من ناخبين وداعمين ومشاركين وفريق عمل متميز لم يذق طعم الراحة إلا بعد تكلل الحملة الانتخابية بالفوز والنجاح. مالذي خلق لديهم هذه الروح والمواقف النبيلة؟ السبب الأول هو معدنهم الأصيل وسمو نفوسهم وأخلاقهم ونظرتهم الإيجابية وتفاؤلهم ووعيهم وثقافتهم وحسهم وهمهم الإجتماعي. والسبب الثاني هو الشخص المرشح الذي استطاع أن يفرض حبه واحترامه في نفوسهم بأخلاقه السامية وكفاحة ومثابرته وعطائه المتميز لمجتمعه فاستحق بأن يكون لديهم هو الأكفأ والأجدر والأبرز من بين المرشحين.

لقد أثبت الكثير بأنهم قادرون على توحيد الكلمة واتخاذ القرار المناسب والعمل معا ضمن فريق واحد لتحقيق أهدافهم المشتركة ومواجهة العقبات والتحديات والسعي للتغيير نحو الأفضل بقناعاتهم وتقييمهم الذاتي بعيدا عن التأثيرات الجانبية. نعم هنيئا لنا بهذه الأنفس الطيبة المتكاتفة والمخلصة التي تبشر بالخير والسعادة والتي يفخر ويعتز من يعيش في وسطهم ويتشرف بخدمتهم.
 
عبدالله الحجي 


العميد ركن عبدالجليل النصير
 

Commissioning and Stsrtup Workshop

قياسي

It was a pleasure to participate with a presentation titled “Toward a Safe and Reliable Commissioning” during the Oil and Gas Facility Commissioning & Startup 2015 Workshop arranged by Sigmoid at Abu Dhabi on November 25-26, 2015.

It was attended by subject matter experts from different organisations around the world. Despite commissioning comes at the end of the project, after Mechanical Completion, it has to be planned for at the early stages during the FEED and Detailed Design to start with the end in the mind. This will substantially reduce the cost of subsequent changes that come at a later stage and ensure all requirements are captured at the beginning.
 
Effective execution of pre commissioning activities is a vital issue to ensure equipment functionality and system cleanliness. This will definitely optimize the commissioning / startup duration, reduce commissioning cost and mitigate risk of process upset or interruption.
 
Development of the commissioning procedures and compliance are other key factors to achieve a safe and successful commissioning. Training and development tools to have qualified and competent resources have also been covered in details.
 
Other interesting aspects were also shared by the distinguished presenters such as initiatives to optimize the cost of commissioning, involvement of the right mix of people during all phases of the project including representatives from Operations and Maintenance, tools and techniques to improve commissioning, utilization of vendors and manufacturers services as well as training and development.
 
At the end of the workshop an interesting integrated knowledge discussion was conducted highlighting the pros and cons of performing commissioning by either the company or by the EPC contractor with specialized resources. This was a good venue for the different participants to discuss this controversial issue considering responsibility, availability of competent resources, schedule, cost, quality and others.
 
Our gratitude is extended to the organizers for arranging such enriching workshop and to all distinguished speakers for exchanging knowledge, experience and lessons learned pertinent to commissions and startup of oil & gas facilities.
 
Abdullah Al Hejji
November 30, 2015
 

دردشة مؤثرة مع طفل

قياسي
 
دردشة عابرة سريعة عند باب المسجد مع طفل في الصف الثاني الإبتدائي .. رسب في دراسته ٣ مرات!! لايحب الدراسة.. ويفكر في الدراسة في الفترة المسائية…  من المسؤول؟؟!!
 
في كل يوم يخرج الأطفال من المدرسة الإبتدائية فيتوجهون مباشرة للمسجد المجاور لأداء صلاة الجماعة قبل ذهابهم لمنازلهم … يحضر كل منهم حاملا حقيبته على ظهره ويضعها في غرفة خاصة قبل دخوله للمسجد

انتهت الصلاة ووقفت ألاحظ العدد الهائل من الحقائب وتجمهر أبنائنا وفلذات أكبادنا الطلاب -حفظهم الله- وهم يأخذون حقائبهم فخاطبتهم برجال المستقبل وفتحت الحوار مع بعضهم حول الدراسة فاستوقفت عند أحد الطلاب عندما سألته عن الصف الذي يدرس فيه فقال المفروض أنني في الصف الخامس ولكنني رسبت ٣ سنوات.
 
شعرت بالأسى لسماع هذه الكلمات من طفل صغير في قمة الأدب فوضعت له كرسيا وطلبت منه الجلوس قليلاً.
 
انصرف باقي الطلاب واستجاب هو وجلس، فسألته عن أسباب رسوبه ٣ مرات فرد بكل براءة لاأحب الدراسة ويمكن أحول للدراسة في الليل!
 
في هذه اللحظة حضر أحد المعلمين للصلاة في المسجد فسألته هل تعرف هذا الطالب فأجاب نعم وهو غير شاطر وكثير الرسوب!!
 
ذهب المعلم للصلاة وكم أزعجتني إجابته أمام الطالب الذي أطرق برأسه نحو الأرض عند سماع رد المعلم. فبادرته ببعض الرسائل الإيجابية للرفع من معنوياته وتشجيعه وواصلت (دردشتي) معه لمعرفة المزيد عن أسباب عدم رغبته في الدراسة وأسباب إخفاقه.
 
سألته ماذا تريد أن تكون عندما تكبر، فأجاب بكل بساطة أنا لاأحب الدراسة ولا أدري
 
كان بالقرب منا بعض عمال النظافة فقلت له هل تريد أن تعمل معهم عندما تكبر؟ فنظر إلي مستغرباً ولم يتردد في الإجابة لا.. لا أريد .. 
 
قلت له إذا لم تحب الدراسة ولم تتعلم ياولدي ربما لاتجد غير هذا العمل…
 
هل تريد أن تصبح دكتور،  أو مهندس،  أو معلم، أو ممرض أو ميكانيكي، أو ماذا؟
 
فقال بسرعة دكتور… 
 
لكي تصبح دكتور لابد أن تحب الدراسة وتذاكر وتجتهد وتنجح وتكون من المتميزين المتفوقين… فما رأيك؟
 
قال سأذاكر لكي أنجح وأكون دكتور… ثم توجه إلى بسؤال وأنت ماذا تعمل؟
 
قلت له مهندس… فقال أنا أريد أن أكون دكتور أو مهندس،.. 
 
واقعا يكفيني سماع هذه الكلمات منه فهو طفل مؤدب وخلوق وهادئ وأتمنى أن يتحرر من هذه الأفكار السلبية التي تسيطر عليه في هذا العمر ويستبدلها بأفكار أكثر إيجابية وتفاؤلاً.
 
شعرت بأنه كانت له رغبة بالجلوس لمدة أطول للدردشة ولكنه خشي أن يتأخر فاستأذن للانصراف.
 
قبل أن يذهب مد يده للمصافحة قائلاً هذه أول مرة أراك هنا… أشوفك يوم الأحد
 
قلت له عملي خارج المنطقة وتواجدي فقط يومي الخميس و الجمعة.. 
 
قال أراك يوم الخميس وسأذاكر وأجتهد لأنجح وأصير دكتور أو مهندس
 
من المسؤول عن ذلك؟
 
طفل بهذه البراءة، صفحة بيضاء ناصعة نسطر عليها مانشاء، عجينة مرنة نشكلها كيفما نشاء.
إنها مسؤولية مشتركة بين بيئة المنزل والمدرسة..
 
الوالد منشغل بعمله حتى أوقات متأخرة وإذا تبعها سهرات وجلسات يومية خارج المنزل حرمته الإلتفات إلى أبنائه والجلوس والحوار معهم والإهتمام بهم وتعليمهم. وإذا كان العمل في مناطق نائية أو بعيدة عن منزله فالأمر أكثر سوءا خصوصا في مراحل الطفولة والمراهقة.
 
في هذه الحالات تنصب المسئولية الكبرى على الأمهات -كان الله في عونهن- وكما قيل الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. فإذا صلحت الأم وكانت مدرسة قائمة بدورها ومكملة بما تستطيع عليه من دور الأب ساهمت في تلاشي بعض هذه الأمور. أما إذا كانت الأم أيضا غير مهتمة أو منشغلة عنهم فمن سيكون لهم لينير لهم الطريق ويزرع الأمل في نفوسهم ويساعدهم في رسم طريق النجاح والمستقبل المشرق؟؟ 
 
وأين دور المدرسة في إحتواء مثل هذه الحالات ودراستها ومساعدتها وزرع الأمل في نفوسها لتخطي العقبات التي تواجهها؟ إنها إدارة التربية والتعليم فالتربية مقدمة على التعليم ولكن ماذا يرتجى من معلم يبث الرسائل السلبية فتتبرمج عليها عقول غضة طرية وتصدقها وتسير بمقتضاها … “أنت ثور”، “أنت أبله” “أنت كسلان” “أنت راسب” “أنت لاتفهم”، وغيرها. الأمر ليس مجرد حشوا لهذه العقول الصغيرة لتحفظ وتخزن المعلومات سواء استوعبتها أم لا. وأين دور المرشد الطلابي في كل مدرسة لإرشاد وتوجيه الطلاب وانتشال مثل هذه الحالات من وحل الجهل والضياع والدمار لتخريج أجيال أكفاء ليكونوا أكثر إسهاماً في نهضة وازدهار وطنهم الغالي. 
إنها مسئولية مشتركة ضحيتها أبناؤنا جميعاً مع تقصيرنا وعدم قيام كل منا بدوره المنوط به على أكمل وجه.

عبدالله الحجي
٢٠١٥/١١/١٩
ملاحظة: تم التجاوز عن النحو الغير مخل في الدردشة

اتركيه في كهفه.. واتركها تتحدث

قياسي
 
استكمالاً للمقال السابق “هي لاتريد حلا.. وأنت لاتريد نصحا!!” بخصوص الاختلافات بين الرجل والمرأة يتميز الرجل برغبته في الإنزواء في كهفه وحيداً كلما حلت به مشكلة مما يزعج المرأة ويسبب لها حالة من عدم الطمأنينة ويعكر صفو عيشها إذا لم تتفهم هذه الحالة.

 
عندما يكون الرجل تحت ضغوط نفسية ولديه مشكلة ما فإنه يحتاج للعزلة مع نفسه فيلجأ لكهفه باحثاً عن الهدوء والاسترخاء والنقاهة ويجلس ملتزماً الصمت لحل مشكلته بمفرده ولإعادة الاتزان واسترجاع طاقته. وأحيانا يلجأ إلى الانشغال بسماع الأخبار أو استخدام الجوال أو مشاهدة التلفاز وقد يكون جالسا أمام أهله شارد الذهن لايعي مايدور من أحاديث من حوله لعدم تركيزه.
 
عندما تجهل المرأة هذا الاختلاف بينها وبين الرجل تشعر بحساسية مفرطة وتستاء وتتهمه بعدم الاهتمام بها وعدم المبالاة وعدم الحب وعدم الرغبة في التحدث معها فتصرعليه بالحديث والسؤال عن أحواله وأسباب تغيره فيجيبها بالنفي ويبدو عليه عدم الرغبة في البوح بمشاكله. وعندما تكون هي أيضا مرهقة من أعمال المنزل ولها رغبة فيمن تبث إليه مشاكلها وتعبر عن مشاعرها يزداد الأمر سوء لعدم استعداده للإستماع إليها. حينها تبدأ بالتعميم واتهامه بعدم الحب وعدم المبالاة فيشكل عنده ردة فعل عكسية ويشعر بأنها انتقادية له وكثيرة المطالب وتحرمه من الإستقلالية. فيبدأ بالدفاع عن نفسه ويهاجمها ظناً منه بأنها ستتوقف عن لومه ولكنه كلما دافع كلما ازدادت انزعاجاً وتوتراً.
 
أفضل حل ينصح به المختصون هو ترك الرجل في كهفه وعدم الانشغال عليه والسخرية منه والاجتناب عن المبادرة بتقديم الحلول والمقترحات له حتى يجد هو حلاً لمشكلته ويستعيد طاقته فيخرج من الكهف بنفسه، وتنصح الزوجة بأن يكون الأمر طبيعياً ولابأس بإعداد كأس من العصير أو وجبة خفيفة عند خروجه والمحافظة على كرامته ورجولته وعدم إثارة الموضوع إذا لم يبادر هو بالتحدث عنه.
 
أما المرأة فتختلف عن الرجل برغبتها بالتحدث عما يجول في خاطرها من مشاكل والتعبير عن مشاعرها فيحتاج الرجل احترام هذا الاختلاف والاستماع إليها جيداً بدون مقاطعة وبدون محاولة إسكاتها وتقديم الحلول والمقترحات. إنها فقط بحاجتك للانصات إليها وأن لا تكون منشغلاً عنها بجوالك أو التلفاز أو أي شيء آخر يؤثر على تركيزك. في خضم حديثها قد تبدي تذمرها بسبب أشياء تنقصها أو  حلمها وطموحاتها في تلبية رغباتها. ربما تكون أنت طرفاً في المعادلة وتشعر بأنك المعني في التقصير و عدم تلبية رغباتها لأي سبب ما فتمالك أعصابك وتحلى بالصبر والإنصات لبضع دقائق فإنها لاتقصد إثارة غضبك واتهامك بالتقصير.
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١١/٨
 
المصدر: الرجال من المريخ، النساء من الزهرة 


الخير فيما وقع

قياسي
 
يحكى أنه كان لأحد الملوك وزير حكيم كان دائماً يقول له “الخير فيما وقع” كلما أصابه شيء يكرهه، وذات يوم قطع أصبع الملك فقال له الوزير نفس العبارة فغضب الحاكم وأمر برميه في السجن فقال الوزير أيضاً الخير فيما وقع. لبث الوزير في السجن طويلا وذات يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن حراسه متعقبا فريسته، فمر بقوم يعبدون صنما فقبضوا عليه ليقدموه قربانا للصنم ولكن بعد فحصه تبين لهم أنه لايصلح بسبب إصبعه المبتور فأطلقوا سراحه. فرح الملك وعاد إلى مقره وأحضر الوزير واعتذر منه وأخبره بأنه أدرك الحكمة من قطع الإصبع وأنه حقاً كان فيه خيرا في حفظ حياته ولكن ماهو الخير في سجنه. التفت إليه الوزير وقال نعم الخير فيما وقع في سجني لأنه لو كنت معك في الصيد لأخذني القوم قربانا بدلا منك.

 
سواء كانت الحكاية حقيقة أم لا فالعبرة هي أن الإنسان في هذه الدنيا معرَّض لشتى أنواع البلاء والإمتحان من الله عز وجل في نفسه وولده وعائلته وماله وغيره كما ورد في قوله تعالى:” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ”
 
وعليه أن يتعامل مع هذا البلاء بحكمة ومنهجية ذات أبعاد روحانية تكون بلسما له حتى وإن لم تتجلى له الأسرار الخفية مما يحل به وعليه أن يتقبل البلاء بجميع صوره إن كان خيرا وإن كان شرا “وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ”، وأن لايفرح عند حصوله على ما يريد ويصاب بالانتكاسة والخسران لابتلائه بما يكره “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ”
 
وقال تعالى: “فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”
 
من الضروري أن يعمق الإنسان ثقته بالله تعالى بأن الخير فيما وقع وكتبه الله له ولربما تكون الحكمة غير واضحة له اليوم ولربما تكون على المدى البعيد أو لا تظهر في دار الدنيا وتدخر له في دار الآخرة لينال بها الخير الكثير ورضوان رب العالمين وجنات النعيم. قال تعالى: “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”،
وقال تعالى:” وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”
 
وورد عن الإمام الباقر: عليه السلام “ما أبالي أصبحت فقيرا أو مريضا أوغنيا لأن آللّـّه يقول: لا أفعل بالمؤمن إلا ماهو خير له” 
 
و عليه التحلي بالصبر وتكرار قول -إنا لله وإنا إليه راجعون كما أمرنا الله في قوله: ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”
وقال تعالى:” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِين”،
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا “
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ” لا يعدم الصبر الظفر وإن طال به الزمان “
 
وهنا تكمن الحاجة للتفاؤل والإكثار من الحمد والشكر والنظرة الإيجابية إلى مايصيبه من بلاء وتحديات في حياته وتحويلها إلى فرص مثمرة في شتى الميادين المتاحة مقويا ثقته بالله جل وعلا، فهو بنظرته القاصرة قد يرى الخير والمصلحة في أمر ما ولكن الله يرى له غير ذلك فيصرفه لمافيه خير ومنفعة له سواء على المدى القصير أو البعيد.
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١١/٢
 

هي لاتريد حلاً وأنت لاتريد نصحاً!!

قياسي
 
كثير من الخلافات الزوجية تنتج لعدم معرفة نفسيات كل طرف وطريقة تفكيره وجهل الزوجين للفروقات بين الرجل والمرأة مما يؤدي إلى تأزم الأمور أحيانا والوصول إلى طريق مسدود ينتهي بالإنفصال.  كتاب الرجال من المريخ، النساء من الزهرة هو من أفضل الكتب الشيقة التي توضح الإختلافات التفصيلية بين الرجل والمرأة والذي استفاد منه الكثير لرأب الصدع والتكيف مع الطرف الآخر ليسود الحب والود بين الزوجين. 

سنتناول باختصار بعض المواضيع المهمة استناداً إلى الخبرات المسطرة في هذا الكتاب وخبرة بعض المختصين في هذا المجال لتعم الفائدة للحد من الخلافات الأسرية وحالات الطلاق في مجتمعنا.
 
أكثر خطأين في تأجيج الخلافات بين الرجل والمرأة حسب رأي الكاتب د. جون غراي هما:
 
١- الرجال لاينصتون للمرأة حين تعبر عن مشاعرها أو مشاكلها ويقدمون حلولا ومقترحات بينما هي تريد من يستمع اليها فقط
 
المرأة تتصف بالعاطفة والمشاعر وتشعر بالراحة عندما يستمع اليها الرجل وهي تتحدث عن مشاكلها وهمومها حتى النهاية. ومايزعجها في هذه المواقف هو أن يتفاعل الزوج معها بحسن نية ويلبس قبعة الخبير ليقدم لها الحلول والمقترحات ظنا منه بأنه يواسيها بينما هي تريد فقط أن تفضفض لمن ينصت إليها بصدر رحب ولايقاطعها بتوجيه الحلول والمقترحات. من يجهل هذا الأمر من الرجال يشعر بالإحباط وخيبة الأمل عندما تصم الزوجة أسماعها عن حلوله وتغضب منه فيبدأ يفكر بأنها لاتحترمه ولاتقدره ولاتثق في حلوله فيبدأ الخلاف بينهما. وهنا يُنصح الرجل بالإنصات والإحتفاظ بالحلول.
 
 
٢- النساء يقدمن النصح والتوجيه للرجل ومحاولة تغييره بدون طلب مسبق
 
من صفات الرجل الاعتزاز بالقوة وتحقيق الذات بالإنتاج والأهداف والإنجازات وهو حساس بطبعه في هذا المجال ويشعر بأن اي نصيحة توجه اليه على أنها إهانة ومساساً بكرامته وسلطته وتجعله يتضايق من سماعها. وتُنصح المرأة بالكف عن إسداء النصح له ومساعدته إذا لم يطلب منها لأنه سيفسر ذلك على أنه عدم الثقة في قدراته وإمكاناته. كثير من الرجال يفضلون اتخاذ قراراتهم بأنفسهم بدون فرض الرأي عليهم. كما أنهم يسعون لتلبية طموحاتهم وتحقيق أهدافهم وإنجازاتهم التي تجعلهم يشعرون بالقوة والسعادة والرضا الذاتي وأي تدخل سلبي يسبب لهم الإزعاج. 
 
وإذا كان الأمر ملحا وضرورياً لتوجيه النصح فلايكن بطريقة مباشرة بل يكتفى بطرح الموضوع والتلميح بشكل غير مباشر مع مراعاة التوقيت المناسب والطريقة والأسلوب الذي لايمس بكرامته ولايشعره بأنه مقصر وغير قادر. كما هو الحال في المثال الأول ربما تنظر المرأة هنا على أن الأمر لايستحق ولكن بعض الأزواج ينظرون إليه من منظار آخر يزعجهم ويعكر مزاجهم ويكون شرارة ينطلق الخلاف منها.  
 
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١٠/١٢
 

مستويات القيادة الخمسة

قياسي
 
يصنف جون ماكسويل في كتابه -الذي يحمل نفس العنوان- القيادة إلى خمسة مستويات من الأسفل إلى الأعلى كما يلي:
 
المستوى الأول

يطلق عليه مستوى المنصب وينال الشخص القيادة في هذا المستوى بسبب منصبه ويتبعه العاملون معه لأنه يجب عليهم اتباعه بسبب منصبه ومن أجل الحصول على راتبهم في نهاية كل شهر. هذا المستوى يمر به الكثير في بداية رحلتهم العملية والقيادية وعلاقة القائد بموظفيه هي علاقة الرئيس بالمرؤوس تركز على العمل بحيث  يحضر وينصرف الموظف في الوقت المحدد مؤدياً المهام المطلوبة منه بأقل قدر من الجهد والطاقة. القائد في هذا المستوى ليس له تأثير على من يعمل معه غير صلاحية المنصب مما يخلق بيئة عمل غير صحية لاتعنى كثيرا بالموظف ومعنوياته وتفتقر للعلاقات والتدريب والتطوير. 


 
المستوى الثاني
يطلق عليه مستوى القبول ويركز على العلاقات بين القائد ومن يعمل معه. يملك القائد سمات تجذب الآخرين إليه ويتمتع بعلاقة جيدة مع التابعين له بحيث يعمل كل منهم وينجز لأنه يحب أن يحقق إنجازا وليس مجبراً على ذلك كما في المستوى الأول، وذلك بسبب العلاقة الجيدة التي تربطه مع القائد. في هذا المستوى لايمارس القائد سلطة المنصب لإنجاز عمله بل يكن الحب والإحترام للتابعين له وهم يبادلونه نفس ذلك مما يشعل لديهم روح الحماس والتحفيز لإنجاز أكثر مما هو مطلوب منهم بمعنويات عالية.
 
المستوى الثالث
يطلق عليه مستوى الإنتاج ويركز على النتائج. في هذا المستوى يكون القائد على مستوى عال من الهمة والإنتاجية بحيث لايتوقف عند تأسيس بيئة عمل ملائمة بالعلاقات الجيدة بل يصبح أنموذجا قياديا ومثلا أعلى يحتذي به التابعون له بما يبثه ويخلقه فيهم من روح معنوية عالية وقوة دافعة تتحدى كل المصاعب والمعوقات التي تقف في سبيل تقدمهم ونهضة وتطور منظمة العمل.
 
المستوى الرابع
يطلق عليه مستوى تطوير الآخرين ويعتمد على التأثير والتضاعف. يحرص القائد على الاستثمار في تطوير ونمو التابعين له بشتى الوسائل المتاحة ويتبعه أعضاء فريقه بما يقدمه لهم في هذا المجال ليصنع منهم قادة على درجة عالية من المسؤولية والكفاءة ليواصلوا المسيرة في صنع قادة آخرين. يكافح القائد في هذا المستوى ويبذل كل مافي وسعه من وقت وجهد لنمو وتطوير الآخرين.
 
المستوى الخامس
ويطلق عليه مستوى الزعامة ويعتمد على الاحترام. هذا المستوى على درجة عالية لايصل إليه إلا القليل جداً جداً بحث يكون اتباع الآخرين لك بما تملكه من إحترام في قلوبهم ومبادئ وقيم عليا، ومن تكون، وماتمثل، وماذا عملت لهم. هذا المستوى أصعب وأعلى مستوى، ولايصله إلا النزر اليسير من القادة الموهوبين لمايحتاجه القائد من مهارات وسمات متميزة وقدرة خارقة على التأثير وصنع قادة يسهمون في تطوير ونمو الآخرين كما في المستوى الرابع.
 
من خلال هذه المستويات يحتاج القائد ليملك فن التأثير على التابعين له بما يكونه من علاقات ومايبذله ليكون مثلاً أعلى يُحتذى به في رقي المنظمة والاهتمام بتطوير ونمو الموظفين لتحقيق أهدافهم المشتركة.
 
* جون ماكسويل هو خبير قيادة ومتحدث ومدرب ومؤلف معروف عالمياً، الّف أكثر من 60 كتاباً، وبيعت من كتبه أكثر من 13 مليون نسخة.
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١٠/٧
 


طوابير الأعراس الطويلة.. أسبابها وعلاجها

قياسي
يقول قضيت ثلاث ساعات لتقديم تهنئة الزواج في حفلين فقط ولم يتجاوز الجلوس أكثر من خمس دقائق في كل منهما!! فأين ذهبت الثلاث ساعات؟
حفلي الزواج كانا في الأحساء ولكن أحدهما في أقصى الشرق والآخر في أقصى الغرب بحيث استغرق ثلثي الوقت في الطريق. والثلث الآخر في الوقوف في طابور طويل من المنصة التي يقف عليها العريس إلى مدخل الصالة.
يتصف أهالي الأحساء بالكرم والجود فلا يقتصر الداعي على عدد محدد من المدعويين بل يحرص على دعوة أكبر عدد ممكن ممن يعرف وليضمن عدم سقوط أي شخص سهوا يوجه البعض دعوة عامة في مسجد الحي للجميع للحضور وتناول وجبة العشاء. وبطبع الأحسائيين التواصل الاجتماعي وبالخصوص لمن يتواصل معهم اجتماعياً فينتهي الأمر بحضور أعداد كبيرة خلال وقت محدد ينتهي بهم الأمر بالوقوف في طابور التهنئة لمدة تصل إلى نصف ساعة أو أكثر.
لوكان الأمر مقتصرا على السلام والتهنئة فقط لكان الأمر سهلاً هيناً ولكن انتشر في هذه الأيام ظاهرة وقوف كل صديق وزميل لالتقاط صورة  تذكارية مع العريس. وأحيانا يتضاعف الوقت بحيث يقف لالتقاط صورة مع والد العريس وصورة أخرى مع والد العروسة وصورة مع العريس والأعمام والخوال وصورة مع كل عريس لو كانوا أكثر من واحد. وهذه الأيام تطورت هذه الظاهرة أكثر بحيث يسلم المدعو جواله للمصور أو أحد المتواجدين لالتقاط بعض الصور له لضمان الحصول عليها. بالإضافة إلى التصوير لايغفل الوقت المستغرق للمصافحة والقبلات فلاتكفي قبلة واحدة بل لابد من ثلاث وأربع لكل واحد من الحضور من المعاريس والآباء والأعمام والأخوال وغيرهم خصوصا إذا كانوا كلهم وقوفاً بجانب العريس على المنصة.
لوكنت أنت العريس فكيف ستتصرف؟ هل ستعبأ بمن يقف في آخر الطابور ومالديه من ظروف والتزامات أخرى؟ أم أنك ستقول هي ليلة العمر ومن حقي التقاط صور تذكارية مع أصدقائي وأحبائي مهما استغرق من وقت؟ وإن كان من الحضور أعز أصدقائك الذين عادة يمكثون معك حتى نهاية الحفل فهل ستؤجل التصوير معهم إلى نهاية الوقت عندما يقل الإزدحام؟ وهل … وهل؟
ولو كنت أنت من يقف في الطابور لتقديم التهنئة فهل ستكتفي بقبلة واحدة أم أنك لاترتوي إلا بثلاث وأربع غير مكترث بمن يقف من خلفك في آخر الطابور؟ وهل ستطلب تأجيل التصوير معك ريثما يقل الإزدحام؟ وهل ستكتفي بصورة واحدة بجانب العريس ومن حوله من الأهل؟ وهل ستكتفي بتصوير الكاميرا أم أنه لابد من التصوير بجوالك؟ 
ولوكنت من أقرباء العريس فهل ستقف بجانب العريس أم أنك وأفراد العائلة الآخرين ستقفون في مدخل الصالة للاستقبال وتخفيف الإزدحام في طابور التهنئة؟ 
إنها ظاهرة تنتشر ويتأذى الكثير منها في كل زواج بحيث يعمد البعض إلى المخالفة وتخطي الوقوف ليصل للمنصة ويقدم التهنئة ويتيسر في أقل من دقيقتين ويتوجه ليؤدي الواجب والتهنئة في مكان ثان وثالث ورابع، وأحيانا لايسلم من الإهانة والمعاتبة ممن يقف منتظماً. الظاهرة تحتاج تعاون الجميع للحد منها وعلاجها لتخفيف الإزدحام وتقليل وقت الإنتظار لدوام التواصل الإجتماعي وتقديم التهاني بيسر وسهولة خلال وقت قياسي في أكثر من محفل واحتفاظ العريس بحقه في الإستمتاع فيها بما يشاء من الصور لأعز أصدقائه.
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١٠/٢
وبعد ٨ سنوات من كتابة المقالة لازال الوضع على ماهو عليه بل قد يكون أسوأ من حيث الازدحام والحضور بسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة توجيه الدعوة لأكبر عدد من المدعوين. لازال التأخير بسبب التصوير والآن مع وجود السناب قد يكون الوقت المستغرق أطول وبعض المدعويين ظروفهم لاتسمح بالوقوف في الطابور الممتد من بداية القاعة إلى المنصة ويكتفون بالذهاب والوقوف أمام العريس وعائلته والاكتفاء بالتهنئة بالإشارة منعا للاحراج مع الملتزمين في الطابور.
لتحسين الوضع نسبيا الكثير يقترح وقوف والدي العريس والعروسة وغيرهم من أفراد العائلة في مدخل القاعة بحيث يكون العريس بمفرده على المنصة في بداية الحفل حتى يقل الازدحام.
أحد الأصدقاء الأعزاء ارتأى في حضور المدعوين ووقوفهم في طابور طويل إهانة لهم فاقتصر الحضور في زواج ابنه على ٢٠٠ شخص تقريبا قام باكرامهم واستقبالهم والجلوس معهم متخلصا من الوقوف والتعب طيلة ليلة الحفل. لقد كان زواجا هادئا حضره أفراد العائلة والأصدقاء المقربون ويفتخر بقيامه بهذه التجربة إلا أنه ينصح من ينوي بتجربتها تحمل كلام الناس الذين لن تشملهم الدعوة. وشخص آخر أقام حفل الزواج فقط لأفراد عائلته بسبب كثرة معارفه ولكنه لم يسلم من لسان أحد أقرب المقربين إليه الذي لامه على ذلك بسبب كثرة الدعوات التي توجه إليه من الآخرين وحضوره مناسباتهم.
لا شك أن ذلك يختلف من شخص إلى آخر ومكانته الاجتماعية ويمكن التقنين والترشيد في اختيار العدد المناسب بدلا من أن يكون مفتوحا فيتجاوز الألف أو الألفين مدعو يقف العريس وعائلته لاستقبالهم لأكثر من 3 ساعات.
هذه السطور فقط للوقوف على هذه الظاهرة الاجتماعية وتوثيقها والقرار يعود لكل شخص وقناعاته، وعادة يشترك في القرار أكثر من شخص من عائلتي الزوج والزوجة مما يزيده تعقيدا. بارك الله لأبنائنا في زواجهم وأسعدهم ورزقهم الذرية الصالحة.
2023/7/1