طوابير الأعراس (الجزء 2)
طوابير من نوع آخر
في أحد الأسابيع ذهبت مع أحد المشايخ الفضلاء إلى زواج أحد الأصدقاء ووقفنا في الطابور مع باقي الضيوف، فحاول عدد من أقارب العريس إخراج الشيخ من الطابور احتراما وتقديرا له لتقديم التهنئة للعريس ولكنه في كل محاولة كان يرفض ويصر على البقاء في الطابور مع باقي الضيوف ليكون قدوة لغيره. وبالفعل بقي في الطابور حتى جاء دوره وقدم التهنئة، وبعد ذلك جاءه بعض الحضور وشكروه وأشادوا بموقفه ووقوفه حاله حال باقي الضيوف.
بعده بفترة من الزمن حضرت زواجا ووقفت في الطابور ولكن حركته كانت جدا بطيئة وذلك لوجود لجنة من المنظمين تقوم باستقبال كبار الشخصيات والمشايخ والوجهاء عند المدخل وإحضارهم لتقديم التهنئة لكي لايقفوا في الطابور. كان عددهم كبيرا وحضورهم على دفعات متتالية مما جعل أحد الوقوف في الطابور يشتاط غضبا على المنظمين ويوجه لهم بعض كلمات اللوم والعتاب بسبب تقديمهم كل من لبس بشتا أو عمامة حتى لو كان من فئة الشباب، وتساءل إن كان الواقفون في الطابور بشرا ويستحقون الاحترام والتقدير كغيرهم أم لا! وما أن سمعه الواقفون خلفه في الطابور حتى أبدوا امتعاضهم مما يحدث وأيدوه على مداخلته.
بعد هذا الموقف شعر المنظمون بالحرج الشديد واتخذوا موقفا بعدم التدخل لإحضار أي شخص خارج الطابور وما أن انتهينا من تقديم التهنئة حتى رأينا ذلك الطابور الطويل الممتد لمسافة طويلة وفيه عدد كبير من الضيوف المرتدين للبشوت والعمائم.
حتى وإن كان والد العريس يجلس عند المدخل بعيدا عن العريس ولايوجد تصوير يؤخر حركة الطابور إلا أن مثل هذه الزواجات التي يحضرها الكثير من الضيوف والكثير ممن يرتدون البشوت والعمائم قد تكون ذات طابع آخر لايخلو من الحرج لأي طرف من الأطراف. وهنا أكتفي بطرح ثلاثة تساؤلات ربما تختلف الإجابة عليها من شخص إلى آخر.
١- ما هو موقف والد العريس وهو يرى جميع الضيوف سواسية يقفون جميعا في الطابور، ولايوجد تمايز وتفضيل بينهم؟
٢- ما هو موقف كل من لبس بشتا أو عمامة وهو يقف حاله حال باقي الضيوف؟ هل سيتقبل الوضع أم أنه يعتبر ذلك إهانة له بأن يقف بعض الوقت في الطابور، ولابد أن تكون له معاملة خاصة (VIP)؟
٣- ماهو موقف باقي الضيوف وهم يرون من لبس البشت والعمامة يقف خلفهم؟ هل ستكون منهم محاولات لتقديمهم أمامهم على الأقل من باب الاحترام، وهل سيتقبلوا هم ذلك؟ أم أن الوضع سيكون مقبولا مع الوقت وليس فيه أي حرج من أي طرف؟
عبدالله الحجي
٢٠٢٤/٥/١١
