هنا تتجسد القيم والمبادئ والأخلاق من الثورة الحسينية من صبر وتضحية وإيثار وحسن الظن وتكاتف وتضامن ونظم الأمر. بهذا العدد لا ينبغي أن يترك الأمر بدون تنظيم لمنع الفوضى والتزاحم والنزاع والجدال لدخول الحسينيات. العدد لا يذكر وعلينا أن نعمل بوصية أمير المؤمنين (عليه السلام): ”عليكم بنظم أمركم“.
لقد بادرت وشرعت بعض الحسينيات ولله الحمد بالتسجيل للحضور بآليات مختلفة سواء كان الكترونيا أو عبر توزيع كروت بألوان مختلفة للأيام، أو بالتواصل والتسجيل عبر الواتساب لمنع احتكار الحضور من قبل فئة معينة بل فسح المجال لأكبر عدد ممكن من الحضور وتوزيعهم على الأيام والمجالس المتعددة في نفس الحسينية، ولو لكل شخص مجلس واحد طوال أيام عاشوراء. النظام والتسجيل سيساعد في منع التجمعات والازدحام غير الحضاري والذي قد لا يحقق التباعد الآمن مما قد يتسبب في نقل العدوى في حال إصابة أي من الحضور، وقد يتسبب في تعريض الحسينية للمخالفة.
التسجيل والتنظيم يشمل الرجال والنساء -المسموح لهم بالحضور- لمنع التجمعات أمام الحسينيات وبما أن عدد الكوادر من ضمن الخمسين يحتاج مراعاة التقليل من عددهم باختيار أعضاء فاعلين لتمكين حضور أكبر عدد من المؤمنين.
كما يتطلب تنظيم الدخول وأماكن الجلوس لكي لايكون عشوائيا، وأن لايكون قبل وقت طويل من بدء المجلس لتقليل فترة المكث في الحسينية. كما يتطلب وضع خطة لإخلاء المكان مباشرة بعد الانتهاء من القراءة لتفادي التزاحم عند البوابة.
ومن الحضور المطلوب تفهم الوضع والتعاون والصبر والبعد عن الأنانية والتحلي بالإيثار لحضور مجلس واحد ليس في الليلة بل طوال أيام عاشوراء وإتاحة المجال للإخوة المؤمنين بالحضور (قربة إلى الله تعالى) ولن يضيع الأجر عند أكرم الاكرمين فالأعمال بالنيات، والمجال متاح لإحياء هذه المجالس في المنازل عبر القنوات الفضائية أو البث المباشر. كما يُلزم كل شخص بتحمل المسؤولية والتقيد بالاحترازات من تعقيم وتباعد ولبس الكمامة وعدم نزعها خلال تواجده، وأي شخص يشعر بأي أعراض مشتبه فيها عليه أن يتجنب الاختلاط ويعزل نفسه في منزله.
كما يتطلب الأمر الاهتمام بالنظافة وعدم رمي المناديل الورقية بما تحتويه من مخاط وغيره في الحسينيات أو خارجها ويمكن حفظها في أكياس ورميها في الأماكن المخصصة.
حفظ الله الجميع من كل مكروه ونسأل الله أن يرفع هذا الوباء والبلاء بحق مولانا الحسين (عليه السلام).
عبدالله الحجي
١٤٤١/١٢/٢٨