مهارة التعامل مع الناس والاهتمام بهم

قياسي

للتأثير في الآخرين وكسب ودهم ونيل احترامهم وتقديرهم والحصول على ماتريد منهم لاتجعل نفسك محور الاهتمام وتنتظر منهم الإحاطة بك بل عليك أن تتنازل عن نرجسيتك وتتخلى عن أنانيتك وحب الذات وتجعل لهم نصيبا من الاهتمام بهم وباحتياجاتهم وأولوياتهم وستلاحظ الفرق الكبير في مدى تفاعلهم واستجابتهم.

الحياة أخذ وعطاء وإن عودت نفسك على الأخذ فقط بدون عطاء، وأن تكون أنت المهم ساعيا لتكون في الطليعة محتلا الرقم واحد فلن يدوم لك ذلك طويلا. الاهتمامات تختلف من شخص إلى آخر ويمكن معرفتها عن طريق الشخص ذاته أو أحد أقرانه أو المقربين إليه، أو عبر مشاركاته في وسائل التواصل الاجتماعي، وكل موقف يتطلب ربطه مع الاهتمام المناسب ليكون أكثر تأثيرا.

كل شخص له أسلوبه ومهارته ومفاتيحه للدخول لقلوب الناس والتأثير فيهم ومن الأمور التي تُشعر الآخرين بالاهتمام بهم: التعامل معهم بالايجابية والأخلاق الحسنة مثل التواضع والصدق والأمانة والحلم والتسامح والعفو، والبعد عن السلبية والأخلاق السيئة المنفرة كالغرور والعجب والتكبر والكذب والغدر، والتواصل معهم في مختلف المناسبات من أفراح وأتراح وزيارتهم والسؤال عنهم عند غيابهم، وعيادة مرضاهم، وحسن استقبالهم بوجه بشوش مبتسم ومراعاة مشاعرهم والرفق بهم، وانتقاء الكلمات الطيبة المناسبة عند الحديث معهم، وعدم الاستحواذ على جو المجلس عند الحديث بل فسح المجال لهم والاستماع إليهم للتعبير عن مشاعرهم ومايجول في صدورهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم. وكذلك احترامهم و تقديم الشكر والثناء والمدح عند الاستحقاق، والتهادي، وحسن الظن والتغافل عن زلاتهم والعفو عن أخطائهم ومثالبهم، والبعد عن كثرة اللوم والعتاب المنفر، وعدم الإكثار من النصائح والتدخل في خصوصياتهم، وعدم التواني في تقديم مايمكن من خدمات والمساهمة في قضاء حوائجهم، والإحسان إليهم بدون النظر إلى المقابل، والتحلي بالإيثار وتقديمهم على النفس بالتجرد من الأنانية. 

قد ينظر البعض للمتطلبات بأنها كثيرة ويصعب تنفيذها كلها. نعم المفاتيح كثيرة وبإمكان أي شخص أن يختار مايشاء من المفاتيح التي تتناسب مع الشخص الذي يتعامل معه فقد يكون أحد الأشخاص يكره التجاهل والتهميش وهنا ينبغي التركيز على مفتاح التواصل الفاعل معه ومراعاة هذا الجانب. شخص آخر قد يحب أن تعطيه قيمته وتقدر انجازاته، آخر قد يأنس بالاستقبال بوجه بشوش مبتسم وبالترحيب، آخر قد يحب الاهتمام بهواياته ومهاراته وإبرازها، وآخر بالاستماع إليه، وهكذا كل حسب شخصيته ومجال اهتمامه وميوله الذي يمكن الدخول من خلاله إلى قلبه والتأثير فيه وكسب محبته.

عبدالله الحجي

٢٠٢٠/٧/٢٠