أمام شاشة العمليات 

قياسي

توسل بأهل بيت الرحمة.. صلوات.. تهليل.. سور وآيات

وقوف وترقب وانتظار عند الشاشة التي تلونت بمختلف الألوان

تُظهر مختلف المراحل لعدد من غرف العمليات

كل عائلة عيونها شابحة تترقب التطورات في الغرفة الخاصة بها

مضت ساعة وما أبطأ حركة عقاربها وكأنها أصيبت بالإعياء

ومضت ساعة أخرى… أخذت ألوان بعض الغرف تتغير سريعا وتنسحب بعض العوائل مستبشرين بانتهاء العملية ونجاحها

انقضت ثلاث ساعات.. تفاؤل لاح في الأفق والتصاق من الشاشة ترقبا لتغيير اللون لمرحلة جديدة

لاشيء جديد .. ربع ساعة .. نصف … ثلاثة أرباع …

تنظر يمينا وشمالا معظم العمليات قد اكتملت واستبشر أهلها وتفرقوا عن الشاشة وتسارعوا لاستقبال مرضاهم والاطمئنان عليهم

حسنا…  تأهب واستعداد وتفاؤل مع نهاية الساعة الرابعة التي تم تحديدها

دقيقة ودقيقة أخرى وثالثة ورابعة وخامسة

ربع ساعة… نصف ساعة ..

الوضع غير طبيعي! ماذا يجري؟. لم التأخير؟

اتصالات متكررة لم تتوقف من الخارج.. أنفاس متسارعة… أيادي على القلوب.. توتر .. صمت… عيون لاترى شيئا غير الشاشة وألوانها وقد اغرورقت و انهمرت بالدموع ..

انقضت خمس ساعات لعل الفرج يكون عندها …انتهت كل العمليات بنجاح ووصلت للمرحلة النهائية

كلا لم يتغير شيئ!!

ياإلهي لعل الشاشة بها خلل!!!

توتر أكثر … هواجس قد ذهبت بعيدا توحي بساعة النهاية والفراق

صبرا جميلا لعلها تكون دقائق معدودة

موقف ساده الصمت واحتباس الأنفاس وتقرحت الجفون بالدموع .. قلوب لم تعد تحتمل الانتظار فأصبحت تترقب أي تغيير في كل دقيقة بعد الخامسة.

دقيقة ودقيقة ودقيقة ودقيقة و … و … و.. ومع كل دقيقة تضج القلوب في توسل و دعاء و تضرع بمن ليس بيده شيء غيره

ما أقساها من دقائق ولحظات قد أخذت مأخذها من القلب

مضت ستون دقيقة.. دقيقة تلو الأخرى والشاشة مصرة في عنادها وتحديها وثباتها على لونها.. لم يعد الوضع يُحتمل!

تساؤلات تبحث عن تفسير لمايجري وقلوب مثكولة محزونة تفتش عن من يطمئنها ويمسح عليها ولكن ليس لها إلا أن تصبر وتبقى رهينة لهذه الشاشة.

ويستمر ترقب الدقائق فإذا بها تعود لنشاطها منبئة عن انتهاء العملية والدخول في مرحلة الإفاقة

لحظات أرخت بالراحة والاطمئنان على القلوب

تلاها لقاء الدكتور المختص وكلماته المطمئنة بنجاح العملية بحمد الله

لازالت الأنظار تشدها اللوحة لانتهاء فترة الافاقة التي استمرت لما يقارب الساعة

سبع ساعات انقضت ولكن كيف انقضت؟

لتنتهي باندفاع وشوق وحنين وحب و دموع وأحضان وتهاني وسرور وأكف مرفوعة نحو السماء بالشكر والامتنان والتفضل والإحسان.