زينب .. قدوة الصابرين

قياسي

زينب .. قدوة الصابرين

قاست وكابدت وتحملت سيدتنا أم المصائب الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) الكثير من المصائب ويكفيها مصائب الطف التي يشيب منها الطفل الرضيع ولكنها كانت نموذجا ومثالا وقدوة في التحمل والصبر والجلد لإيمانها الراسخ بالله عز وجل فتحملت صابرة محتسبة.

ينقسم الصبر إلى ثلاثة أنواع كما فصلها رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية.

ورد بأن الصبر هو رأس الإيمان وأن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يفقد قيمته بفقدانه. قال الإمام علي (عليه السلام): ”وعليكم بالصبر فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس معه، ولا في إيمان لا صبر معه“ 

جميع الطاعات من صلاة وصيام وحج وغيره لايمكن للإنسان أن يؤديها إذا فقد الصبر كماهو الحال مع المعاصي إذا لم يتحلى بالصبر فإنه يكون فريسة سهلة للوقوع في شراك الشيطان الرجيم ويخسر الدنيا والآخرة.

أما الصبر في المصيبة فهو أعلى درجة وكل إنسان معرض لشتى أنواع البلاء الذي يتفاوت من شخص إلى آخر حسب منزلته عند الله. قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ). وقال تعالى: ” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ** الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

قد نهانا الله عن الجزع وأمرنا بالاستعانة بالصبر والصلاة والاسترجاع بتكرار (إنا لله وإنا إليه راجعون) والاكثار من الحمد والشكر والتسليم والرضا بقضاء الله، وأمرتا بالصبر الجميل (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ) الذي ليس فيه شكوى إلى الناس. قال الإمام الباقر (عليه السلام) – لما سئل عن الصبر الجميل -: ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس. 

لقد بشر الله الصابرين خيرا وورد بأن الله معهم وأن الله يوفيهم أجرهم بغير حساب. قال تعالى: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): من صبر واسترجع وحمد الله عند المصيبة فقد رضي بما صنع الله، ووقع أجره على الله، ومن لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء وهو ذميم وأحبط الله أجره.

عبدالله الحجي

٢٠٢٠/١/٢