سبقتني يا عبدالمجيد

قياسي

أتاه مودعا ليغادر الأحساء إلى منزله في الدمام

لم يكن يعلم بأنه آخر وداع ليباغته الموت في ساعة وصوله 

فيعود إليه محمولا قد فارق الحياة 

ويراه مسجى أمامه فيناديه ”هل وصلت ياعبدالمجيد؟“

فينظر إليه تارة مكررا ”سبقتني يا عبدالمجيد“ 

وتارة ينظر إلى باقي أبنائه وقد أخذ منهم الحزن مأخذه ببكائهم ودموعهم المنهمرة لهول الفاجعة والصدمة التي أحلت بهم بدون سابق إنذار

مواقف كانت جدا مؤثرة ولم تكن لتكون لولا معزة ومكانة وقدر المفقود في قلوب محبيه..

كانت هذه صورة خاطفة لأبيه وإخوانه وأحبته الذين آلمهم وأحزنهم فقده. فكيف كان الوضع مع الأم الحنون وزوجته وأبنائه وأخواته أعانهم المولى ومسح على قلوبهم بالصبر؟

***

لست تدري!

لست تدري متى وكيف وفي أي أرض يوافيك الأجل؟

لست تدري هل يكون قبله إنذار لتستعد وتصلح مايمكن إصلاحه؟ أم يوافيك الأجل بغتة؟

لست تدري هل تكون لأهلك فرصة لتوديعك أو أنك تفاجئهم برحيلك؟

لاتنتظر الإنذار وخذ من رحيل أبي غدير وأمثاله الإنذار

وقد تكون أنت وأنا في الأثر…

فهل نحن جاهزون؟

وهل تستحق الدنيا أن نتعلق بها لتكون أكثر من طريق عبور؟

وهل تستحق الدنيا أن نحمل في قلوبنا شيئا من الغل والحقد والعداوة؟

وهل تستحق الغطرسة والعجب والكبرياء والظلم والطغيان؟

وهل … وهل… وهل…

***

وداعا أباغدير

لقد فجعنا بخبر فقد ابن العمة عبدالمجيد بن سلمان بوصبيح (بومحمد-بوغدير) وحالنا حال كثير من الأحبة الذين التقوا به قريبا وكل منهم يتذكر آخر المواقف القريبة جدا مع المرحوم. لقد التقيت به قبل ليلتين من رحيله في إحدى الزواجات وفي ليلة الإفطار السنوي الذي ينظمه والده في منزله في شهر رمضان كانت لي معه جلسة مطولة خاصة للتباحث في بعض المواضيع العائلية والاجتماعية التي كانت تشغله والتي تنم عن حسه واهتمامه الاجتماعي. لم نوفق للعمل معا في المجال التطوعي في الأحساء ولكن المرحوم كان من القامات الكبيرة والطاقات المتميزة التي كان لها ثقلها في مكان إقامته من خلال الأنشطة الاجتماعية والإنسانية. لقد فقدنا عبدالمجيد وسبقك ياعم ولكننا لن ننساه ولن ينساه المجتمع الذي كان يأنس بوجوده وسيظل يذكره بالذكر الجميل لما تركه من بصمات لاتمحى بسمو خلقه، وكيف لا؟.. وقد تربى في بيت يشهد له بخلقه الرفيع بجميع أفراده، بالإضافة إلى بصماته الإنسانية وخدماته وأنشطته الاجتماعية الجليلة التي يشيد بها كل من لازمه وتشرف بالعمل معه.

تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.

فقد ابن العمة المهندس عبدالمجيد بن سلمان بوصبيح

يوم الأحد 

١٤٤٠/١٠/٦ الموافق ٢٠١٩/٦/٩

عبدالله الحجي 

٢٠١٩/٦/١١