شعب جاهد وضحى وناضل لتحرير أرضه ومقدساته وصبر على ما حل به من محن واضطهاد وظلم فإلى متى يُطلب منه الالتزام بالصبر والتحمل والخنوع والسكوت عن حقه مع كل مايواجهه من تعسفات عدوانية؟ أي عين تستطيع أن ترى هذه الضحايا من كهول ونساء وأطفال تحت الأنقاض تسحقهم القنابل وأحدث الأسلحة التكنولوجية المدمرة التي كان الصهاينة يتحينون الفرص لاختبارها وتجربتها على أرض الواقع، وفي المقابل تقوم الدنيا ولاتقعد وتثور ثائرتهم مقابل صواريخ متواضعة محدودة العدد يطلقها الأبطال المجاهد,ن دفاعا عن أنفسهم وأرضهم ومقدساتهم. صواريخ رغم قلة عددها إلا أنها تثير الرعب والهلع في صفوف العدو الغاشم المحتل وبكل وقاحة وسخافة يطالب ويدعو بنزعها وتجريد الشعب المسلم منها ولسان حاله يقول عودوا واكتفوا باستخدام الحجارة يا أبطال الحجارة فلا ينبغي أن تمتلكوا أي سلاح يهدد حياتنا بالخطر ويروع أطفالنا ونساءنا!
نعم لقد مُني العدو الصهيوني بهزيمة نكراء من أبطال المقاومة في لبنان وحاول رد اعتباره وكرامته في غزة ولكنه يعيش اليوم نفس النكبة والمأساة، ويطالب بالاستعانة بالجنود الاحتياطيين، ويكابر ويتعتم في نشر الأخبار والمعلومات الصحيحة عبر وسائل الإعلام لكي لايفضح نفسه بالإعلان عما تكبده من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ولكي لا يثير الرعب في أوساط شعبه وجنوده ولا يكشف الستار عن ضعفه.
لن يذهب دمكم سدى أيها الشهداء الأحرار وها هي أكف التضرع لكم بالدعاء بالنصر والغلبة والتأييد الإلهي ليفرج عنكم ويدحر كيد العدو في نحره فليست الغلبة بالعدد والعتاد كما قال الله تعالى: «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» ، والله نسأل أن يوحد كلمة المسلمين للوقوف مع إخوانهم في هذه المحنة بما يحقن دماءهم ويحفظ كرامتهم والمقدسات الإسلامية.
عبدالله عباس الحجي