تأبين آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره)
لقد تشرفنا بحضور حفل تأبين فقيد العلم والتقى أستاذ الفقهاء والمجتهدين، زعيم الحوزة العلمية المرجع الديني آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي (قدس سره) الذي وافاه الأجل في الثامن من صفر 1413ﻫ. لقد كان ذلك نزرا يسيرا من الوفاء والعرفان لهذا السيد الجليل لما قدمه للدين والطائفة.
كلمة لابد من قولها – وإن امتلأ المكان – لم يكن الحضور من طلبة العلم وسائر المؤمنين يتناسب مع مقام هذا العالم الرباني الذي شملت أفضاله معظم أبناء الطائفة وكان يرجع إليه الأغلبية ليس فقط في حياته بل حتى بعد مماته إذ لازالوا يعتبرونه متصدرا مقام الأعلمية. لقد استحق بالفعل لقب زعيم الحوزة العلمية كما يشهد بذلك العدد الكبير من المراجع العظام الذين كانوا يحضرون درسه كأمثال آية الله السيد علي البهشتي – آية الله السيد محمد الروحاني – آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر – آية الله السيد علي السيستاني – آية الله الميرزا جواد التبريزي – آية الله الشيخ حسين الوحيد الخراساني – آية الله السيد محمد صادق الروحاني – آية الله الشهيد الميرزا علي الغروي – آية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض وغيرهم.
خالص الشكر وعظيم الامتنان للمنظمين لهذا الحفل ولمن شارك في الختمة القرآنية والكلمات والشعر وغيره من الفقرات وشكر خاص لسماحة العلامة الشيخ علي الدهنين الذي تحدث وجذب القلوب للاستماع بلا ملل لشيء يسير من حياة هذا السيد الجليل بما سمح به الوقت ولو زاد لازداد الحضور شوقا للاستماع، والشكر لسماحة السيد عبدالأمير السلمان على قصيدته الرائعة في هذا المرجع العظيم الذي يقف القلم عاجزا عن الحديث عنه. ونوجز بذكر بعض الكلمات التي سطرها عنه بعض تلاميذه من المراجع العظام كما أشار إليها سماحة الشيخ في كلمته.
يقول آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض (دام ظله): (وقد تميزت دروسه في الحوزة العلمية بالابتكار والتحقيق والتدقيق سعةً وعمقاً واتسمت أبحاثه بالقوة في الاستدلال والإحاطة العلمية بأفكار العلماء وتحليلها ونقدها بأسلوب بليغ رائع وبيان ساحر وفصيح، ولذلك قد فاق أقرانه ومعاصريه من كبار الأساتذة والعلماء في الحوزة العلمية الكبرى وتفوّق عليهم في استقطاب أكبر عدد من الطلبة والفضلاء ذوي اللياقة والكفاءة، وكان مجلس درسه قدس سره من أوسع الدروس إقبالاً وحضوراً وأكثرها انتشاراً، وكان بحق القطب الذي تدور حوله الحركة العلمية، كان كالشمس ترسل أشعتها على الدوام أكثر من نصف قرن وقد استحق بذلك عن استحقاق لقب زعيم الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف).
وكم هي عظيمة كلمة آية الله الشيخ الوحيد الخراساني (دام ظله) الذي قال عند وصول نبأ وفاة السيد الخوئي: (إن أعظم شخصية لدى الإمامية في الفقه هو شيخ الطائفة الشيخ الطوسي، وأعظم شخصية في الأصول هو الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري، وقد مات اليوم من هو كالطوسي في الفقه وكالأنصاري في الأصول).
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء.
عبدالله الحجي
٢٠١٨/١٠/١٩