حسافة.. ضاعت الإجازة!!
في الليالي الحسنية استمتعنا بمشاهدة مشهد تمثيلي ممتع وهادف لمجموعة الأحساء ستار في الحفل الذي نظمته الكوكبة المؤمنة. كان السيناريو يدور حول ابن نجح في دراسته واتفق مع والده أن يستثمر وقته في الإجازة ويستفيد منه بالانضمام إلى النادي الصيفي أو دورة للقرآن الكريم أو دورة لتعلم اللغة الانجليزية وماذلك إلا مثالا لبعض البرامج والدورات التي يمكن الاستفادة منها واستغلال وقت الفراغ الطويل أثناء الإجازة الذي عادة مايضيع سدى إذا لم يخطط له جيدا.
بهذه المناسبة ارتأى الوالد أن يقدم لابنه جوالا هدية لنجاحه وتميزه ولكنه ابتلي بحضور مستر واتس اب ومستر سناب شات كأحد برامج التواصل الاجتماعي ليغروه ويزينوا له الطريق ويستحوذوا على عقله والتأثير عليه لقضاء وقت الإجازة معهما مما جعله ينسى ويرفض فكرة الاشتراك في النادي الصيفي ويسلك طريقهما..
برامج التواصل الاجتماعي ماهي إلا مثالا واحد للاستحواذ على عقول أبنائنا وهدر أوقاتهم إذا لم تُستغل وتُستثمر بشكل جيد وبما هو مفيد. وسائل التواصل الاجتماعي قد لاتكون في قائمة اهتمامات بعض الأبناء فلاتشكل خطرا عليهم ولكن قد يكون من اهتماماتهم الالتفاف على عينة من الأصدقاء والسهر معهم إلى أوقات متأخرة وهدر الوقت بما ينعكس سلبا على سلوكهم وأخلاقهم، أو الإدمان على مشاهدة الأفلام والمسلسلات أو الإدمان على الألعاب الالكترونية التي تجعلهم يقضون جُل أوقاتهم من حيث لايشعرون بأنفسهم ولا بأوقات الصلاة ولا بمن حولهم. وذلك لايقتصر على عمر محدد بل يمكن الجلوس أمام أي طفل يحمل جهازا ذكيا ومشاهدة مدى تركيزه على مايدور بين يديه.
عندما يسلم الإبن نفسه إلى الإعلام الخارجي ليزين له هذه الأمور ويزرع هذه الأفكار في ذهنه ويربطها باحتياجاته حينها ستسيطر عليه وتجعله ينجرف عن الارتباط والتعلق بالله عز وجل وتشكل فجوة تأخذ في الاتساع بينه وبين الله عز وجل فينحرم من الاقبال ويكون في حالة إدبار مستمر عن الله وذلك يبدوا واضحا من ابتعاده عن بيوت الله حيث لايعرفها إلا في يوم الجمعة إن وُفق لذلك، وتراه يبتعد عن كتاب الله حتى في شهر القرآن الكريم الذي من تلا فيه آية كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور كما ورد عن المصطفى (صلى الله عليه وآله) فقد يبدأ الشهر ويختمه ولم يوفق لقراءة حتى جزء واحد.
وكلما طال به الزمن تمادى واتسعت المسافة بينه وبين القرب من الله فيعيش فجوة من الجفاء والبعد ويسيطر عليه الشيطان والهوى إن لم يجلس مع نفسه ويحاسبها ويعيد النظر في الأفكار والقناعات التي تعششت في ذهنه ليتخلص منها، ويحقق التوازن بين أهدافه ويحسن إدارة وقته بين الترفيه وبين مافيه منفعة ومصلحة لتنمية قدراته ومهاراته، وأن يكون عنصرا فاعلا في عائلته ومجتمعه. نحن الآن في بداية الإجازة والمأمول أن لايكون الانتظار طويلا بالتأجيل والتسويف حتى تنتهي الإجازة ولم نجن أي فائدة ولم تضيف لنا أي شيء حينها سنعض أصابع الحسرة والندم ونقول حسافة.. ضاعت الإجازة و (… ).. أترك مابين القوسين فارغا ليضع كل شخص مكان النقط المحصلة النهائية المتوقعة ومايراه مناسبا لذاته حسب وعيه وثقافته وإدراكه.
عبدالله الحجي
٢٠١٨/٦/١