اشحذ منشارك
كثير منا قد يرى فلاحا أو حطابا أو نجارا منهكا يحاول القطع بمنشار ليس حادا ويطلب منه أن يتوقف قليلا لكي يشحذه (أو يسنه)، فيستغرب من الرد بأنه يريد أن ينجز المهمة بأسرع وقت وليس لديه وقت يضيعه لشحذ المنشار.
هل حقا يعتبر شحذ المنشار إضاعة وقت أم أنه سيساعد في إنجاز مهمة القطع بسرعة وكفاءة عالية وبأقل جهد ممكن؟
لاشك بأنها الإجابة الثانية، ولكن كيف هو حالنا عندما نصاب بالانهاك والتعب والملل في مختلف شؤون الحياة ويردد البعض بين الفينة والأخرى تعب حي الحياة، وآخر ينادي مشغول ويزعم أنه لاوقت لديه للراحة، وآخر ينادي ملل وزهق وطفش والغريب أن هذه الكلمات أخذت تتسلل حتى إلى ألسنة الأطفال.
عندما أشرنا على النجار بأخذ قسط من الراحة وشحذ منشاره، ألا يحتاج كل منا من شحذ منشاره في هذه الحياة؟ وكيف لنا أن نشحذه؟
عندما نكون في العمل فإننا بحاجة إلى فترات الراحة القصيرة لنشحذ منشارنا ونجدد الطاقة والنشاط ونعيد شحن بطارياتنا، وكذلك الحال مع الإجازة السنوية.
وعندما نمارس حياتنا الروتينية فإننا بحاجة للتوقف والراحة وشحذ منشارنا لننير عقولنا بالفكر والثقافة من خلال القراءة والتدريب وتطوير الذات،
ونحتاج لشحذ منشارنا بممارسة الرياضة لصحة أجسادنا وعقولنا،
ونحتاج لشحذ منشارنا بالغذاء الروحي خلال ساعات النهار بين صلاة وذكر ودعاء وتلاوة القرآن وتفكر،
ونحتاج لشحذ منشارنا بقطع الحياة الروتينية والاهتمام بالجانب العاطفي على جميع المستويات الزوجية والأخوية والاجتماعية،
ونحتاج لشحذ منشارنا بالترفيه والتسلية والتغيير والتجديد.
شحذ المنشار هي العادة السابعة لستيفن كوفي للناس الأكثر فعالية. وكم يحتاج كل منا أن يحافظ على منشاره ليبقى حادا حتى وإن استدعى الأمر تكرار التوقف في مختلف المحطات لنيل قسط من الراحة والتزود بمايحتاجه الجسد من طاقة تمكنه من المضي قدما بفاعلية أكثر وإنتاجية أعلى. لاتندم أبدا على الدقائق التي تخصصها لشحذ المنشار فإنك ستدرك آثارها وانعكاساتها الايجابية على حياتك.
عبدالله الحجي
٢٠١٨/٢/٦