مقبرة الخدود.. التغيير نحو الأفضل

قبل مايقارب خمس سنوات كتبت مقالا بعنوان “مقابرنا.. من المسؤول عنها؟” مشيرا إلى الكثير من التجاوزات التي تحدث بلا رقيب ولاحسيب بالرغم من التنبيهات والتوجيهات من المختصين.. فوضى وعشوائية في الدفن وتنافس في البناء على القبور.

فكما نحن في دار الدنيا نتفاخر ونتطاول ونتباهى في البنيان فقد انعكس ذلك على بيتنا الصغير وأصبحنا نتنافس في ارتفاعه عن الأرض واحتوائه مكان قبرين، وترصيعه بأجمل وأفخر أنواع الرخام، ونتفنن في اختيار مختلف الألوان والتصاميم وكأنه سيشارك في مسابقة لأجمل قبر!! ياترى هل أن ذلك سيعكس مقام ووجاهة الفقيد ليبقى خالد الذكر حتى بعد أن غيبه الثرى وكأنه سيكون له شافع بدلا من عمله الصالح، والصدقة الجارية، والإبن الصالح الذي خلفهم من بعده؟

في الآونة الأخيرة ولله الحمد انبرت لجنة تكفلت بموضوع المقبرة بالتنسيق مع أمانة الأحساء وتنظيم القبور لتكون وفق الضوابط الشرعية لتفادي التجاوزات والتباهي في البناء على القبور وزخرفتها والمبالغة في ارتفاعها وذلك بالإتفاق مع من يقوم بعمل قالب شبه موحد للقبور ضمن مواصفات ومقاسات متفق عليها من قبل اللجنة. كما تم العمل على ترقيم القبور الجديدة بعد شروع الدفن في المقبرة المجاورة، وعمل برنامج خاص يسهل عملية البحث عن أي قبر بتوفر بعض البيانات عن المتوفى. كما تم تخصيص مساحة خاصة للأطفال، وتغطية المساحات بين القبور بالأسمنت لتسهيل التنقل بينها عندما يكون الجو ممطرا، وكذلك تعيين شخص يمكن التواصل معه والتنسيق لإجراءات الدفن للخروج من الحالة العشوائية السابقة.

من باب من لايشكر المخلوق لايشكر الخالق نتقدم بخالص الشكر والتقدير للجنة القائمة على هذا العمل بقيادة الشيخ عادل بوخمسين والأخ عبدالجليل النصير على الجهود المبذولة. هذا التغيير والتنظيم الذي كان يناشد به الكثير لن يستمر بدون تضافر جهود الجميع وتعاونهم وتكاتفهم في الاستمرار على النظام، والمحافظة على نظافة المقبرة وتقديم أي ملاحظات ومقترحات للجنة، فالمقبرة عامة للجميع ولايمكن لأي شخص أن يتنصل عن هذه المسؤولية.

عبدالله الحجي

٢٠١٧/١٠/٢٦

القبور الجديدة المرقمة

تغمد الله الموتى بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته.