تقديس القدوة
من وصية لمولانا الإمام الحسن الزكي المجتبى (عليه السلام) لجنادة: “استعد لسفرك، وحصل زادك قبل أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا، والموت يطلبك”
هل نحن على استعداد للسفر من هذه الدنيا وقد أعددنا الزاد الكافي قبل أن يطلبنا الموت ونحن نلهث خلفها بعقول معطلة مجمدة؟
في حياة كل إنسان مجموعة من البشر جعلهم قدوة يحتذي بهم ويستلهم من قيمهم ومبادئهم وأخلاقهم وسلوكهم وعلومهم وثقافتهم وفكرهم، ويستنير بنهجهم ويسجل لهم حبا وتقديرا ويجعل لهم هالة إعجاب فوق برج عال بل قد يتجاوز الأمر ويصل إلى التقديس والعمل وفقا لقولهم وعملهم، حتى وإن تطلب الأمر تعطيل العقل والتفكير. حالة القدسية التي سيطرت على العقل كفيلة بأن تجعل العين ترى كل شيئ يصدر من القدوة حسنا وجميلا، بل حتى لو صدر ماليس متوقعا أو مايتنافى مع ماتبرمج عليه العقل خلال فترة زمنية طويلة سيتم البحث له عن مبررات تبعد الشك والريب، وتقلب السيئات إلى حسنات، وتحفظ الصورة الناصعة من التشويش والضبابية لتبقى القدوة هي القدوة!…
ليس كل شخص يحتمل هول الصدمة واهتزاز الصورة المشرفة التي يفخر ويعتز بها لقدوته.. فلبعض يصاب بإحباط شديد وانتكاسة ويقف على مفترق طريقين إما أن يتخذ قرارا صارما يحفظ له كرامته وعزته ويحترم عقله الذي أنعم الله به عليه مهما كانت النتائج قاسية. ومنهم من يجعل على عينيه ما يحجب الحقيقة المرة التي تدمر القدوة التي كانت له نموذجا يفخر به عبر حقبة من الزمن، وتحطم كيانه، وتقتل آماله وأحلامه، ويبقى مخدوعا مغشوشا يعيش في دوامة من الأوهام المضللة داسا رأسه في التراب لكي لاتسقط القامة من عينه.
عبدالله الحجي
٢٠١٧/١٠/٢٨
خووووووووش مقال. جزاك الله خير على هذا المقال.