وقفة مع هلال ذي الحجة ١٤٣٨ 

قياسي

وقفة مع هلال ذي الحجة ١٤٣٨

الإهتمام والحرص من المشايخ الفضلاء في المنطقة بهلال شهر ذي الحجة وصلاة عيد الأضحى على مبنى السيد الخوئي كان ملفتا للإنتباه في هذا العام خلافا لما كنا نعهده من الإكتفاء بالإعلان لمقلدي السيد السيستاني وترك الأمر للمكلف للبحث والإطمئنان بنفسه إذا كان من مقلدي السيد الخوئي. وأقربها هلال شهر شوال الماضي مما أدى إلى صيام البعض وإفطار البعض حسب البينات والاطمئنان عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الاختلاف في الهلال أمر طبيعي كما يُقال وعلى المكلف الالتزام بمباني مرجعه حتى وإن اختلف العيد في داخل العائلة الواحدة بين الأبناء والآباء. هي أمنية ورغبة الأغلبية بتوحيد الكلمة وأن يكون العيد موحداً ولكن مبنى السيد السيستاني ضيق جدا لرؤية الهلال في المنطقة وليست كمن يرى وحدة الأفق ويمتد إلى العالم القديم (أفريقيا) مثل السيد محمد سعيد الحكيم أو ممن هو أوسع من ذلك مثل السيد الخوئي والشيخ إسحاق الفياض وغيرهم ليصل إلى أمريكا الجنوبية لاتحادهم معنا في جزء من الليل. لو كانت المسألة عند السيد السيستاني احتياطية لأمكن الرجوع إلى أحد المراجع الآخرين حفظهم الله جميعا-كما يحدث في بعض المسائل الخلافية- ليكون العيد موحداً ويعم الهدوء في الساحة ولكنها فتوى ويلزم العمل بها.

بالرغم من وجود عدد كبير ممن هم باقون على تقليد السيد الخوئي إلا أنهم يعانون في البحث والاطمئنان لثبوت الهلال الذي يكون بالاعتماد على أمريكا الجنوبية أحيانا ولايثبت إلا في وقت متأخر من الليل أو قرب الفجر. ولكن في هذا العيد خرجت الإعلانات من كل حدب وصوب للتأكيد على ثبوت الهلال على مبنى السيد الخوئي ومن يوافقه مثل الشيخ اسحاق الفياض والسيد كاظم الحائري، وأيضا على مبنى السيد محمد سعيد الحكيم وغيرهم والتأكيد على صلاة العيد في يوم الجمعة وحرمة صيام هذا اليوم. هل كان ذلك لتفادي الوقوع في الحرج والحرص على أداء صلاة العيد مع الحجاج أم لأسباب أخرى؟!

أين هذا الحرص والإهتمام وأين هذه الأصوات في هلال عيد الفطر لكي لايصوم الناس يوم العيد كما حدث في هذا العام كما يعتقد البعض بثبوته. قد يقول قائل لماذا أبحث عن الهلال إن وُجد اختلاف فينام لكي يكون العيد في يوم واحد مع أبنائه -أشبه مايكون بما تعمله النعامة بدفن رأسها لكي لايرى ولايسمع – حتى وإن كان في ذلك صوم يوم العيد على مبنى مرجعه.

لاشك بأن رجال الدين وفقهم الله لهم تواصل مع نظرائهم في الدول الأخرى وبحكم معرفتهم والاطمئنان لهم يمكن أن يسهموا في تأكيد العيد أو نفيه بكل شفافية وأريحية بدلا من ترك الحبل على الغارب وإغلاق الجوالات والتنصل من المسؤولية، ولابأس حتى لو كان الإعلان متأخرا تأكيدا لاحترام ثقافة الإختلاف والتعبد بمباني كل مرجع، مع الالتزام بالإحترام والتقدير لمراجعنا العظام رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين وأيدهم بنصره ووفقهم لخدمة الدين.

عبدالله الحجي

٢٠١٧/٩/٣

 

مقالات سابقة ذات صلة بالموضوع (اضغط على الرابط لقراءة المزيد)

قراءة في هلال العيد ٢٠٠٩  

قراءة في هلال العيد ٢٠١٢

 

4 رأي حول “وقفة مع هلال ذي الحجة ١٤٣٨ 

  1. ابوحيدر الغراش

    احسنت بومحمد لابد من تظافر الجهود لتوحيد المسائل الخلافية ما أمكن الى ذلك من سبيل
    خاصة في هذا العيد اصبح الخلاف في البيت الواحد الأب في العيد والأبناء نائمون بحجة اليوم ليس العيد على رأي مرجعهم
    أطروحاتك دائما تأتي في الأوقات المناسبه لها
    وفقك الله اكل خير

  2. مصطفى الحجي

    كلها سنوات ويتلاشى في رحمة الله مقلدي السيد الخوئي فهل يستسلم رجل الدين قبل العامي لهذا الامر و يدفن رأسه كالنعام بحجة خلك بعيد تسلم .. اما واجب عليه الجد في ايضاح الامر للناس اخلاقياً قبل ان يكون شرعياً ..
    خلال الخمس سنوات الماضية لاحظنا تقبل الناس للاختلاف في البيت الواحد وهي سنة الحياة والتربية الجديده التي بدأنا نتعلمها من هلال العيد والحمدلله حتى الآن في طريقها الصحيح … ربما مستقبلاً نحتاج لهذا الاختلاف !!

  3. غير معروف

    نعم الإهتمام بالهلال كان واضح هذا العيد
    ان شاء الله يكون في جميع الأعياد

  4. غير معروف

    منذ زمن طويل ونحن نعيش حالة شبه الفوضى في رؤية هلال شهر رمضان و شهر شوال وهذه الأيام شهر ذي الحجه

    من الواضح بعد هذه التجربة الطويلة صعوبة توحيد الكلمة سواء على مستوى العالم الاسلامي او حتى على مستوى العالم الشيعي

    حتى نرجع الى ما كنّا عليه قبل خمسين عام تقريبا من توحيد المرجعيه على مستوى الشيعة في العالم او أقلها في الخليج

التعليقات مغلقة.