أجئتنا مهنئا بالعيد أم كنت مودعا؟

رحمك الله يا ابن الشيخ

لم يدعك المرض الذي فتك بك

ولم يدع عضوا إلا وصار له فيه نصيبا

تألمت وتأوهت حتى أصبحت جليس الدار لأكثر من عامين

خارت منك القوى وانخفض الوزن إلى مادون النصف

فسلمت أمرك صبرا واحتسابا إلى من الأمر بيده

ولم تملك سوى الحمد والثناء

*****

أختاه.. لماذا لا تأتي لزيارتنا؟

قالت.. كيف والأب طريح في دارنا

محمد وعلي.. شرفونا محافلنا

كلا ياخال.. ولابد من بقاء أحدنا لرعاية والدنا

فجأة مع إطلالة العيد أصبح الكل من حولنا!

ما الخطب؟ وأين أبو محمد وكيف هي أوضاعه؟

لقد حل ضيفا على ابنته في منزل أبي جابر

وحياكم الله إن شئتم زيارته..

*****

أبا محمد أتيتنا لنفرح معا بالعيد وتطيب لنا التهاني

وتجتمع معنا كعادتك على وليمة العيد

ويفرح بوجودك الكبير و الصغير

افقدناك فعذرناك ..

وماأن جاءنا الإذن لزيارتك زرناك

ولكن وجدناك وما وجدناك ..

كنت في غفلة عنا وشرود وغياب فكر

كنت معنا لكنك كنت تعيش في عالم ثان

لم نجد غير جلد على عظم

من خفة وزنه حتى الفراش لم يشعر به

أنفاس تكاد لاتسمع

وبعد ساعتين اكتفيت بنظرة خجولة

بهدوء وصمت وكأنك تقول (وداعا أحبتي)

*****

 

عزيزي أبا محمد..

أجئتنا اشتياقا لرؤيتنا أم كنت معاتبا؟

أجئتنا مهنئا بالعيد أم كنت مودعا؟

أجئتنا لتكمل فرحتنا بالعيد أم لنقيم عليك عزاء؟

أجئتنا اشتياقا لنا أم كنت للموت مشتاقا؟

أجئتنا اشتياقا لأهل الأحساء أم كنت لتربها أشد اشتياقا؟

 

وداعا أبا محمد ووداعا للعيد الذي كساه الحزن لنجدد ذكرى شيخنا الجليل… نم قرير العين وافخر بمن خلفت فعملك باق بلا انقطاع

رحمك الله يابن العم وتغمدك بواسع رحمته والهمنا الصبر والسلوان ولانقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

 

المرحوم حجي بن الشيخ عبدالوهاب الغريري

(زوج الأخت الكبرى)

فجر الأربعاء ٤ شوال ١٤٣٨

٢٠١٧/٦/٢٩

 

عبدالله الحجي

٢٠١٧/٦/٣٠

الصورة قبل شهرين من الرحيل