فلسفة العفو والاعتذار
عند الإمام الكاظم (عليه السلام)
ونحن نعيش أيام مولانا الكاظم (عليه السلام) حري بنا أن نقف عند هذا الدرس العظيم والنصيحة الذهبية لمن رام سمو الخلق في عيشه وتعامله مع الآخرين لتسود الألفة والمحبة وتصفو النفوس من الظغينة والغل. كلنا خطاؤون ومذنبون ونرجو العفو والصفح من الله جل وعلا فيعفو ويصفح عنا ونعود ونذنب ونستغفره ويعفو عنا مرارا وتكرار، رب غفور رحيم لا يغلق بابه الكريم عن عباده. بل ويدعونا للعمل بهذا المنهج للعفو والصفح عن إخواننا كما نحب أن يعفو هو عنا.. “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ”.
وهاهو مولانا الكاظم (عليه السلام) يقول نقلا عن جده الإمام زين العابدين (عليه السلام): “وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل عن يسارك واعتذر إليك فاقبل منه” (الكافي ١٥٢/٨).
لنقف على درسين في هذا الحديث المختصر أولهما المبادرة والتحلي بفلسفة الإعتذار ممن أسأنا إليه بلا مكابرة ولا غطرسة وتعالي، فالإعتذار عن الخطأ يعتبر قوة وليس ضعفا. والدرس الآخر أن نسارع في العفو والصفح عند الاعتذار ولانترك الأمر يطول ويتأزم وتمتلئ القلوب غلا كما نتوجه إلى الله في دعائنا لإخواننا المؤمنين “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.
عبدالله الحجي