مخالفات مرورية للمصلين!
خرج العديد من المصلين من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة وإذا بهم يتفاجؤون بمخالفات مرورية بالوقوف بشكل غير نظامي. ما أجملها من هدية من رجل المرور الذي كان يتحين مثل هذه الفرصة ليضرب الرقم القياسي في إصدار المخالفات لعلها تشفع له في الحصول على رتبة أو منصب.
يدعوا الله عباده لترك البيع والأمور الدنيوية والسعي إلى ذكره في يوم الجمعة لما فيه من خير كثير كما ورد في قوله جل وعلا:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. ولله الحمد الذي أكرمنا بنعمة الإسلام فجميع مساجدنا في بلاد الحرمين الشريفين – حفظها الله – تعج بالمصلين خصوصا في يوم الجمعة. ولكن مع الأسف الغالبية العظمى من الجوامع والمساجد تفتقر إلى مواقف تكفي جميع المصلين فيضطر المصلون القادمون من مسافات بعيدة للوقوف على طرفي الجزيرة لاتساع بعض الشوارع وعدم التأثير على حركة المرور.
أين هي الأخلاق المحمدية والنظرة الإسلامية والإنسانية التي تجعل رجل المرور أن يكون هؤلاء المصلون هدفا له لتحقيق ما يصبو إليه من زيادة رصيده في إصدار المخالفات، وإبراز كفاءته وإنتاجيته وتفانيه على حساب أناس يتعبدون في بيت الله لمدة تتراوح بين 30 – 45 دقيقة؛ مع مراعاتهم لضمان انسيابية حركة المرور وعدم التسبب في تعطيل حركة السير أو مضايقة السيارات الأخرى.
من الملاحظ ارتفاع عدد المخالفات في الآونة الأخيرة بحيث يستيقظ الشخص وإذا به يفاجأ بمخالفة أصدرت بعد منتصف الليل بسبب وقوفه أمام بيته عند الجزيرة لعدم وجود مواقف تكفي بجوار المنازل إذا كان معدل كل منزل 3 أو 4 سيارات. أو كما نقل ابني كنا في وسط الحصة ما قبل الأخيرة فإذا بالنداء بأن رجل المرور في الخارج يصدر مخالفات للسيارات الواقفة عند الجزيرة فترك الطلاب الشرح وفروا للنظر في الأمر وما أن رآهم رجل المرور اكتفى بما أصدر من مخالفات، ولم يُر له أثر. ذلك لم يكن في أحد الأزقة بل في نهاية طريق منتهي بعرض 60 م لا يضيره ثلاثة أمتار لمدرسة مواقفها لا تفي طاقتها الاستيعابية من الطلاب؛ وذلك حال الكثير من المدارس الثانوية.
الالتزام بالنظام أمر ضروري ومما تشدد عليه شريعتنا السمحاء لعدم الضرر بالآخرين وخصوصا عندما يكون في الأسواق والأماكن المزدحمة ووقت الذروة. وما عداه قد يحتاج الأمر إلى إعادة نظر وتقييم وتشخيص للوضع من إدارة المرور وبالأخص في أوقات الصلاة المحدودة عند معظم الجوامع والمساجد إذا لم يشكل الوقوف إعاقة لحركة السير أو الضرر بالآخرين. ومن جانب المساجد يحتاج أئمة المساجد والقائمين عليها التعاون مع رجال المرور لرفع مستوى الثقافة والوعي للمحافظة على النظام والوقوف الصحيح، والحد من عدد السيارات حول المسجد حسب الامكانيات المتاحة وما يتبعها من مصلحة أمنية، والحث على الوقوف بعيدا في حال توفر مواقف والترغيب في ثواب المشي إلى بيوت الله.
التكاتف والتعاون مطلوب لنكون أكثر عقلانية، ونلبي النداء الرباني ونجعل مساجدنا عامرة بذكره في جو من الطمأنينة والسكينة، ولا ينشغل فكر المصلي بالمخالفات وهو قائم بين يدي الجبار جل وعلا.