رفض التغيير

قياسي

رفض التغيير

يطرأ على حياة كل منا العديد من التغيرات الأسرية والمهنية والإجتماعية وغيرها منها مايتقبلها الشخص ومنها مايقاومها ويرفضها. إننا بحاجة لنكون أكثر ايجابية ومرونة واتساعا في الأفق للتكيف مع التغيرات التي تحدث من حولنا بل وتقييم وضعنا السابق ورصد كل سلوك أو أمر غير محبب يحتاج إلى تغيير إلى الأفضل، والمبادرة من تلقاء أنفسنا. يقول الزعيم الهندي غاندي: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم” .

على سبيل المثال قامت إحدى الشركات بتغيير أحد الأنظمة القديمة إلى نظام جديد فأثار ذلك ضجة بين الموظفين ونسبة كبيرة منهم رفضته وحاولت البقاء على القديم ولكن لم يكن لها ذلك فقد صرفت الشركة مبالغ باهظة لتغييره. فما كان من الموظفين إلا الرضوخ إلى الأمر الواقع واستخدام النظام الجديد والتكيف معه والتدريب عليه، وبعد فترة وجيزة أصبح مألوفا لديهم ووجدوا فيه مميزات لم تكن متوفرة في القديم، وحاز على إعجابهم ورفضوا الرجوع إلى القديم

أمر طبيعي يحدث في كل مكان نشاهد موجة عارمة من المقاومة والرفض المباشر من قبل البعض لأي تغيير جديد في حياتهم. بعض التغييرات قد تكون أهدافها واضحة من البداية ويدرك الشخص أو الأفراد آثارها السلبية على مصالحهم الشخصية فتكون المقاومة والرفض منذ البداية. ولكن ليست كل التغييرات من هذا النوع الذي يمس المصالح الشخصية ومع ذلك تكوت المقاومة والرفض الشديد قبل معرفة التفاصيل من ايجابيات وسلبيات على الفرد والمجتمع

من أبرز الأسباب التي تجعل الشخص يقاوم التغيير هو التعود على ماكان عليه وحب البقاء على الروتين فيرى في هذا التغيير اختراقا لمنطقة الراحة التي يعيش فيها وللتقاليد والعادات المحيطة بها. ومن الأسباب خوفه من المجهول الذي ينتظره ولا يعرف عنه شيئا، وخوفه من الفشل والنتائج السلبية جراء هذا التغيير. انعدام التواصل الجيد، وعدم اتضاح الأهداف والرؤية من هذا التغيير، وعدم إشراك الأفراد من البداية لكسب الثقة والولاء وتبني تطبيق وتنفيذ هذا التغيير بنجاح هي أيضا أسباب تشجع على المقاومة و الرفض.

هذه بعض الأسباب ومهما تعددت فنحن بحاجة إلى أن نكون أكثر انفتاحا وايجابية لتقبل التغيرات والتكيف معها تدريجيا وتقييمها وأن نكون طرفا فاعلا  في تعديلها و تطويرها إن أمكن فليس كل تغيير هو تغيير سلبي. ولتقليل موجة الرفض لأي تغيير يتبع بعض القادة و أصحاب التغيير آليات واستراتيجيات مختلفة لإمتصاص الغضب، وتهيئة النفوس والمشاركة  مع شريحة من أصحاب التأثير للاستماع إلى مرئياتهم، والتأثير عليهم، وكسب أصواتهم لدعم التغيير المزمع عليه أمام موجة المواجهة والرفض.

عبدالله الحجي

 

٢٠١٧/٣/٢٩

7 رأي حول “رفض التغيير

  1. شاكر سلمان النصير

    الاخ العزيز بومحمد مواضيعك غالبيتها مفيدة وتأخذك الى محور المشكلة ،أنت بارعاً في التشخيص ولهذا أقول لك بأنك اصبت كبد الحقيقه و وضعت يدك على الجرح. فشكراً على هذا الطرح المفيد ..

  2. Abdullah Alhejji

    من ذوقك عزيزي بوحسين ونسأل الله التوفيق بفضل دعواتكم.. لك خالص الشكر والتقدير.

  3. Alyousif AH

    احسنت ابا محمد فعلا موضوع مفيد كلامك في الصميم على ان بعض الناس لا تريد التغير والسبب الخوف من الفشل والسلبيات ولكن عندما تغير ترى العكس من ذالك التغير يمون فيه نجاح وايحابيات افضل من السابق

  4. ابو محمد

    التغيير مطلوب في حال كونه ايجابي .
    اما في حال كونه سلبي فانه يقود المجتمع الى الخلف والتخلف . فليس كل تغيير مطلوب .

  5. أبو محمد الأشقر

    أحسنت أبا محمد:
    أحيانا يرفض التغيير إذا جاء من جهة لا تتوافق معك في وجهة النظر إما لعدم تقبل الرأي الآخر أو حسد أو فقط للمخالفة وحب الظهور.

التعليقات مغلقة.