الكل بارع عندما يكون السحاب هادئاً
يقول وليم شكسبير “عندما كان البحر هادئاً كل السفن على حد سواء أظهروا براعة في الطفو”
نعم عندما يكون البحر هادئا كل السفن تطفو ببراعة ولافرق بينها، ولكن عندما يهيج البحر وتتلاطم الأمواج حينها يتغير الوضع ويبرز الفرق بين السفن و من يقودها فإما أن تعود إلى شاطيء الأمان بسلام أو تصبح نسياً منسياً في خبر كان.
وينطبق ذلك على مجالات الحياة المختلفة فعندما تكون الأمور هادئة مستقرة لاتستطيع أن تميز بين الأشخاص وأدائهم بل أن كل منهم يرى أنه حاز السيادة والريادة والزعامة وتربع على القمة التي لايستحقها غيره. ولكن عندما تتغير الظروف وتعصف الأزمات ويتزعزع الإستقرار وتضطرب الأمور وتعم الفوضى هنا يكون الإختبار الحقيقي في اكتشاف الأشخاص الذين يملكون المهارات والكفاءة والخبرة والقدرة على القيادة والتصرف بحكمة وحنكة ودبلوماسية لانقاذ ليس فقط أنفسهم بل الفريق الذي معهم، والمركب الذي يحمملهم جميعا. وإذا ماانعدمت هذه المقومات سيؤول المركب ومن عليه للغرق والهلاك في وقت قياسي وحينها لاينفع اللوم الويل والثبور وعض أصابع الندم.
وعندما يكون السحاب هادئا محتفظا بقطرات المطر، فالكل بارع ومتميز ومفتخر بشهادات التقدير والتكريم… وما أن يصيبه الرعد والبرق وتتناثر قطرات المطر يكون الإختبار الحقيقي فتزول مساحيق التجميل، ويُكشف المستور ويُفضح الفساد وتُعرى مساوئ التخطيط والتصميم، ويتجلى التخبط في معايير الكفاءة والجودة والإتقان في التنفيذ. حينها تٓجٓول بطرفك بين المنكوبين وفتش عن البارعين المتميزين!
صحيفة الأحساء نوز – رابط المقال
عبدالله الحجي