أبي .. لن أسمي ابني باسمك!

قياسي

أبي .. لن أسمي ابني باسمك !

 


عبدالله الحجي
 

بقلم | عبدالله الحجي

 

ماهي ردة فعلك لو قال لك إبنك بأنه لن يسمي ابنه باسمك؟

جلس أحد الأبناء مع أبيه واعتذر منه بأنه لن يسمي ابنه بإسمه لأن إسمه من الأسماء القديمة. فما كان من الأب إلا أن احترم رغبة إبنه وترك له الخيار في اختيار أي اسم يرغب فيه هو وزوجته.

إن من حق الإبن على أبيه أن يحسن إسمه كما ورد في الأحاديث الشريفة إلا أنه قد تنشب خلافات بين الزوج وزوجته عند إصرار كل طرف للتسمية بإسم أبيه أو أمه حتى لو كانت أسماؤهم قديمة وغير مقبولة ومنافية للذوق العام، ولا تتناسب مع هذه الحقبة الزمنية، بل حتى لو غاد بهم الأمر وتُرك لهم الخيار لم يُسموا أنفسهم بهذه الأسماء. الأسماء كثيرة ولن أستشهد بأمثلة منها لكي لايتحسس أحد ويقول قائل بأنه هو المقصود.

البعض من الآباء يجني على أبنائه الصغار بتسميتهم بهذه الأسماء مما يجعلهم يتأثرون سلباً ويشعرون بالإحراج وينعكس على شخصياتهم مما يضطرهم لمحاولة تغييرها عندما يكبرون، أو يستخدمون أسماء مستعارة. والبعض من الأبناء يتم تسميتهم مجاملة للوالدين أو لتخليد إسم أحد الوالدين بعد وفاته، بحيث يُسجل الإسم رسمياً ولكن سرعان مايتم اختيار إسم ثان من الأسماء المحببة لأبويه. مما لاشك فيه بأن كل إبن يتشرف بتسمية أبنائه بأسماء والديه ولكن إذا لم تكن من الأسماء المناسبة المحببة إلى النفوس والمقبولة اجتماعيا فلماذا الإصرار إلى درجة تصل إلى الخلاف والجدال بين الزوجين؟ كل يريد إختيار اسمي والديه… نعم إنه نوع من إظهار المحبة والتقدير للوالدين ولكن الوالدين ينبغي أن يدركوا ذلك ويتفهموا الأمر بصدر رحب وروح رياضية ويطلقوا حرية اختيار الأسماء إلى الأبناء بلا تحسس وزعل وتدخل في هذه الخصوصية. يقول أحد الأشخاص بأن والده قاطعه هو وزوجته لعدة أشهر لأنهما لم يكونا مقتنعين بتسمية أول مولود لهما بإسمه الذي لم يكن مناسباً اجتماعياً.

وليكن الآباء على ثقة بأن عدم التسمية بأسمائهم لاينتقص شيئا من قدرهم وشأنهم ومكانتهم من قبل أبنائهم فاليوم مختلف عن الأمس وماكان مناسبا من قبل ليس شرطا أن يكون مقبولا اليوم. وذلك لم يكن مقتصرا على الأسماء فقط بل تجاوز إلى الأخلاق كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام): “لاتكرهوا أولادكم على أخلاقكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم”.

من المواقف التي تبين عدم الإكتراث في تسمية الأبناء من قبل أجدادنا كنا يوما في عيادة مريض مع أحد أبناء العم فرأينا أحد كبار السن بجانبه. بعد السلام عليه قال لإبن العم لقد بشرني والدك بمولدك قبل أكثر من خمسين عاما فقلت له سمه (يوسف)، فأجابه إبن العم مبتسماً إذا سيكون لك المزيد من الإحترام والتقدير من اليوم فصاعداً. وبعد المغادرة جرى الحديث مع إبن العم عن التساهل من الأجداد وترك الخيار لأي شخص لتسمية أبنائهم أو حسب اليوم الذي يولدون فيه أو مايجري من مناسبات وأحداث ومواقف. فقال أزيدك من الشعر بيتا فليس هو الوحيد الذي يقول بتسميتي بل يوجد أحد الجيران ولربما يوجد ثالث ورابع أيضا!!

نعم إننا بحاجة لأن نكون أكثر وعياً وتحضراً وترك حرية الإختيار للأبناء ولربما التلميح لهم أو المصارحة والنصح بعدم التسمية بالأسماء التي لاتتناسب مع هذا الزمن وتُسبب حرجا للأجيال القادمة. ويبقى هنا دور ومسؤولية الأبناء في عدم التركيز فقط على جمال الإسم واللحن الموسيقي بل مراعاة اختيار خير وأفضل الأسماء والبحث عن معانيها لكي لاتكون منافية للأخلاق قبل التسرع في اعتمادها.

 

– See more at:

http://www.hasanews.com/6414637.html#sthash.8VniiTjO.dpuf