الجبر والغدير.. نماذج أحسائية معطاءة
عبدالله عباس الحجي
تزخر وتفخر أحساؤنا الحبيبة بنماذج مشرفة في البذل والعطاء. ومن أبرز هذه النماذج التي تربع حبها في قلوب أهالي الأحساء واستحقت الإجلال والتقدير والاحترام أسرة الجبر أبناء المرحوم حمد الجبر (الشيخ عبدالعزيز والشيخ محمد والشيخ عبداللطيف وأبناؤهم)، ورجل الأعمال الأستاذ باسم ابن المرحوم ياسين الغدير.
هذه الوقفة مع هذين النموذجين وفاء وعرفانا لهما، وليس من باب التهميش لأصحاب العطاء الذين ولدتهم واكتنفتهم هذه الأرض الطيبة، أرض الخير والعطاء التي تغدق على أهلها ومن حولهم من خيراتها وبركاتها من باطنها وخارجها بلا استثناء. يتفاوت العطاء ونوعيته من شخص إلى آخر أو من عائلة إلى أخرى بتفاوت النعم التي أنعم الله بها عليهم، وكذلك مستوى ثقافة العطاء المتأصلة في نفوسهم، والدوافع والحوافز الدنيوية والأخروية، بالإضافة إلى الحس الاجتماعي والإنساني.
هذان النموذجان تميزا بالحس الوطني العالي، والإنسانية الرفيعة، والخلق الرفيع، والعطاء الجزيل، والأيادي البيضاء لجميع أهالي الأحساء بمختلف أجناسهم وأطيافهم في شتى المجالات الاجتماعية والتنموية والصحية والتعليمية والثقافية والرياضية، بل تجد صدورهم رحبة، ومن السابقين المبادرين الذين يبذلون بسخاء بلا مَنّ ولا أذى، مبتغين الأجر والثواب ممن أنعم عليهم بهذه النعم التي تدوم وتنمو بالشكر والثناء. إنهم يستشعرون ويتلمسون احتياجات المجتمع ويشعرون بعظيم البهجة والسعادة ومتعة الحياة عندما يكونون سبباً في رسم الابتسامة وإدخال السرور على قلوب اعتصرتها الآلام وقهرتها الحاجة. إنهم يؤمنون بأن في أموالهم أقوات الفقراء، فحملوا المسؤولية على أعتاقهم لدعم الجمعيات الخيرية في مدن الأحساء وقراها، كما قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): «إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما متع به غني، والله تعالى سائلهم عن ذلك».
إنجازاتهم ومساهماتهم كثيرة لا يمكن إحصاؤها وحصرها في أسطر معدودة، ولكن من باب ما لا يدرك كله لا يترك جله نورد بعضاً منها على نحو الاختصار.
أسرة الجبر بصماتها جلية في كل مجال، وأياديها طولى تجاه كل ما فيه تطور ونهضة أحسائنا الغالية. بالإضافة إلى الدعم السخي المتواصل للجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية والأندية الرياضية، ومختلف الأعمال الخيرية من كفالة أيتام ومساعدات الزواج وغيرها، تتجلى رؤيتها الثاقبة في المشاريع العملاقة التي كلفت مئات الملايين لخدمة الوطن والمواطنين وتوفير خدمات جليلة يستفيد منها أهالي الأحساء على مر العصور. ومن أبرز هذه المشاريع: مركز الجبر للكلى، مستشفى العيون والأنف والأذن والحنجرة، الإسكان الخيري الميسر، مدرسة نورة لتحفيظ القرآن الكريم، مبنى النادي الأدبي في الأحساء، جوامع ومساجد، مركز السرطان الذي افتتح مؤخرا، ومجمعان تحت الإنشاء: مجمع حمد الجبر التعليمي للبنين، مجمع نورة الجبر التعليمي للبنات. وقد منحت المنظمة العالمية للسلام والازدهار الدولي الشيخ عبداللطيف الجبر جائزتها لعام 2015م في الحفل الذي أقيم في لندن؛ تكريما له على ما قدمه من مشاريع إنسانية للمجتمع. والجدير بالذكر أن الشيخ عبداللطيف هو أول سعودي ينال هذه الجائزة العالمية، وهو جدير باستحقاقها بكل فخر واعتزاز.
أما الأستاذ باسم الغدير فقد اختارته إحدى اللجان الأهلية بالإجماع كأول شخصية للتكريم في الأحساء في عام 2014 مقابل ما يقدمه من عطاء سخي للأعمال الخيرية في الجمعيات الرئيسة والمراكز التابعة لها، ومهرجانات الزواج الجماعي والأندية الرياضية ومساعدات الزواج وكفالة الأيتام وترميم المنازل إيماناً وحرصاً منه بأهمية البيئة الملائمة، وتوفير الاحتياجات اللازمة لضبط السلوك، وحفظ الفقراء والمحتاجين من الانحراف والانفلات الأخلاقي، كما أنه هو الداعم الرئيس للمشروع الإنساني (مشروع حياة) لعلاج مرضى الفشل الكلوي لكثير من أهالي الأحساء الذين يقفون عاجزين عن دفع تكلفة العلاج الباهظة التى تصل إلى ربع مليون ريال للحالة. لقد أسهم الأستاذ باسم بالملايين من الريالات لإعادة الأمل والابتسامة لكثير من المرضى وأهاليهم بعد أن أصابهم اليأس، وخيم عليهم الحزن بسب المعاناة والألم.
بالعطاء نستشعر طعم الحياة، وبالعطاء تتألق أحساؤنا وتزدهر؛ فهي معطاءة كما عهدناها، وتستحق من أبنائها البذل والعطاء لكل ما يحقق التكامل والتكافل، ويخلق الراحة والسعادة لكل قدم وطأتها.
http://m.alsharq.net.sa/2017/01/30/1641297