ابي… اتركه إن كنت تحبني
خرج يقود سيارته.. تجلس بجانبه زوجته
يتجاذبان أطراف الحديث
مستمتعين بذكرى زواجهما
مستعيدين شريط الذكريات الجميلة
يجلس في الخلف ولي العهد الذي لم يتجاوز العاشرة
تغمره البهجة والسعادة وهو ينظر إلى أغلى من له في الوجود
لاتكاد الأرض تسعهما من السعادة والمحبة
قطع حديثهما صوت الجوال
أجاب والده واستغرق بعض الوقت
انتهت المكالمة
فتح والده السناب
التقط بعض الصور ليخبر العالم بذكرى زواجه
النغمة تلو الأخرى من رسائل الوتس اب
فتح الرسالة الأولى، قرأها
تلتها الثانية والثالثة
حبسته الإشارة الحمراء
حمد الله.. فرصة تمكنه من الرد على بعض الرسائل
لم تدم طويلا.. تغير لونها للإنصراف
ضرب بيده على الطارة
لم يكن الوقت كاف للتفاعل مع كل مايريد
استمر في الكتابة
نظرة في الجوال.. ونظرة خاطفة للطريق
السيارة تشق طريقها
انحراف لليمين تارة وآخرى للشمال
منبه من اليمين.. غضب وصراخ من الشمال
في هذه اللحظات تمتم الإبن بكلمات
“أبي.. أنا أحبك“
كانت المرة الأولى التي يسمع هذه الكلمة من إبنه
شك في الأمر
سأل إبنه هل قلت شيئاً؟
قال نعم “أنا أحبك“
ثم سأل والده “هل أنت تحبني؟“
أجاب بكل تأكيد
رد عليه ولماذا تحرمني منك إذا؟
سأله كيف؟
دمعت عينا الإبن
وأخذ يسرد قصة صديقه التي سمعها في المدرسة
يقول صديقه كان أبي عادة يضع جواله في (شنطة) السيارة قبل القيادة
استمر على ذلك فترة طويلة
في أحد الأيام خرجنا معا ومعنا أمي
قرر أن يبقى الجوال معه وأن لديه القدرة على التحكم في نفسه
لم يتمالك نفسه وبدأ ينشغل مع الرسائل
فجأة جرى ماجرى واصطدم بسيارة أخرى
فقدت الوعي وماانتبهت إلا وأنا في المستشفى
أُصبتُ برضوض وكسور في اليد والرجل
لم أر أبي وأمي بقربي
سألت عنهما وبعد إلحاح علمت بأنهما قد فارقا الحياة
ليرحلا وأبقى وحيدا يتيما
كنت أحلم برؤية السعادة على وجهيهما وأنا أحمل الشهادة العليا التي كانت حلما لهما
كنت أحلم بوقفتهما بجانبي يوم زفافي
كنت أحلم بأن يكون طفلي في أحضانهما
كنت أحلم .. وأحلم.. وأحلم
كانت الأحلام كثيرة ولكنها تبددت وتلاشت
وختم قصته بدموع ملأت أعينهم جميعا وحزنا خيم عليهم
فكرر الإبن كلمته “أبي… أنا أحبك”
أبي… اتركه إن كنت تحبني.
عبدالله الحجي
٢٠١٧/١/٢١
- اتركه ليست مقتصرة بالجوال فقط
شكرا لك بومحمد لتسليط الضوء على هذه الظاهره الخطيرة وهي استخدام الجوال اثناء القيادة فكم من قريب وصديق فقدناه بسبب الجوال
شكرا بومحمد
نعم هي كلمه لها الف معنى ومعنى (كلمة ابي اتركه)
فقد تعني ترك الدخان وما يسببه من أذى لنفسه والى عائلته او ترك التحدث بالجوال وما تتسبب نتائجه
وقد تعني ترك المخدرات بأنواعها او ترك المعاصي
او تعني السرعه ……و….و…الخ .
فكم فقدنا اعزاء وشباب وتسببت في تيتم أسر وأعاقات
احسنت اخي /عبدالله
اطروحاتك ومواضيعك رائعه
ووفقت الى كل خير
لفته جميله وشعور طيب من جانب الاخ بومحمد وهو يتطرق الى موضوع يناقش فيه مشكله اجتماعيه مؤلمة عانى منها الكثير من أفراد مجتمعنا
جزاك الله كل خير أخي عبدالله على هذه المشاركة الفعالة والمهمة للجميع .
وليس لدي كلام أقوله في حقك الا إنك صاحب قلب عطوف وإحساس مرهف وعاطفة صادقة جياشة نابعة من قلب محب للجميع تشعر وتتألم بما يعاني منه الآخرين وهذا بحد ذاته صفه
جميله …ورائعه … فمحاولة إصلاح أخطأ الناس وإيجاد الحلول لها هي خدمة ومعروف تشكر عليه .
أدامك الله وبوركت وفقك الله وأنار دربك .
أخوك /شاكر سلمان النصير
بوعبدالله الرفيعي..
بارك الله فيك كاتبنا المبدع ..أبي انا احبك..
قصة جميلة ومعبرة تحكي حالنا اليوم وتصلح ان تكون فلما قصيرا من افﻻم التوعية واﻹرشاد حتى يكون تأثيرها اكبر وأقوى وقعا.
احسنت ابا محمد الجوال اصبح لعبة بادي الناس واصبحت ارواحهم تهدر بسبب الجوالات قصة فيها عبرة وعيبرة
يعطيك العافية بواحمد موضوع في غالية الاهمية
اهلا بالأخ بو محمد
دائما مبدع في أطروحاتك
وفقك الله لتسليط الضوء على كل سلبيه مستشريه في مجتمعنا الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا محمد أحسنت لطرح هذا الموضوع الرائع الذي أتى في وقت قد فقدنا فيه شباب في عمر الزهور و السبب في هذا كله هذا الجهاز الساحر الذي سحر الناس أنه الهاتف ( الذكي ) كما يسمى
جعلك الله ذخرا وحلها في ميزان حسناتك أخي وعزيزي أبا محمد
طرح جميل جداً و هو بالفعل محل ابتلاء.
كفانا حوادث و وفيات و إعاقات لنا و لإخواننا في الوطن.
أعتقد بأنه حان الوقت ليفكر ملياً كلٌ منا قبل استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة، هل حياتي أو حياة من أحب أرخص من رد على رسالة واتساب أو مقطع سناب ؟!