سماحة الشيخ يوسف الشقاق

قياسي
سماحة الشيخ يوسف الشقاق
الشيخ يوسف هو الأب الروحي لأهالي قرية بني معن ويتميز بخلقه الرفيع مقتديا بصاحب الخلق العظيم خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين عليهم صلوات الله وسلامه. شيخ زاهد متواضع يحترم الكبير والصغير، يستقبل كل من سلم عليه بالحفاوة والترحيب، نذر نفسه لخدمة المجتمع، استطاع أن يجمع أهالي القرية من حوله والكل يكن له التقدير والإحترام والإجلال وهو مصداق لقول الله تعالى لنبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله): “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”
الشيخ هو كما عرفته وتشرفت بحجة الإسلام معه في عام ١٤٠٧ مع قافلة العم المرحوم أبي عبدالهادي البوقرين يبذل كل مافي وسعه لخدمة الحجاج لضمان تأدية المناسك على أكمل وجه ولايزال عطاؤه مستمرا في خدمة حجاج بيت الله الحرام بالإضافة إلى منبر سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، وله الفضل في انبثاق ثلة من الشباب الأكفاء وانخراطهم في طلب العلوم الدينية وتميزهم في قرية بني معن.
من المواقف التي تجسد أخلاقه الحميدة التقيت به وسلمت عليه في إحدى صالات الأفراح في زواج أحد أبناء العمة وجلست حيث انتهى المجلس. فتفاجأت بقدومه نحوي والجلوس بجانبي وله كل الفضل والإحترام لو أشار إلي لقدمت إليه. استهل حديثه قائلا لقد سمعت عن برنامجكم في التنوع واستضافة المشايخ في مسجد السبطين ونريد أن نستفيد من تجربتكم. فبدأت أحدثه عن الاستراتيجية المتبعة في المسجد باستضافة المشايخ التي لم تتحقق لولا تعاون الإمام الراتب في المسجد وفسحه المجال لمشاركة مجموعة من مشايخ الحي ضمن جدول اسبوعي لمختلف الفرائض. فكان الشيخ يوسف يسأل عن دور المشايخ المشاركين وهل يُكتفى بالصلاة فقط وكيفية التنسيق معهم ومدى تجاوبهم وغيرها من الأسئلة التي تنم عن رغبة صادقة منه ومبادرة رائدة في فسح المجال أمام المشايخ الآخرين في القرية لكي يستفيد المؤمنون من علمهم وثقافتهم وأفكارهم.
ثم تساءل عن أسباب عدم تجاوب بعض المشايخ فأجبته بأن البعض منهم لايريد الإرتباط بالصلاة في المسجد والبعض الآخر قد يتحسس من الحضور للصلاة بوجودك فأنت بمنزلة الأب ويتحرج من أن تصلي خلفه فكان رده في قمة التواضع قائلا إنني أفخر وأعتز بهم وبمنزلتهم العلمية وأتشرف بالحضور والصلاة خلف أي واحد منهم. واختتمنا الحديث بنصيحتي له أن لايكون هو المسؤول عن التنسيق مع باقي المشايخ بل يترك الأمر لإدارة المسجد وقد كان متقبلا لذلك وأنه لازال يحاول مع الإدارة لتولي هذه المهمة والتنسيق مع باقي المشايخ. موقف الشيخ حفظه الله تعالى ومبادرته لاستضافة مشايخ آخرين للمشاركة في الصلاة قل أن نجدها في كثير من المساجد التي اكتفت بإمام واحد فقط بالرغم من وجود العديد من طلاب العلم الذين يمكن الإستفادة من علمهم وإتاحة الفرصة لتجدد الفكر والثقافة فكل له ميوله وتخصصاته وأسلوبه في الطرح وإيصال المعلومة.
عبدالله بن عباس الحجي
٢٠١٥/١١/١