أَرْبَح وتَخسر
كثير من المفاوضات المهنية والإجتماعية والأسرية وغيرها تصل إلى طريق مسدود في التوصل إلى حل يرضي الأطراف. وذلك يعود لعدة أسباب أحدها الخوف من الهزيمة والخسارة وعليه يتم الإصرار والعناد وتمسك كل طرف برأيه وموقفه لكي لايظهر مهزوما مكسورا ذليلا أمام الطرف المقابل والمجتمع الذي يحيط به.
يوجد سياسات واستراتيجيات مختلفة للتفاوض وعلاج أي مشكلة منها: أَخسر وتربح، أَخسر وتخسر، أَربح وتخسر، أَربح وتَربح. سياسة أَخسر وتربح قد تكون شبه معدومة في أن تجد شخصا بهذا النفس من التضحية والإيثار في زمننا يتنازل ويخسر لكي يربح الطرف المقابل إلا ماشاء الله. وسياسة أَخسر وتخسر عادة تكون عندما يصل الأطراف إلى طريق مسدود في التوصل إلى حل أو عدم رغبتهم في التنازل والاتفاق حينها لايبالي أي طرف في الخسارة فيبذل قصارى جهده ويعمل المستحيل لكي يرى الطرف المقابل خاسرا حتى لو كان على حساب خسارته وكأنه يقول (علي ولى أعدائي). وهذه السياسة لاتخلو من التعالي والمكابرة من كل طرف مماقد ينتج عنها عواقب وخيمة لايشعر بها الأطراف إلا بعد الخسارة الجسيمة التي لاينفع بعدها عض أصابع الندم.
أما سياسة أَربح وتخسر تتجلى عندما تتدخل الأنا وحب الذات فلايرى الشخص إلا نفسه وتغلب عليه المصلحة الشخصية ويبحث عما يحقق له الربح والفوز والنصر غير مكترث بما يؤول إليه الطرف المقابل من الخسارة والإهانة والإنكسار والنتائج السلبية.
و سياسة أَربح وتربح فهي تقاسم الكعكة بين الأطراف والتفاوض بنظرة إيجابية يسودها الألفة والمحبة وحسن الظن والتنازل والتضحية في بعض الأمور التي تحفظ الكرامة لكل طرف ويخرج كل طرف راض عن الحلول الوسطية التي تم التوصل إليها. يتم التركيز فيها على القواسم المشتركة التي تحفظ حق وكرامة ومكانة كل طرف قدر المستطاع ويخرج الأطراف متصافحين متحابين متكاتفين لتعزيز العلاقة التي تجمعهم وتحقيق المزيد من النصر والمصالح المشتركة التي تدعمهم لمزيد من التقدم والرقي والسعادة.
إختيار أي سياسة في التفاوض يعتمد على الموقف والموضوع والأشخاص المتفاوضين وأهدافهم ومدى شفافيتهم ورغبتهم وجديتهم في الاتفاق والتوصل إلى حلول.
عبدالله الحجي
٢٠١٦/١٢/١٤
سلمت يداك
كلام في قمة الروعة ولاكن اين المتعضون واين العقلاء في هذا الجانب