لاتفرض قيودا تعيقك..

قياسي

لاتفرض قيودا تعيقك

في ورشة عمل بعنوان تحدي القيادة كنا نجلس على أربع طاولات مستديرة فأعطانا المدرب كرة صغيرة وطلب تناقلها فيما بيننا في أسرع وقت ممكن بحيث لاتقع على الأرض. بدأنا برمي الكرة بين المتدربين على نفس الطاولة ومن ثم إلى الطاولات الأخرى ولكن تكررت المحاولات واستغرقت وقتا كثيرا بسبب الفشل في الإمساك بالكرة وسقوطها على الأرض. حينها أعطى المدرب تلميحا وقال بأن المتدربين في ورشة العمل السابقة تمكنوا من انجاز التمرين بنجاح في وقت قياسي جدا في أقل من دقيقة

هذا التلميح جعلنا نعيد التفكير في الآلية المتبعة فتركنا الكراسي والطاولات ووقفنا بالقرب من بعضنا وبدأنا نفكر في أفضل وأسرع طريقة لايصال الكرة وبالفعل تمكنا من إنهاء التمرين بنجاح باهر وسرعة لم تتوقع.

ماهو الغرض من هذا التمرين وماذا يستفاد منه؟ عندما طلب المدرب ايصال الكرة في أسرع وقت لم يحدد الآلية ولم يضع ضوابط وتعليمات لبقاء كل متدرب على جلسته وفي مكانه وإنما كان ذلك قرار المتدربين أنفسهم. الغرض من التمرين كان لإعطاء درس عملي للقادة بأن لايقيدوا أنفسهم بتعليمات وضوابط لم تفرض عليهم ويكبلوا أنفسهم بها بل العكس المطلوب من القائد أن يراجع التعليمات والأنظمة والقوانين الموجودة مسبقا وتحديها والتفكير خارج الصندوق بطريقة إبداعية من أجل الوصول إلى ماهو أفضل منها للتقدم والإزدهار وتحقيق مافيه مصلحة وفائدة لمنظومة العمل ومن ينتمي إليها، خصوصا إذا ماكانت تلك التعليمات قديمة قد وضعها قادة سابقون حسب ظروف معينة ومعطيات خاصة في تلك الفترة الزمنية. وهنا يبرز دور القائد في البحث عن التغيير والتجديد لماهو أفضل بدلا من الجمود والسير على ماوضعه ورسم خارطته ممن سبقوه.

عبدالله الحجي

٢٠١٦/١١/٢٥

free-mind

رأيان حول “لاتفرض قيودا تعيقك..

  1. ح م ع

    المشكلة البعض يعمل على قول
    قيل لنا (شفنا الي قبلنا )وهو النظام
    ولعد التحقق اكثر القيود اجتهاد شخصي اما عن جهل او خوف من المسائلة
    مجرد راي

  2. قاسم

    جميل جداً … تذكرت مقولة كاتب قال( أننا نوقف إبداع أطفالنا حينما نشتري لهم لعبة… فاللعبة لاتجبرهم بل لا تعطيهم مجال للتفكير وانما فقط يستخدمونها بالطريقة التي صنعت لها)

التعليقات مغلقة.