النبي محمد أنموذج عالمي للقيادة المثالية (٢)

قياسي
  • هذه المقالة تكملة للجزء الأول بنفس العنوان.

النبي محمد أنموذج عالمي للقيادة المثالية – الجزء الثاني

ومن جانب العلاقات والأخوة والتواصل والتعارف فلم يغفلها صلى الله عليه وآله كما ورد في الحديث الشريفمَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى. وكما رسمت هذه الآية الكريمة المنهجية التي تحث على  التواصل والتعارف وتعميق العلاقات الخارجية: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ“. 

وقد كان يثق برعيته ويهتم بتعليمهم وتدريبهم وانقاذهم من الجهل فقد اهتم النبي (صلى الله عليه وآله) بطلب العلم في مختلف التخصصات للذكور والإناث حيث قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، بل أمر بطلبه حتى لو استدعى الأمر السفر لمسافات بعيدة كما قال: اطلبوا العلم ولو في الصين، ولم يحده بزمن معين بل قال: “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”. وقد برز العديد من العلماء المسلمين والمفكرين في مختلف العلوم والتخصصات. 

يقول الأديب العالمي ليو تولستوي: “يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.”

كان يحفز ويقدر ويمكن أصحابه ويفوض إليهم المهام والمسؤوليات حسب قدراتهم وكفاءاتهم وماتقتضيه المصلحة العامة بالاعتماد على معايير نزيهة لاتعتمد على المحسوبيات والقرابة والمصالح والعلاقات الشخصية وخير مثال توليته أسامة بن زيد بن حارثة لقيادة جيش المسلمين لغزو الروم وهو لم يتجاوز العشرين من عمره وفي الجيش الكثير من الصحابة الكبار.

ولأهمية القيم لم تكن دعوته وقيادته بعيدة عن القيم الرفيعة التي كان يشاركها مع أصحابه ويؤكد عليها في جميع الجوانب فهي تتسم بالشمولية للفرد والأسرة والمجتمع ومنها – ليس على سبيل الحصر- الصدق والأمانة والتميز والإتقان والشفافية والعدالة والسلام والكرم والمساواة وتحمل المسؤولية والإحترام والتسامح والصفح والمحبة وغيره الكثير الكثير من القيم السامية المستمدة من وحي الرسالة المحمدية السمحاء فصاحبها لم يكن ينطق عن الهوى بل كما قال الله جل وعلا: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ” 

وأختم بهذه الأبيات الجميلة لحسان ابن ثابت شاعر الرسول (صلى الله عليه وآله) وأسأل الله أن يجعلنا ممن يقتدي به ويسير على نهجه وأن يتقبل منا هذا القليل فسيرته عطرة زاخرة لايمكن اختزالها في مقالة أو مقالتين:

وأجملَ منكَ لم تر قطّ عينٌ *** وأكملَ منكَ لم تلد النساء

خُلقت مبرءاً من كل عيبٍ *** كأنك قد خُلقت كما تشاء

عبدالله الحجي

2016/11/28

1438/2/28

مواضيع ذات صلة

  • النبي محمد أنموذج عالمي للقيادة المثالية (١) – الجزء الأول
  • نبي الرحمة ودين المحبة والسلام

lrswl_mhmd

رأي واحد حول “النبي محمد أنموذج عالمي للقيادة المثالية (٢)

  1. غير معروف

    أحسنت أبامحمد وجعله الله في ميزان حسناتكم….
    السلام عليك يارسول الله وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين

التعليقات مغلقة.