آفة العُجب
العُجب مرض نفسي يصاب به الإنسان فيغتر ويزهو ويتباهى بأعماله وعبادته وعلمه وثروته ووجاهته وكل شيء يقوم به فيرى نفسه هو الأفضل والأكرم ولايجاريه أحد. دائما يقارن نفسه بالآخرين ويعتقد بأنه هو على صواب والباقي غلى خطأ ويصاب بحالة من الغرور والتكبر والغطرسة والرياء وحب الذات ولايهمه تسقيط من حوله ليرتقي ويبرز ويتقدم هو ويكون له مكانة رفيعة وكأنه يقول (أنا ربكم الأعلى)، وما يجري على غيره من التسقيط والإهانة لايهمه لأن هدفه الأسمى هو “أنا” فقط.
إنه لايتورع عن التسقيط والغيبة والنيل والتشهير بالآخرين ليخلي الساحة له ليثبت لكل ممن حوله بأنه هو الأفضل والأكمل والأكفأ والأجدر لمكاسب دنيوية حقيرة مضحيا بالشيء الكثير ومخططا لطريق هلاكه بنفسه كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): “من دخله العجب هلك“. وأين هو من قول الله تعالى: “فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ” وقوله “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا”
مهما بلغ المرء من منصب وظيفي أو مرتبة علمية أو ملك من ثروة أو وجاهة فتبقى التقوى هي المعيار الحقيقي لقوله جل وعلا “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ“، وذلك لايخوله أن ينفش ريشه على من حوله ويعجب ويزهو بنفسه ويتغطرس على غيره ويتحول عمله من القربة والخلوص إلى الرياء وحب السمعة والشهرة. وكم يفخر الإنسان ويقف وقفة إجلال واحترام لأناس بلغوا من العلم أعلى المراتب وأناس كان لهم الجاه والثروة والمكانة الاجتماعية ولكنهم في قمة الزهد والتواضع و لم يسمحوا للعجب أن يتسلل إلى نفوسهم.
وقانا الله من العُجب وجعل أعمالنا قربة لوجهه الكريم ووفقنا لمافيه الخير والصلاح.
عبدالله الحجي
٢٠١٦/١١/١
رائع جدا ابا محمد من هالصنف عندنا الكثير والكثير والكل يقول قول فرعون انا ربكم الاعلى ولا يؤمن بقول الله جلا وعلا في كتابه الكريم ( بسم الله الرحمن الرحيم ان اكرمكم عند الله اتقاكم )
في الحقيقة أخي أبو محمد أن هذه الآفه قد أصابت حتى الأطفال في زماننا هذا.
فتجد الطفل يتفاخر بما لديه وينتقص من صديقه الذي قد يكون حتى أفضل منه إجتماعيا وعلميا فقط لكونه لم يحصل على ما في يد المعجب بنفسه.
المسأله مسألة تربية أخي الغالي.
يجب علينا أن ننشيء جيل يفهم الفوارق والاختلاف والتباين وما إلى ذلك.
.
.
.
لا حرمنا اللّه منك ومن يراعك النازف بالحق 😘