أيُّ زينب؟

زينب ابنة علي أم زينب أخت الحسين؟

قالوا لعلي ابنة أسمها زينب

عفيفة.. مصونة.. مخدرة

وقالوا لحسين أخت اسمها زينب

مسبية.. موجوعة.. مُسلّبة

وقالوا ابنة علي

جوهرة.. مكنونة.. مُؤَمّنة

وقالوا أخت حسين

مفجوعة.. مثكولة.. مُروعة

وزينب علي

لاتراها الشمس لكي لايُرى ظلها

معززة.. مكرمة.. مدللة

وزينب أخت حسين

صهرتها أشعة الشمس فغيرت ملامحها

وحلت بها المصائب وابيضّ شعرُها واحدَودب ظَهرها

وتلك مصونة في دارها لم يَسمع الأجنبيُ صوتَها

وهذي دخلت المجالسٓ وغدت تخطب في أعدائها

وتلك رعتها يدُ النبوة تفيض حنانا من الزاكية الطاهرة

وهذي يحدوها زجرٌ وسب وضربٌ بيدٍ غادرة

وتلك .. وهذي

فقلت مهلا…

ياقوم أرشدوني في حيرتي

أوليس حسينٌ هو ابن علي المرتضى؟

أزينب ابنة علي هي نفسها زينب أخت الحسين؟

أم أنهما أختان من المرتضى؟!

فأتاني النداء .. كلا.. كلا

إنها الحوراء الإنسية زينب..

جوهرة المرتضى .. أمها البتول ابنة المصطفى

أخت الحسين خامسِ أصحاب الكساء

هي نفسُها. هي نفسها

فليت رسولَ الله ينظرها

أين عزُّها؟.. أين خدرُها؟

أين دلالُها؟ أين كفيلُها؟

كم أنتِ قاسيةٌ عليها يا أرضَ كربٍ وبلاء!

لم ترحمِ أنوثتَها وضعفَها!

ولم تصونِ كرامتها وخدرها!

عتبي عليكِ لا على أمةٍ عُدَّت من الصّمِ البكمِ العمي

فقسى قلبُها، واحتزّت رأسَ ابنِ بنت نبيها،

ورفعته عاليا وشيبُه خضيب أمام عينِها!

ولم تكتفِ إلا بِسبيِها وترويعِ أطفالِها!

عتبي عليك يا أرضَ كربٍ وبلاء

ماذا فعلتِ برمز الكرامة والعز والإباء

ومهما فعلت.. فزينبُ هي زينب.. وستبقى زينب

قيادة حكيمة.. صبر واحتساب…

شجاعة وتجلد.. .. فصاحة وبلاغة…

متحديةً كل المصائب والمحن

فإن كان دينُ محمد لم يستقم إلا بمال خديجة وسيف علي

فاليوم لم تعُد له كرامتُه إلا بدم الحسين وسَبيِك يازينب

ليُدوّي صوتُك بكل فصاحة وبلاغة ويُكملَ دورَ الحسين بكربلاء

وها نحن نردد كلماتِك ” فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا..

السلام عليك يا أم المصائب زينب وعلى إخيك الحسين وعلى كفيلك أبي الفضل وجميعِ شهداء الطف.

عبدالله الحجي

2016/10/6