قصة نجاح أخرى تسطرها شركة أرامكو السعودية في الشيبة في صحراء الربع الخالي.. المقال نشر في القافلة الأسبوعية التي تصدرها الشركة ( 8 سبتمبر 2016).
الشيبة .. قصة نجاح صحراوية
سطّرت أرامكو السعودية قصة نجاح في عام 1998م، بتصديرها النفط لأول مرة من حقل الشيبة في صحراء الربع الخالي، وفي شهر ديسمبر 2015 م سطرت بكل فخر واعتزاز قصة نجاح أخرى، عبر تصدير منتج آخر من الشيبة، ألا وهو سائل الغاز الطبيعي. كانت رحلة مضنية وممتعة بدأت في الربع الأخير من عام 2009 م بالقيام بالأعمال الهندسية الأولية، وذلك لإنشاء معمل استخلاص الغاز، بالإضافة إلى التوسعة في معامل فصل الغاز عن الزيت لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط، وغيرها من الأعمال المساندة.
لقد حظي فريق مشروع الشيبة بأعضاء متميزين من مختلف التخصصات ومن مختلف إدارات الشركة، واستطاعت إدارة المشروع بكفاءة ومهارة بالغة، أن تتغلب على عديد من العقبات والتحديات التي واجهتها، بدءًا من شكل وحدود الأرض المخصصة للمعمل الجديد، وانتهاءً بالدراسات المتخصصة التي قامت على أدائها خلال الفترة الماضية، كي تختار الأنسب سواءً من الناحية الاقتصادية أو من النواحي الأخرى، وما أزال أتذكر ما قاله أحد الإداريين حينما وصف المشروع بأنه أقرب لأن يكون مركزًا للأبحاث.
أتذكَّر جيدًا كيف كان يجرى العمل حينذاك، فقد استمرت الرحلة بانتقال الفريق المشارك في المشروع إلى سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، من أجل إكمال التصميم الهندسي التفصيلي، وأنجزت المهمة خلال فترة زمنية قصيرة، نظرًا لتكاتف فريق الموظفين، ولم
يتوقف النشاط حتى بعد مرحلة نقل المواد والمعدات ومباشرة الإنشاء بوضع قواعد الأساس. ونصب الهيكل الحديدي والمواسير وتركيب المعدات والأجهزة في مرحلة حافلة بالتحديات، ويعود ذلك بسبب جغرافية الموقع وقساوة بيئته وبُعد المسافة.
والمبهج أن كل ذلك لم يكن عائقًا على الإطلاق، بل دفع الفريق لتكريس جهوده بعزيمة وإصرار للتغلب على العقبات من أجل إكمال إنشاء المشروع بنجاح، وسرعة تدشين مشروع سائل الغاز الطبيعي وتصديره عبر أنابيب تتوسد الكثبان الرملية، موازية لأنابيب النفط.
وأرى أن مثل هذا النجاح لم يكن ليتحقق من دون تكاتف وتضافر جهود جميع الأعضاء المشاركين سواءً من الشركة أو المقاولين المتعاقدين معها، ولا يمكن أن نُغفل أعمالهم الدؤوبة المشبعة بروح الفريق الواحد، وتفانيهم وإخلاصهم وحرصهم على الالتزام وتطبيق الشروط الملزمة، إلى جانب تحملهم الغربة حيث إنهم يقيمون في منطقة نائية تحيط بهم الكثبان الرملية بعيدًا عن منازلهم وأفراد أسرهم.
إنني وأعضاء فريق مشروع الشيبة نتشرف ولنا الفخر بالمشاركة في هذا المشروع من بدايته حتى إنجازه، فقد كان حلمًا حملناه بين أيدينا واحتضناه في أذهاننا لنسعد بتحقيقه وتجسيده على أرض الواقع ونستبشر بسماع صوت الأجهزة والمعدات وسماع صوت الغاز في الأنابيب ونرى السبخة الظلماء تشع بالأنوار ونشرع بإنتاج أول قطرة من سائل الغاز الطبيعي. لقد كانت سبخة ظلماء تحيط بها الكثبان الرملية، ولكنها اليوم أصبحت تنبض بالحياة تستقبل الغاز من المعامل المجاورة وتعالجه وتستخرج منه منتجًا ثمينًا لدعم اقتصاد وطننا الغالي.
عبدالله عباس الحجي
2016/9/8
المصدر: القافلة الأسبوعية – أرامكو السعودية