أبناؤنا ومهارة اتخاذ القرار
من أجل تنشئة جيل صاحب قرار
عندما تسأل الكثير من الأبناء عن التخصص الذي يرغبون فيه، أو الجامعة التي يريدون الإلتحاق بها، أو تخيرهم بين أمرين أو ثلاثة حتى وإن كان القرار يتعلق بأبسط الأمور تسمع الإجابة “لاأدري” أو “أي شيء” أو ماشابهه من الإجابات التي تفتقر للجدية في إتخاذ القرار، ويعزى ذلك للبيئة التي عاشوا فيها أو الخوف من الفشل والوقوع في الخطأ.
من أهم سمات القائد المتميز إتخاذ القرارات سواء كانت القرارات اليومية أو الإستراتيجية، السريعة أو التي تحتاج لدراسة متأنية للوصول لقرارات صائبة. أبناؤنا هم قادة المستقبل وهم بأمس الحاجة لتنمية وتطوير هذه المهارة والإعتماد على أنفسهم في اتخاذ القرارات. تدخلات الوالدين المتكررة في صنع قراراتهم هي من أهم الأسباب التي تهدم بناء هذه المهارة لديهم بمحاولتهم إتخاذ أي قرار يتعلق بهم في المأكل والملبس وشؤون حياتهم، بينما الأولى ترك الخيارات لهم ومساعدتهم ببعض الآراء والمعلومات وترك القرار النهائي لهم لكي تنمو وتتطور هذه المهارة على مر السنين حتى وإن كان قرارهم غير صحيح ولم يروق للوالدين. كثرة إتخاذ القرارات حتى وإن كانت خاطئة ستنمي هذه المهارة عندهم وتكسبهم الثقة بالنفس وتسهل عليهم إتخاذ القرارات لاحقا في حياتهم العائلية والعملية والإجتماعية وغيرها وتخرجهم من بوتقة الإتكالية على الغير، وترسم طريق السعادة والنجاح أمامهم.
حياة الإنسان مليئة بالقرارات التي لاينبغي أن تتخذ بطريقة عشوائية أو بالطرق التقليدية كالقرعة أو مايعرف ب (عقرة بقرة قلي ربي عد العشرة)، أو غيرها من الطرق التي تعطل نعمة العقل التي وهبنا الله إياها. إتخاذ القرار يحتاج لعدد من البدائل أو الخيارات لدراستها وتقييمها بجمع أكبر عدد من البيانات والمعلومات وتحليلها لمعرفة السلبيات والايجابيات لكل منها. وأحيانا يتطلب الأمر معرفة التكلفة مقابل المنفعة التي تتماشى مع الأهداف والمبادئ والقيم، وكذلك النتائج والأثار المتوقعة سلبا أو إيجابا بعد التنفيذ. وقبل اتخاذ القرار لايمنع استشارة ذوي الخبرة والإختصاص للإستفادة من خبراتهم والدروس التي تعلموها فذلك لايعني الضعف بل كما قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): “خيركم من جمع عقول الناس إلى عقله”.
قرارات الدراسة والزواج والوظيفة والتقاعد وماشاكلها قرارات مصيرية وتحتاج للتأني والدراسة لإتخاذ القرار المناسب بقناعة. ولكن بعض الأمور الطارئة أو الحساسة تحتاج إلى اتخاذ قرار سريع جدا والتنفيذ بأسرع وقت وهنا تتجلى الحاجة للتقييم السريع واتخاذ القرار مع مراعاة ارتفاع مستوى المخاطرة والمغامرة.
كما يقال الأمر ليس جدا متأخرا، بل يحتاج من أبنائنا المبادرة وشد الحزام والمضي قدما لتحمل المسؤولية والتغيير لماهو أفضل بدلا من إلقاء اللوم على البيئة المحيطة، والتدريب على إتخاذ أكبر عدد من القرارات السريعة والمتأنية حتى وإن كانت غير صائبة، وطمس كلمة “لاأدري” من القاموس. ومن جهة أخرى رسالة للوالدين لتنشئة جيل صاحب قرار واثقا بنفسه معتمدا عليها، والتوازن والحد من التدخلات اليومية التي تهدم شخصية هذا الجيل منذ الطفولة.
عبدالله الحجي
1/9/2016
المقال في صحيفة اليوم
http://www.alyaum.com/article/4167179
جميل ما كتبت… وحقيقة ماذكرت
كذلك أصبح تأثير الأصدقاء على قرارات الأبناء من معوقات اتخاذ القرارات لما يترتب عليه من حب البروز والاقتداء
… إتخاذ القرار يحتاج لعدد من البدائل أو الخيارات لدراستها وتقييمها بجمع أكبر عدد من البيانات والمعلومات وتحليلها لمعرفة السلبيات والايجابيات لكل منها….والتدريب على إتخاذ أكبر عدد من القرارات السريعة والمتأنية حتى وإن كانت غير صائبة، وطمس كلمة “لاأدري” من القاموس.
ماشاء الله ابو محمد، مقال رائع!! ياليت يصل الى اكبر عدد من شبابنا ويستفيدوا منه،، بالتوفيق ان شاء الله
عنوان وفكرة الموضوع جدا لطيفة … والامور مع تقادم وتطورات الاخداث تستدعي فعليا صنع اتخاذ القرار من قبل الابناء … الان اصبح لزاما على الابناء ليس فقط اتخاذ القرارات على مساحات اكبر من تخصص او مكان وظيفة …
شكرا م. عبدالله
بالاضافة لذلك عند اجراء مقابلة شخصية الكثير لا يستطيع تجميع كلمات لائقة و يتلعثم في الكلام مما يفوت عليه فرص خاصة في مقابلات الجامعات و الشركات الكبرى.
ابنائنا محتاجون لورش عمل مكثفة لتهيئتهم للمستقبل.
تسلم بومحمد
موضوع جدا جميل
وانا بصراحة لاحضت هذا شيء في ولدي من اخيره أحسه محتار يأخذ قرار يبي شغله معينه وبسرعة يغير راية الى شيء ثاني
موضوع مهم جدا
اخي ابو محمد بعض الأوقات مثل الطلاب الذين يتخرجون من الثانويه
لديهم قرارات ولكن الجامعات عندها قرارات أخرى
فا الطالب عنده الرغبه في تخصص ما
با الرقم من المستوى الذي حصل عليه
والجامعات تضعه في تخصصات غير الذي هو يرغب وهنا المشكله
انت كنز.. يا اخ عبدالله…
فعلا لابد ان يكون القرار نابعا من صاحب القرار ومتى كان القرار من نفس الشخص سيسارع الى تنفيذه لانه يمثل رغبته ويعبر عن امكانياته ودورنا نحن كااباء مجرد من يمسك الكشاف وينور له الطريق ويبن له المطبات التي يقع فيها لكن الشيئ المؤسف ان قرارات مصيرية للولد تفرض من والديه فرضا ويكون مصيرها غالبا الفشل
التردد تلاحظه كثيرا عند خريجي الثانويه في اختيار التخصص
لذلك تجدد اذا كان الأب دكتور بالتبعيه ابنائه في السلك الصحي حتى اذا لم تكن رغبتهم
مثل ما تفضلت الأبوين أو الأصحاب المفترض تقدم له المشوره و المعلومه و تترك له الإختيار
الحياه مثل المحيط العميق اذا وقفت أمامه تريد عبوره ولابد لك من عبوره فأن وقفت حائرا متشتت الذهن خائفا من مخاطر العبور فلن تعبر وستظل
تحدث نفسك بمخاطر العبور وتستمر في مكانك
ولكم لو كان لديك عزما قويا على العبور ودرست وسائل العبور وخططت وبصبر وعزم ومثابره وشجاعه واصرار فستتمكن من العبور مع صعوبة العوائق والوسائل نحن في الجباه اذا وضعنا أمامنا
أهدافنا ومستقبلنا وحاجتنا وبدأنا العمل الدؤب للوصول حتما سنصل مع العزم والاصرار
بقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
من عمل لشيء أدركه او بعضه
شكرًا أباً محمد على مقالك الجميل والمفيد
والذي يفتح الاذهان على فوائد جمه
أحسنت
لاجف قلمك
مقال جميل شكرا
كل العادات الخاطئة في طريقة تربيةالأجيال السابقة نتج عنها اشياء عكسيه اثرة سلبياً على حياة ذلك الجيل
وهو ناتاج اما عن جهل اباء وامهات
او لحب الأباء والأمهات المفرط والخوف على الأبناء
لذلك لم يستطيع ذلك الجيل بأن يتخذ اي قرار
فالوالدين هما الذان يختاران كل شي من ملابس من شرب من اكل ومحسوب كل خطوه صغيره او كبيره
لا تستطيع ان تختار ماتريد ولا تتخذ اي قرار دون تدخل الوالدين وتنفيذ مايريدانه هما لا انت الخوف الزائد على ابنائهم زرع الخوف لديهم حطم وجمح وكسر اي قرار داخل نفسية ابنائهم
فأصبح لا يستطيع ان يتخذ اي قرار
ولا يعرف اين يتجه بدون والديه
المقال في صحيفة الأحساء نيوز
http://www.hasanews.com/6388032.html
شكراً جزيلاً عزيزي م. بومحمد
موضوع اتخاذ القرار جزء من اساليب تربية افراد المجتمع منذ نعومة اظفارهم مثل تربيتهم على النظافة والترتيب واحترام الغير و تحمل المسؤولية وغيرها
فالبيت والمدرسة والمجتمع شركاء في تنمية المهارات عند ابنائنا من بداية حياتهم. وما نراه حالياً عند الكثير من الشباب الذين لايملكون الية اتخاذ القرار هو انعكاس طبيعي لتنشئتهم السابقة. عملية التغيير في حياة الفرد لا تاتي بين عشية وضحاها بل هو نهج حياة. واذا تلقي نظرة بين شباب مجتمعنا تلاحظ الفرق بصفة عامة بين من علم ابنائه او من يتولى مسؤوليتهم وبين الشخص المهم والغير مبالي