مدير بالريموت كنترول

سأله زميله عن رئيسه فأخبره  بإنه في إجازة، فاستغرب لخروجه لأنه لم يخرج إجازة منذ فترة طويلة، فرد عليه لاتستغرب لأنه خرج ولم يخرج!

فسأله كيف يكون ذلك؟ فقال له هو جالس في داره ولم يسافر وعلى تواصل  مستمر أكثر من مرة في كل يوم مع من أنابه مكانه بالجوال والبريد الإلكتروني ليقدم التوجيهات والإرشادات ويتخذ القرارات وكأنه يتحكم بالريموت كنترول من بعد.

قضية شبه منتشرة في بعض المؤسسات المهنية أو الإجتماعية ولكن أين تكمن المشكلة؟ هل هي من الشخص المسؤول أم منظمة العمل التي يعمل معها أم كليهما؟

عندما يتربع شخص على منصب يتشبث بالكرسي بكلتي يديه وبكامل قوته لكي لايفارقه (وإن أمكنه وضع أجود أنواع الصمغ لفعل) ويكون على استعداد تام بالتضحية بكل شيء فيه سعادته حتى أيام إجازته التي هي من حقه ومن حق عائلته ولامانع لديه من أن يعمل سنة وسنتين بدون إجازة خوفا من أن يعود ولايجد الكرسي. وإن واجه ضغوطات للخروج في إجازته السنوية يبحث عمن يضمن عدم أهليته وكفاءته لكي لايحتل ذلك الكرسي من بعده، ويبحث عمن لايستطيع إتخاذ القرارات بمفرده لكي يضمن تواصله معه في كل صغيرة وكبيرة ليتخذ القرار الذي يريده هو فيبقى مجرد هيكلا يحتفظ بالكرسي دافئا حتى عودته.

ومن ناحية أخرى تتحمل المؤسسات ومنظمات العمل جزء من ذلك بسوء تخطيطها في تأهيل القادة والكفاءات الذين تعتمد عليهم بحيث لاتتأثر بخروج أي شخص لوجود البديل الكفء ليحل مكانه ويتمكن من إتخاذ القرارات بمفرده ليستمتع من يخرج بإجازته مع عائلته منفصلا عن العمل ليعود بكامل نشاطه وحيويته وطاقته.

التحكم من بعد بالريموت كنترول لن يصنع قادة يعتمد عليهم في المستقبل بل سيصنع قادة فاشلين اتكاليين طوال حياتهم لايستطيعون اتخاذ أبسط وأسهل القرارات ويبحثون دائما عمن يساعدهم في الإختيار والقرار في حياتهم المهنية والعائلية والإجتماعية. وبالنسبة لمنظمات العمل إذا لم تستعد مسبقا بتهيئة من تعتمد عليهم وإعطائهم الفرصة ستضطر لوضع أيا كان لملئ الفراغ خصوصا عندما يتدخل في المعادلة عوامل ثانوية خارجية لاتتماشى مع المبادئ والقيم.

وكما قيل لو دامت لغيرك لما وصلت إليك…

عبدالله الحجي

٢٠١٦/٤/٢٢