عجيب وفاء هذين الزوجين
عندما كتبت المقال “عجيب وفاء هذا الكلب” الذي تناولت فيه وفاء الكلب الياباني المشهور، التقيت بأحد الأصدقاء وفال أين أنت يا أبامحمد من وفاء تلك الزوجة وزوجها؟ قلت له أفدني فأخذ يسردها فلما انتهى قلت له لم أسمعها من قبل ولكنها بحق أنموذج في الوفاء والإخلاص و تستحق الوقوف والتدوين.
تزوج من ابنة عمه وبنى معها علاقة يسودها الحب والود وعاشا حياة سعيدة
مضى العام الأول ولم تحمل الزوجة، وتبعه العام الثاني ولم تشأ الحكمة الإلهية لها بالحمل
حينها بدأت إسطوانة الأهل المعهودة تدور وتطرح السؤال تلو السؤال “هل حملت فلانة؟” “لماذا تأخرت؟” “يبدو أن لديها مشكلة… عليك بالزواج عليها فأنت لازلت في شبابك….، وغيرها من الأسئلة والتوجيهات والنصائح..
شعرت الزوجة بالإنكسار والإهانة وأصبح الكلام الذي تسمعه كالسهام تمزق فؤادها
توجهت لزوجها وطلبت منه أن يتزوج بأخرى ليرزقه الله بزينة الحياة الدنيا وبمن يحمل إسمه ويدخل السرور على أهله… وبالنسبة لها ستتقبل أي قرار يتخذه بشأنها إن شاء أن تبقى معه أو أن يطلقها إن كان وجودها سيسبب له مشاكل أو أن يحمله فوق طاقته
رفض الحديث معها في هذا الموضوع، ولكنها أصرت عليه مرارا وتكرارا من شدة وقساوة الكلام التي كانت تسمعه في السر والعلن
بعد العام الثالث على زواجهما اتفقا على الذهاب للفحص لمعرفة سبب تأخر الحمل والعلاج سواءا كان منه أو منها..
ذهبا لإجراء الفحوصات وأخذ العينات، وعند ظهور النتيجة قال الطبييب للزوجة إنك سليمة وليس لديك مانع للحمل… لم تصدق ماسمعته وغمرتها سعادة شعرت وكأنها لاتقف على الأرض ولم تتمالك نفسها من الفرح وأخذت تجهش بالبكاء….
بعدها توجه الطبيب للزوج وأخبره بأن السبب منه ويحتاج للمتابعة والعلاج وإن شاء الله يكون الأمر خيرا…
لقد كان سعيدا بسماع أخبار نتائج زوجته، ولكنه شعر بصدمة قوية وتأثر لسماع نتائج فحوصاته السلبية.
خرجا من العيادة وركبا سيارتهما… أخذ يقود سيارته بصمت والأفكار لاتفارقه… لقد صبرت وتحملت من أجلي والمشكلة عندي… فهل ستقبل أن تعيش معي ماتبقى من حياتها بدون أبناء؟
وصل المنزل وتفاجأ بها تمسك بيده وتقبله وتواسيه قائلة الحمد لله على قضاء الله وقدره..
التفت إليها معتذرا لها عما حدث ثم تلعثمت الكلمات في حلقه وفمه وعرض عليها الإنفصال لتعيش حياتها مع غيره وتأنس بالذرية…
شعرت وكأنه جرح مشاعرها فأصمت أذنيها لكي لاتسمع المزيد من كلماته
لم تتركه يكمل كل مايجول في خاطره.. قاطعته قائلة أنت أبي.. أنت أمي.. أنت زوجي.. أنت إبني… أنت كل شيء غال لي في هذه الحياة.. عشت معك وسأبقى معك حتى يأذن الله ويشاء فهو أعلم بالحكمة والمصلحة… ثم أقسمت عليه بأن تبقى نتائج الفحوصات سرا بينهما مادامت معه على قيد الحياة.
شعر بالحرج من كلامها وكبرت في عينيه أكثر وأكثر وزاد احترامه وتقديره لها
عاش معها عشر سنوات وأغدق الله عليهما بالخيرات وانتقلا إلى منزل واسع فسيح كانا يحلمان بملئه بالأولاد والبنات..
استمرت حياتهما معا عشرين وثلاثين سنة وأكثر والمشيئة الإلهية بقاؤهما بلا ذرية
في يوم من الأيام مرضت الزوجة وسقطت فأخذها للمستشفى وهو بين أمل الحمل وبين القلق عليها فقد أصبحت كل شيء له في حياته بعد فقد والديه.
اشتد بها المرض يوما بعد يوم حتى تدهورت صحتها وبقيت على فراش المرض لفترة طويلة وهو يسهر بجانبها حتى وافاها الأجل.
اشتد به الحزن لفراقها وشعر بخسارة كبيرة لايعوضها شيء
وماهي إلا أشهر وإذا بمن حوله من الأهل والأصدقاء يشيرون عليه بالزواج لعل الله يرزقه بإبن يحمل إسمه فليس لديه عذر بعد رحيل زوجته التي أحبها وكان وفياً لها.
فواعدهم خيرا ودعاهم لتلبية دعوته على مأدبة في أحد الأيام وبعد الإنتهاء وقف أمامهم وكشف لهم سر زوجته الذي كان محتفظا به طوال تلك السنين مع عدم رغبته بذلك..
ثم سألهم من له زوجة وفية كهذه صابرة محتسبة مضحية بسعادتها وبزينة الحياة الدنيا، متحملة الأذية والكلام الذي يأتيها كالسهام وهي في كامل صحتها ولامانع لديها للإنجاب، فأبت إلا الصمت وأقسمت بألا أبوح بهذا السر في حياتها مراعية ومحافظة على مشاعري وكرامتي… ألا تستحق أن أكون لها وفياً مخلصاً فيما بقي من عمري وأعيش على ذكراها؟؟
فما كان من الحضور إلا الصمت والاستغراب والدهشة والإشادة بموقفها والترحم عليها وعدم التدخل في أمر الزوج ليتخذ القرار المناسب كما يراه هو بنفسه…
عبدالله الحجي
٢٠١٦/٣/١٦
متألق دوما بارك الله فيك و الي الامام
يا ريت الناس تكف عن التدخل في شؤون الغير.
لم نر من التدخل الخارجي غير الأذى والتنكيل.
أتمنى أن نكون أوفياء لمن نحب وعلى رأس هذا الوفاء هو الوفاء للعترة الطاهرة ومسيرتها وأن نترجم هذا الحب والوفاء في مجتمعنا المُبتلى.
عزيزي ابومحمد يبقى وفاء الكلاب أصدق من وفاء البشر سواء من الرجال او النساء
أوافقك بماذكرت في المقال السابق عجيب وفاء هذا الكلب
زوج لم تبقى كلمة حب لم يقلها لزوجته وتشجيع للدراسة والوظيفة وانتهى به الأمر للزواج بأخرى وطلاقها وانتهى كل شيء وتشرد الأبناء
ومن النساء ايضا حدث ولاحرج
يابومحمد يروح يعرس احسن له يحفظ نفسه وهي جزاها عند ربها
احسنت قصة جميلة جدا وفقك الله ابامحمد
أحسنت أبا محمد مقال جميل يحمل كل مشاعر الإنسانية والحب والمودة
كيف عاشت هذه المرأة وهي تكتم ما في نفسها حفاظا على مشاعر زوجها وذلك لسنين طويلة
ما أجمله من وفاء وما أعظمها إمرأة
شكرا لك