يبطر البعض ويعيش حالة من الغرور والغطرسة عندما ينعم الله عليه بمنصب أو سلطة أو جاه أو ثروة مما يجعله يظن بأنه قد حاز مرتبة عظيمة من الفضل والكرامة تميزه على غيره متناسياً المعيار الإلهي الحقيقي ووسام الشرف الذي يميزه “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. مشية الخيلاء واحتقار الآخرين والنظرة من الأعلى والعطاء سمعة ورياءا وإتباعه بالمن والأذى وانتهاك الكرامة أمور تنسف كل ماكسبه.
عندما كان ذلك الفقير في أمس الحاجة توجه للمسجد وصلى ركعتين ودعى الله ليفرج كربته، فما انفتل من صلاته إلا وذاك الغني بجانبه يقدم له المساعدة. وقبل أن ينصرف وضع يده في جيبه وأخرج الكرت الذي يحمل اسمه وأرقام الإتصال به وسلمه للمحتاج ليتصل به كلما كان في ضائقة، فماكان منه إلا أن تقدم له بالشكر وأعاد كرته إليه قائلا إنني أعرف بمن أتصل في وقت الشدة.
أو ذاك الذي تربع على منصب يرفع ويعز من يشاء ويضع ويذل من يشاء، ويُخشى أن يقول ماقاله فرعون، من غير تورع ولا مراعاة للمعايير التي من شأنها أن تضمن لكل شخص حقه وكرامته بكل أمانة ونزاهة.
أو ذاك الذي خلع ثوب التواضع واحترام الآخرين لوجاهة نالها عند الناس متجاهلا تلك الكلمات الجميلة التربوية من الإمام السجاد (عليه السلام): “ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلَّة باطــنـــة عند نفسي بقدرها”
لقد كرم الله الإنسان وأعزه كما قال في كتابه المجيد (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) وحذره من أن يذل نفسه ويسترخصها ويهينها ويحتقرها لطلب الحوائج من المخلوق أو أن يسمح لغيره للقيام بذلك فالله جل وعلا تكفل برزقه وأمره بالسعي والعمل والتوكل عليه والثقة به (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، وضمن له رزقه (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) .
كرامتك ثمينة ونفيسة فصنها واحرص على أن تصون كرامة الآخرين فعيش المرء بلا كرامة كمن فارق الحياة قبل سنين. المتفضل بالنعم على المخلوق هو قادر على أن يسلبها منه وليس بعاجز أن يتفضل بها على غيره وماذلك إلا ابتلاء منه جل وعلا ليرى أيشكر فيزيده، أم يكفر فيسلبها منه أو يمهله ليزداد إثماً ويستحق أشد العذاب.
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١٢/٢٥
مقالة موفقه في وقت قلت او لنقل شح تسليط الضوء
على هكذا عناوين
سلمت أناملك ولا فض فوك
أبا محمد … تحياتي ،،،
مانقول الالاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم اولا نعزي انفسنا ونعزي والدته المصونه في وفاة فلذت كبدها والى جنات الخلد ان شاء الله