استكمالاً للمقال السابق “هي لاتريد حلا.. وأنت لاتريد نصحا!!” بخصوص الاختلافات بين الرجل والمرأة يتميز الرجل برغبته في الإنزواء في كهفه وحيداً كلما حلت به مشكلة مما يزعج المرأة ويسبب لها حالة من عدم الطمأنينة ويعكر صفو عيشها إذا لم تتفهم هذه الحالة.
عندما يكون الرجل تحت ضغوط نفسية ولديه مشكلة ما فإنه يحتاج للعزلة مع نفسه فيلجأ لكهفه باحثاً عن الهدوء والاسترخاء والنقاهة ويجلس ملتزماً الصمت لحل مشكلته بمفرده ولإعادة الاتزان واسترجاع طاقته. وأحيانا يلجأ إلى الانشغال بسماع الأخبار أو استخدام الجوال أو مشاهدة التلفاز وقد يكون جالسا أمام أهله شارد الذهن لايعي مايدور من أحاديث من حوله لعدم تركيزه.
عندما تجهل المرأة هذا الاختلاف بينها وبين الرجل تشعر بحساسية مفرطة وتستاء وتتهمه بعدم الاهتمام بها وعدم المبالاة وعدم الحب وعدم الرغبة في التحدث معها فتصرعليه بالحديث والسؤال عن أحواله وأسباب تغيره فيجيبها بالنفي ويبدو عليه عدم الرغبة في البوح بمشاكله. وعندما تكون هي أيضا مرهقة من أعمال المنزل ولها رغبة فيمن تبث إليه مشاكلها وتعبر عن مشاعرها يزداد الأمر سوء لعدم استعداده للإستماع إليها. حينها تبدأ بالتعميم واتهامه بعدم الحب وعدم المبالاة فيشكل عنده ردة فعل عكسية ويشعر بأنها انتقادية له وكثيرة المطالب وتحرمه من الإستقلالية. فيبدأ بالدفاع عن نفسه ويهاجمها ظناً منه بأنها ستتوقف عن لومه ولكنه كلما دافع كلما ازدادت انزعاجاً وتوتراً.
أفضل حل ينصح به المختصون هو ترك الرجل في كهفه وعدم الانشغال عليه والسخرية منه والاجتناب عن المبادرة بتقديم الحلول والمقترحات له حتى يجد هو حلاً لمشكلته ويستعيد طاقته فيخرج من الكهف بنفسه، وتنصح الزوجة بأن يكون الأمر طبيعياً ولابأس بإعداد كأس من العصير أو وجبة خفيفة عند خروجه والمحافظة على كرامته ورجولته وعدم إثارة الموضوع إذا لم يبادر هو بالتحدث عنه.
أما المرأة فتختلف عن الرجل برغبتها بالتحدث عما يجول في خاطرها من مشاكل والتعبير عن مشاعرها فيحتاج الرجل احترام هذا الاختلاف والاستماع إليها جيداً بدون مقاطعة وبدون محاولة إسكاتها وتقديم الحلول والمقترحات. إنها فقط بحاجتك للانصات إليها وأن لا تكون منشغلاً عنها بجوالك أو التلفاز أو أي شيء آخر يؤثر على تركيزك. في خضم حديثها قد تبدي تذمرها بسبب أشياء تنقصها أو حلمها وطموحاتها في تلبية رغباتها. ربما تكون أنت طرفاً في المعادلة وتشعر بأنك المعني في التقصير و عدم تلبية رغباتها لأي سبب ما فتمالك أعصابك وتحلى بالصبر والإنصات لبضع دقائق فإنها لاتقصد إثارة غضبك واتهامك بالتقصير.
عبدالله الحجي
٢٠١٥/١١/٨
المصدر: الرجال من المريخ، النساء من الزهرة