ليس كل من تقلد منصباً إدارياً فهو قائد.. يخلط الكثير بين الكلمتين ويطلق لقب القائد على المدير أو الرئيس بينما هو بعيد كل البعد عن مفهوم القيادة لافتقاده السمات والمهارات التي يتحلى بها القائد. تركيز المدير ينصب على أمور إدارية غير التي يركز عليها القائد الذي دار جدلاً طويلاً حوله ونظريات مختلفة منها ماتقول بأنه يولد ومنها ماتقول بأنه يصنع ومنها ماتقول بأن لديه خصال فطرية والجزء الآخر يكتسبه بالتعلم والخبرة. فماهو الفرق بين المدير والقائد؟
يهتم المدير غالبا بالنواحي الإدارية والتنظيمية فهو يدير الأنشطة التي تتعلق بالميزانية ومراقبة وقت الحضور والإنصراف والمواد والمعدات ويغلب عليه التركيز على التخطيط والتنظيم والتحكم والتنسيق والتوجيه. يحرص المدير على تطبيق ماهو مكتوب لديه من لوائح تنظيمية وقوانين وأنظمة ولايخلو الوضع من الحياة الروتينية بعمل نفس العمل في كل يوم وكل شهر وكل سنة بلا تطوير ولاتغيير.
بينما القائد يهتم في المرتبة الأولى بالعنصر البشري وكيف يخلق البيئة المؤثرة والمحفزة والملهمة فيمن يعمل معه لتحقيق أهداف مشتركة. عندما يخلق القائد هذا الجو بينه وبين أعضاء فريقه يجعلهم يشعرون بالثقة والمسؤولية والقيام بمهامهم برغبة وشغف وتفاني وإخلاص وتميز في الأداء والإنتاج. القائد الفاعل يملك رؤية واضحة يشاركها مع أعضاء فريقه للسعي معا لتحقيقها بوضع الأهداف والإستراتيجيات. القائد لايروقه العمل الروتيني الممل ويطمح دوما للتغيير والتجديد والمخاطرة والتجربة لإبتكار أفكار إبداعية جديدة للإرتقاء بفريقه والمنظمة التي يعمل لديها.
وقد سطر لنا التاريخ العديد من النماذج القيادية المشرفة التي كان لها رؤى واضحة مع اختلاف الأساليب القيادية المتبعة واستطاعت عمل تغيير جذري في مسار حياتها العملية والإجتماعية والمهنية بما تملكه من سمات قيادية متميزة. هذه النماذج تستحق التوقف عندها لدراسة أبرز السمات التي تميزها وكيف استطاعت أن تحقق النجاح والتميز. ومن أبرز هؤلاء القادة الذين نعتز بهم سيد البشرية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) الذي كان قائدا محنكا ذا رؤية واضحة استطاع انتشال الأمة من الظلمات والجهل إلى النور بأسلوبه وأخلاقه وسماته المتميزة.
ماورد أعلاه ليس انتقاصا في الدور الكبير المهم الذي يقوم به المدراء ولكن الأمر يحتاج لشيء من المرونة والانفتاح والتغيير والتجرد من المصلحة الذاتية إلى المصلحة الجماعية، واكتساب بعض المهارات والسمات القيادية لينعكس ذلك إيجابا ويكون له أثر على الفريق والمؤسسة.
عبدالله الحجي
٢٠١٥/٩/١١