أحياناً نجرح مشاعر الآخرين من حيث لانشعر وبدون قصد وأحيانا يكون تفاخراً وتباهياً والطريقة المثلى هي أن نضع أنفسنا مكان الشخص نفسه ونقيس إن كان الأمر طبيعيا ونتقبله لأنفسنا أم لا فنرتب على ذلك أثراً. أحياناً يكون الحديث عابراً خاطفاً، وأحياناً يصير فيه إسهاب، أحدهم يرفع والآخر يكبس بدون أي مراعاة لمشاعر وأحاسيس الشخص المعني الجالس بينهم وهو يكتم امتعاضه وتأثره النفسي. القضايا والمواقف كثيرة ولكن لابأس أن نتوقف عند هذه الأمثلة الثلاثة المتكررة في مجتمعنا:
١- الحديث عن الحمل والإنجاب أمام زوجين تأخرا كثيرا في الإنجاب وهما بانتظار الفرج من الله جل وعلا.
٢- الحديث عن الزواج أمام فتاة تأخرت كثيرا وتنتظر الفرج لتسعد مع ابن الحلال المقسوم لها.
٣- توجيه رسائل لطفل أمام والديه لأمور خارجة عن إرادتهما وليس لهما فيها حول ولا قوة مثل صغر الحجم، تأخر النمو، تأخر المشي، تأخر النطق، تشوه خلقي أو غيره.
وعلى ذلك فقس في الكثير من المواقف التي قد تدخل فيها أيضا المقارنات بين هذا وذاك والتي نحتاج فيها إلى المداراة لإخواننا كما حثتنا شريعتنا السمحاء، بل ونغتنمها فرصة لنرفع أكفنا متضرعين بالدعاء لهم في ظهر الغيب لتفريج الهم وكشف الكرب وشفاء المرضى.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض”
وقال (صلى الله عليه وآله): “مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش”
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): “دارِ الناس تستمتع بإخائهم، والقهم بالبشر تمت أضغانهم”
هي سطور لأربي بها نفسي وأروضها قبل أن تكون لغيري والله المستعان للتخلص من ذلك.
عبدالله الحجي
٢٠١٥/٩/٢