عيب ياشباب!

قياسي
 
انتشرت في الآونة الأخيرة صور لحديقة في الحي يأسف الإنسان ويتألم لمشاهدتها. تصرفات من قبل بعض الشباب وليست من الأطفال لنقول ينقصهم الرشد والإدراك.
 
لقد أنشأت أمانة الأحساء مشكورة هذه الحديقة واهتمت بها وحرصت على تشجيرها وتوفير الألعاب المتنوعة للأطفال، والجلسات للعوائل،  ودأبت للمحافظة على نظافتها لخدمة سكان الحي.
 
الصور كثيرة ولكن لنركز على أربع من الصور المؤلمة الغير مسؤولة والتصرفات المنبوذة التي تعكس صورة سيئة من التخلف وقلة الوعي وعدم الإهتمام بالممتلكات العامة التي تخدم المجتمع.
لم يمض على فتح الحديقة شهر وإذا بألعاب الأطفال مكسرة وخارج الخدمة يأتي الطفل ببراءته يقف أمامها يحركها يمينا وشمالا يريد الاستمتاع باللعب ولكن دون جدوى فيذهب لوالديه حزيناً مصابا بخيبة الأمل.
 
شجيرات ونخيلات غرست لتضفي جمالا على الحديقة وتوفر الظل عندما تكبر ولكن تمتد إليها تلك الأيادي العابثة وتقتلعها من جذورها لتطرحها أرضا!
 
إنها حديقة صغيرة للإستمتاع بالمشي فيها على القدمين فيزيد استغرابك أن ترى من يتجول فيها فوق العشب بسيارته غير مكترث بما يسببه من أضرار وإزعاج للآخرين.
 
أما النفايات فحدث ولاحرج مع من يتكاسل في تجميعها ووضعها في الحاويات الخاصة المتوفرة من حوله فيترك المكان قذرًا تشمئز نفس من يأتي للجلوس من بعده فيبقى على وضعه حتى يأتي عمال النظافة لتنظيفه في اليوم التالي.
 
نكتفي بهذه الصور لنحكم إن كانت هذه التصرفات تليق بنا من ناحية النظافة التي حثنا عليها ديننا الحنيف ومستوى الثقافة والوعي الذي نطمح أن يكون منشرا بيننا. إن المحافظة على الحديفة والممتلكات العامة هي مسؤولية الجميع ولابد من اتخاذ الاجراءات الضرورية بالنصح والمنع والتوجيه والمساهمة في نشر الوعي وتبليغ الجهات المعنية إن لزم الأمر لاتخاذ الاجراءات اللازمة اتجاه كل من تسول له نفسه بالعبث والتخريب بدلا من الإكتفاء بالتفرج بسلبية والتقاط بعض الصور. 
 
الممتلكات العامة هي ملك كل مواطن وهذه التصرفات اللامسؤولة غير مقتصرة بالحديقة فقط بل بشوارعنا ومدارسنا وغيرها. فكم نحن محتاجون لنشر الوعي والثقافة بخصوص النفايات التي ترمى حول المنازل والشوارع لكي نعمل يدا بيد مع  مقاول النظافة الذي يحتاج لزيادة عدد الحاويات والبراميل ليكمل جهوده وخدماته التي تحسنت كثيراً بمتابعة حثيثة من بعض الإخوة المواطنين. أما بخصوص المدارس فقد أعجبني تصرف بعض المعلمين بسبب حرصهم واهتمامهم ومايملكون من حس إنساني واجتماعي عندما طلبوا من إمام المسجد حث أولياء الأمور وأبنائهم للمحافظة على المدرسة التي تم تجديدها وتحسينها مؤخراً.
 
 وفق الله الجميع لكل خير وجعلنا جميعا من المحافظين على بيئتنا و ايضا من المساهمين في نشر الثقافة والوعي.
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/٨/٢٩