رسالة لإبني وأخي الطالب …
هاهي أيام الإجازة قد تصرمت فكيف قضيتها وكيف استثمرتها وماذا أضافت لرصيدك الدنيوي والأخروي؟ وماذا قدمت لنفسك وعائلتك ومجتمعك؟ اعط نفسك بعض الدقائق لتدون ماحققته ودرجة الرضا على مقياس من عشر درجات… هل استثمرتها كما ينبغي أم أنها انقضت بين اللعب والأكل والنوم والتأفف بين الفينة والأخرى مردداً كلمات الزهق والطفش والملل… أترك لك الإجابة على هذه التساؤلات بينك وبين نفسك فقط لتستشعر مقدار الشعور بالمسؤولية ومدى احترامك وتقديرك لذاتك.
لنطوي الصفحة التي قد تكون سُطرت بالنتائج الجميلة المشرفة، أو سطرت بما يعود بالحسرات على كل دقيقة ضاعت هباء منثورا، ولنفتح صفحة جديدة مع بداية الفصل الدراسي الجديد. كيف هو استقبالك لليوم الأول؟ أترى نفسك متشوقاً ومتحمساً للذهاب إلى المدرسة أم أنك لازلت ترغب في تمديد الإجازة لتواصل حياة الخمول والكسل وتتلذذ بهدر المزيد من الوقت من عمرك؟
وإن تعددت عوامل السعادة والنجاح فالتغيير بيدك أنت لترسم خارطة طريقك لتجعل هذا العام أكثر متعة واستفادة لتحقق أفضل مما حققته في العام الماضي. لاتلق باللوم على غيرك من بيئة المنزل والمدرسة وإن كان لهم دور كبير في ذلك، وخذ بزمام الأمور والمبادرة لتصنع التغيير لما هو أفضل مبتدءا بتغيير نفسك قبل التفكير في تغيير العالم من حولك.
حتماً إنك بحاجة إلى المشوقات من بيئة دراسية مناسبة ومعلمين يتمتعون بأساليب حضارية راقية ومناهج تشدك وترغبك للعلم والمعرفة وكلنا أمل وتطلع إلى ماتبذله وزارة التعليم وإداراتها وحرصهم على الرقي بالتعليم في وطننا الحبيب. إنك بحاجة للتحفيز فهو بمثابة الوقود ولكن لو انعدم التحفيز الخارجي ممن حولك لأي سبب ما فكن متفائلاً إيجابياً واستعن بالتحفيز النابع من ذاتك لتواصل مسيرتك التعليمية بجد واجتهاد وتميز وأنت بكامل الثقة بقدراتك وإمكاناتك وطاقاتك. واعلم أنه لاشيء مستحيل في هذا الوجود إذا ماكان لديك الرغبة والإرادة والعزيمة والحزم والإصرار لتحقق كل ماتصبو إليه من آمال وطموحات على المدى القصير والبعيد.
وفقك الله لمزيد من النجاح والتقدم لتنال الشهادات العليا ولتسهم في تقدم وازدهار مجتمعك ووطنك.
عبدالله الحجي
٢٠١٥/٨/٢٣