تواجه الإنسان في حياته بعض الأمور التي لايرتضيها من عادات وتقاليد وتصرفات وسلوكيات يقوم بها الآخرون بقصد أو بدون قصد يتأثر وينزعج منها في كل مرة تتكرر، وقد ينتج عنها لوم وعتاب وتخاصم وتباعد وتنافر وتوتر في العلاقات بين الأعزاء. فهل يستحق الوضع كل ذلك عند تكرر هذه المواقف والأحداث من أشخاص أعزاء تتعامل معهم باستمرار؟
كثير من الأمور ربما علاجها التسامح و التجاهل وتركها تعدي بدون التوقف عندها كثيرا، والتدقيق في تفاصيلها وجزيئياتها وسوء الظن والطعن في الطرف المقابل الذي قد يكون له ظروفه الخاصة ومببراته لتكرار ذلك أو لطبع أو عادة أو خصلة اعتاد عليها ويصعب عليه التخلص منها أو لقيم خاصة به. خليها تعدي أو مايقال بالانجليزي (لت جو – Let go) تلعب دورا كبيرا في نفسية الشخص حينما يبدأ بتطبيقها فيما يتناسب من مواقف ليتخلص من الضغوطات النفسية والتفكير السلبي وسوء الظن بالآخرين وحمل كل الأمور على محمل الجد وعدم غفران الزلات والخطيئات من المقربين والأصدقاء. خليها تعدي تبعث في النفس التسامح والعفو والصفح وعدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها وأكثر مما تستحق لكي يعيش المرء محافظا على هدوئه و على علاقاته العائلية والإجتماعية بصفاء نفس وراحة بال واطمئنان. خليها تعدي تخلص الإنسان من المراقبة اللصيقة للآخرين وتتبع زلاتهم وأخطائهم وتخلصه من التفكير الذي يجعله يعيش حالة من التوتر والإنفعال وربما يصل الأمر بالبعض للحقد والضغينة والإنتقام.
خليها تعدي هي سبيلك لراحة البال والتغيير من أسلوبك للتعايش مع الأخرين ولايعني ذلك التطنيش وعدم الإهتمام بهم وعدم إحترامهم وتقديرهم. مما لاشك فيه بأنك لن تستطيع تغيير أي شخص أبدا مهما حاولت والتغيير يأتي من داخل النفس. فإذا سلمنا بذلك ولم يغير الشخص من نفسه فماذا عسى أن تفعل أنت لتغييره. وإن لم تستطع ولن تستطع فما عليك إلا العمل بخليها تعدي وحاول أنت من تغيير نظرتك وطريقة التعامل والتكيف مع الوضع قدر المستطاع بالتركيز على الايجابيات وليس فقط على السلبيات. خليها تعدي تجعلك تتوقف عن إلقاء اللوم والعتاب على الآخرين وتجعلك تتعلم تحمل المسؤولية والتحكم في نفسك وحياتك وتتعايش مع من حولك بعيدا عن الإصرار على محاولة تغييرهم بما يتوافق مع أهوائك ورغباتك. خليها تعدي تجعلك تنسى الماضي الذي أحطته بالظلمة والسواد، وتفتح عينيك على المستقبل المشرق لتخطوا خطوات جريئة تنقلك نقلة نوعية للتخلص من الطاقات السلبية التي لا تجر على صاحبها إلا الهم والغم والنكد والخسران.
٢٠١٤/٩/٢٠