انموذج فخر في العطاء بصمت

قياسي
النماذج المشرفة للعطاء كثيرة يفخر بها المجتمع سواء كان العطاء ماديا أو معنويا ويشرفني الوقوف عند أحد هذه النماذج مقدما الشكر والتقدير لشخصين متقاعدين مقابل خدماتهما الجليلة التطوعية التي يقدمونها للمجتمع بصمت وهدوء. في كل صباح يخرجان في جولة ميدانية متلمسين حاجة المنطقة وأهلها في شتى الميادين والمبادرة بكل عزيمة وإرادة باتخاذ إجراءات عملية في التواصل مع الجهات الحكومية والمؤسسات المسؤولة لتحسين الوضع وتطوير الخدمات وسد حاجة المجتمع بما تتوفر من إمكانات.



لقد تشرفت بالجلوس معهما وانبهرت بتنوع الخدمات الي يقدمونها في شتى الميادين و لم تقتصر جهودهما على منطقتنا فقط بل امتدت لمختلف المناطق إلى درجة أن بعض الجهات تستغرب منهما هذا التصرف وتسألهما بأي صفة تتحدثان فيجيبان بكل فخر واعتزاز بصفتنا مواطنين. خدماتهما الجليلة لم تخطر على البال وهي لاتتوقف عند جهة معينة فتارة تراهما في تفقد أحوال المدارس من نظافة وصيانة وسلامة و هموم الطلاب والمعلمين وينتقلان إلى إدارة التعليم للتواصل مع المسؤولين لإيجاد الحلول الناجعة. وتارة تكون الزيارة للمطالبة في فتح عيادة أسنان في المنطقة وتحسين الخدمات الطبية، وتارة بزيارة التنمية الاجتماعية للاستفادة من الخبرات وتبادل الأفكار، وتارة بزيارة الشرطة والمطالبة بإنشاء مركز شرطة في المنطقة وتعزيز الأمن والاستقرار، وتارة بزيارة المرور للحد من التصرفات اللامسؤولة من الشباب المتهورين وضمان سلامة المجتمع من الحوادث، وتارة  بزيارة شركة الكهرباء والأمانة والمصلحة والمقاولين للإبلاغ عن المشاكل والأعطال التي تضر بالصالح العام. 

كلمة شكرا قليلة في حقهما والدافع والمحفز لهما للقيام بهذا العمل نابع من شعورهما بالمسؤولية والإنسانية والسعادة التي تغمرهما عندما يكونان سببا في تقديم خدمة يسعد بها المجتمع. بطاقة شكر نقدمها للأخوين العزيزين العميد ركن عبدالجليل النصير (بوعبدالله) وعباس اليوسف (بوماجد) من باب من لايشكر المخلوق لايشكر الخالق. نعم لم يكن التقاعد نهاية المطاف لهما ولم يكن نهاية العطاء الذي اعتادا عليه بل تضاعف من محض عزيمة وإرادة وإصرار ودوافع إنسانية. وماهذه السطور إلا للتعريف بجزء يسير من خدماتهما لكي نتخذهما قدوة في تحمل المسؤولية والانصهار في تلمس احتياجات من حولنا والتخلي عن الأنا وحب الذات، والتعاون والتكاتف والعمل يدا بيد. وأن نكون على تواصل معهما لمعالجة المشاكل وايجاد الحلول المناسبة مع الجهات المختصة. إنها رسالة لنكون جزءا من الحل لامن المشكلة ونتحرر من الأفكار السلبية والنظرة المتشائمة الهدامة، وأن يكون لنا دور بارز ونسهم في تطوير ورقي منطقتنا ومجتمعنا.


عبدالله الحجي
٢٠١٤/١١/٢٩

رأي واحد حول “انموذج فخر في العطاء بصمت

  1. منى النصير

    اللهم صّلِّ عَلَىْ مُحَمِّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدْ
    نشكر كاتب المقال على هذه اللمحة الانسانية التي يغفل عنها الكثير بالمجتمع وهي تقدير اصحاب المعروف الذين يسعون لقضاء حوائج المؤمنين في صمتهم الذين يزين عمهلم ويجعله خالصا لله تعالى ، لايبتغون شكرا ولا سمعة انما اجرا من الله تعالى وخدمة لوطنهم ومجتمعهم احد هؤلاء الرجال العميد عبد الجليل النصير الذي لاتحتمل هذه الاسطر مهما طالت ان تذكر محاسنة وجميل صنائعه التي يثقل ميزانها ولا يعلم مقدار جزائها الا رب العالمين يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد اللَّه دهره" وعن الإمام الكاظم عليه السلام « إنّ للّه عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس ، هم الآمنون يوم القيامة » وعن الصادق عليه السلام: "ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه اللَّه تبارك وتعالى: عليّ ثوابك، ولا أرضى لك بدون الجنة" اخي العزيز هنيئا لنا بك وهنيئا للارض التي تمشي عليها لخدمة المحتاجين نحتاج امثال العميد عبد الجليل النصير ليكونو قدوة لابنائنا لنرتقي بهذا المجتمع ولنكرس التطبيق الفعلي لرسالة الرسول الاكرم صل الله عليه واله وسلم

التعليقات مغلقة.