يتحدث علماء التغيير عن نظرية التغيير الذهبية التي أنار الله بها قلوبنا قبل أكثر من ١٤٠٠ سنة وهي التركيز على تغيير النفس قبل التفكير في تغيير المجتمع والعالم كما ورد في قوله تعالى:” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” الرعد ١١، وكذلك في قوله تعالى:”ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ” الأنفال ٥٣
للتغيير فوائد جماء للخروج من الحياة الروتينية الرتيبة المملة، وللتجديد والتطوير والإبداع والابتكار والخروج من بوتقة الانكفاء والتقوقع وغيره من الفوائد. البعض من البشر تنقصهم المرونة مما يجعلهم يرفضون التغيير ويقاومون بكل قوة خصوصا للأمور التي مارسوها ردحا من الزمن فشكلت لديهم حالة من الإطمئنان، وجوا مفعما بالراحة.
موضوع التغيير واسع لمن أراد فتح الباب على مصراعيه وأركز في هذه السطور على دور القائد المثالي الفذ حين يرغب في تغيير أمر ما ونجاح وضمان تنفيذه سواء في عائلته أو في مؤسسة اجتماعية أو منظومة يعمل فيها.كما أسلفنا تغيير الآخرين ليس بالأمر السهل وعليه لابد أن يغير الإنسان من نفسه في الدرجة الأولى ومن ثم إشراك أفراد فريقه أو من يرعاهم لتقبل فكرة التغيير الذي يطمح إليها، موضحا الأهداف والفوائد ويشركهم في تقبل وتنفيذ هذه الفكرة بعيدا عن السلطة القهرية الديكتاتورية التي يملكها. فتقبل الأغلبية منهم -إن لم يكن جلهم- للفكرة وقناعتهم بها سوف يسهم في تحقيق نجاح باهر وبسهولة وفي وقت قياسي، وسوف يسهم الجميع في التنفيذ بشكل مميز سواء كان القائد حاضرا أوغائبا.
أما إذا لم يقتنع الأغلبية العظمى من أفراد الفريق ولم يشتروا الأفكار المطروحة فقد حُكم عليها بالموت والوأد، وإن فرضت قسرا ممن يملك السلطة والقيادة فستنفذ بدون رغبة وربما لا يرتقي الأداء لتحقيق الجودة والمعايير المطلوبة، وأحيانا يتم تجاهلها كلما سنحت الفرصة في حال غياب القائد الذي فرضها بالقوة.
إذا لضمان تنفيذ أي تغيير بنجاح، لاتتجاهل دور أفراد فريقك التابعين لك واجعلهم طرفا معك لكي تضمن قناعتهم وولاءهم ورغبتهم الذاتية في التغيير، بعد ذلك اترك الأمر لهم واطمئن.
٢٠١٤/٣/٢١