قمت إلى الصلاة فإذا بي أرى أمامي شابا لا يتجاوز السادسة عشر، لم تكن وقفته مستقيمة ورجلاه منحنيتان فقلت في نفسي لما لايقف كما ينبغي ويجعل قدميه في استقامة تامة! فقنت الإمام ورفع يديه للقنوت ولم تكونا سويتان أيضاً وكان يرفعهما بصعوبة وترتجفان ويأبى إلا التماسك لكي يكمل تضرعه و دعاءه وتوسله. حينها استيقنت بأن لديه إعاقة في كل بدنه وعندما انتهى من صلاته خرج يسحب قدميه سحبا ترى على وجهه علامات الإنهاك والعناء.
حينما يمعن المرء النظر يجد مثل هذه الصورة بل أسوأ منها بكثير ولم تغفل عن أداء الواجبات والمحافظة على الصلاة في أوقاتها والحرص على صلاة الجماعة. لقد شدني هذا الموقف لأستحضر نعم الخالق علينا ونحن نرتع بصحة ونشاط وخفة حركة نتسابق في ركوعنا وسجودنا وقيامنا وجلوسنا كل ذلك بفضل الله تعالى ونعمه علينا.
رب كريم ودود رحيم حليم تواب غفور يمهل ولايهمل لايعاجل بالعقوبة، فكيف نقابل إحسانه وكرمه؟! حينما يتكرم علينا مخلوق ولو بشئ قليل نتحين الفرص لكي نرد جميله. فأين نحن من كرم الله علينا ونعمه التي لا تحصى أيليق بنا أن نقابلها بالإساءة والتقصير؟! أين نحن من قول المصطفى (ص) حينما طلب منه أن يخفف على نفسه في العبادة فرد قائلا “أفلا أكون عبدا شكورا”
عبدالله الحجي
١٤٣٤/٨/٨