جوجل والخدمات الفارهة

قياسي
تربعت جوجل بكل شموخ على قائمة الأحسن 100 شركة أمريكية للعمل فيها في عامي 2007 و 2008 حسب مجلة فورشن الأمريكية (Fortune ). إلا أنها تراجعت للمرتبة الرابعة في عام 2009 و قفزت شركة نت أب (NetApp) من المرتبة الرابعة عشر لتحتل المرتبة الأولى مكان جوجل.


لقد اكتسبت شركة جوجل شهرة كبيرة نظير المميزات والخدمات التي تقدمها لموظفيها حتى نالت إعجاب الناس واستحقت ما وصلت إليه بكل جدارة. فسياسة الشركة منصبة على راحة الموظفين في الدرجة الأولى ولا تستكثر المصروفات التي تبذلها في هذا المجال لأنها على قناعة بأن كل دولار يصرف سيكون له مردودا ايجابيا في زيادة إيرادات الشركة.
لقد وفرت الشركة البيئة الصحية الملائمة بحيث كان لها الفضل في استحثاث عقول الموظفين لتقديم الأفكار الإبداعية و الابتكارية والوقوع في حالة عشق مع أعمالهم إلى درجة أن البعض منهم يفضل النوم في الغرفة المخصصة في مكتبه بدلا من الذهاب لمنزله، حتى وصل الأمر بالإدارة لحثهم وإقناعهم على مراعاة الموازنة بين حياتهم الشخصية والعملية.
ماذا فعلت شركة جوجل؟ من أهم الأمور التي اهتمت بها الشركة الثقة بالموظفين بحيث تخلت عن النظام التقليدي بالحضور والانصراف في وقت محدد بل كانت تؤمن بأن الإنتاجية تقاس بالنتائج وليس بالحضور والانصراف على الوقت – فكم هم الذين يحضرون أياما ولا ينجزون ما ينجزه غيرهم في ساعات. وبما أنها تعتمد على التكنولوجيا والإبداع فقد خصصت وهيأت أماكن للإسترخاء والراحة وللمساعدة على توليد الأفكار الإبداعية وتبنت برنامجا يعنى بمكافأة المبدعين والمتميزين وحرصت على تقدير الأفكار الإبداعية وسرعة تطبيقها وتنفيذها.
ولإهتمامها بالعنصر البشري فلم تغفل الدعم المادي والمعنوي لتطوير مواردها البشرية وحثهم على مواصلة الدراسات العليا. إلى غيره من الخدمات الأخرى التي تجعل الموظف يشعر وكأنه يمكث ساعات في منزله منها المأكل المجاني الصحي الملائم لكل شخص طوال ساعات العمل وقاعات الترفيه واللعب وغسيل الملابس والكوي والحلاقة والتجميل والمساج والعلاج الطبيعي والخدمات الطبية والمكتبات وغسيل السيارات وتوفير حافلات مريحة مزودة بشبكة انترنت لاسلكية لنقل الموظفين من وإلى موقع عملهم.
هذا بعض مافعلته جوجل وبالطبع لم تصل إلى ما وصلت إليه لو كان تركيزها منصبا على التكنولوجيا والعمل وإهمال الثروة الكبرى ألا وهي العنصر البشري.
وما من شك في أن شركة نت أب قد أنفقت الكثير لتحقق هذه القفزة الكبيرة وتنافس شركة جوجل بعد أن كانت في المرتبة 14 في العام الماضي.
فهل حقا يحتاج الموظف إلى كل هذه المحفزات والمميزات والخدمات الفارهة ليقع في شباك العشق والولاء مع عمله، ويعمل بروح معنوية عالية بكل إخلاص وتفاني وحماس وإتقان، ويضحي بكل ماهو نفيس في سبيل تقدم وازدهار جهة عمله؟