في هذه الأيام تتفنن المجمعات التجارية بشتى وسائل الدعاية والتسويق لجذب أكبر عدد من المستهلكين لملابس العيد، تحت شعار «رمضان كريم» و «اشتر بمبلغ (…) واكشط واربح جوائز قيمة».
المتابع لهذه الحملات التسويقية يلاحظ أنها حبكت بحنكة ودهاء لتعود بالنفع الكبير على المحلات المشاركة وبخيبة الأمل للمتسوقين.
واجهت أحد المتسوقين خارجا من أحد المجمعات محترقاً غضباً رامياً بما لديه من كوبونات ومخاطباً زوجته بنبرة حادة: نشتري بخمسمائة ريال ونحصل على كوبونات مكتوب عليها «نشكركم على تسوقكم في معارضنا» أين ذلك من الكرم وشعار «رمضان كريم».
دخلت وتسوقت وقلت: «إن شاء الله أكون أوفر حظا منه»، ولكن لم أتفاجأ بعد الكشط بقراءة عبارة «نشكركم على تسوقكم في معارضنا»، التي كنت متهيئا لها بعد المرور بذلك الموقف، بالإضافة إلى ذلك حصلت على جائزة كوب وإطار للصور قد أكل عليهما الدهر وشرب، وأصبحت الفرصة سانحة للتخلص منهم في هذه الأيام من أجل زيادة عدد الجوائز بدلا من بقائهما في المجمع يعلوهما الغبار وأخذ حيز من المكان يمكن الاستفادة منه في عرض أشياء أخرى أكثر قيمة.
وفي مجمع آخر كان أكثر كرماً، اختفت عبارة الشكر على التسوق، ولكن لم يسلم المتسوقون من خيبة الأمل بوجود جوائز بقيمة عشرين أو ثلاثين ريالاً من أحد المحلات المشاركة في المسابقة. ولكن عند التوجه لتلك المحلات لا يجد المتسوق ما يروق له بهذه القيمة ويضطر للشراء بأضعاف مضاعفة لهذا لمبلغ الجائزة كي يستمتع بحسمها مما سيدفعه مقابلاً لما اشتراه. وأحيانا يصادف أن تكون الجائزة حسماً من أحد المحلات التجارية التي ليس للمتسوق بها حاجة في مثل هذا الوقت مثل محلات النظارات أو غيرها. وأحيانا يحصل على كوبونات ألعاب للأطفال، فماذا يفعل بها المتسوق إذا لم يكن لديه أطفال؟!
وعليه ينتهي الأمر بالمتسوق إلى أخذ بطاقات الجوائز ليسلمها هدية للمحلات المشاركة أو أن يرميها في سلة المهملات ويقول «نشكركم على جوائزكم القيمة»، ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير!
٢٠٠٨/٩/٢٠