اعتاد الكثير على تدوين ملاحظاتهم ومذكراتهم بالطريقة التقليدية بكتابة كلمات وجمل وسردها تحت بعضها في سطور بالرغم من وجود وسائل أكثر فاعلية وفائدة في هذا المجال ،ويعود ذلك إما للجهل بهذه الوسائل والتقنيات أو لكون الشخص يعيش في كوكب التقوقع والجمود والانغلاق فيقاوم ويرفض التغيير لكل ماهو جديد وغير مألوف. الخرائط الذهنية هي إحدى الوسائل والأدوات التي برزت على الساحة منذ عشرات السنين وجال بها مكتشفها توني بوزان جميع أنحاء العالم وذاع صيته وأصبح أحد الرواد المهتمين بالعقل فألف الكتب الكثيرة التي ترجمت لعدة لغات، وقد كان لتواجده في مملكتنا الحبيبة فرصة لحضور ورشة استخدام الخرائط الذهنية على يديه.
لقد أثبتت الخرائط الذهنية نجاحها واستخدمها الكثير كل في مجال تخصصه فهي تستخدم في تدوين الملاحظات والمذكرات، وتلخيص الكتب، وإلقاء المحاضرات والخطب، والتخطيط ووضع الأهداف، وكتابة الكتب والمقالات، وبناء المشاريع، وتشغيل الآلات والمعدات، وتنظيم المناسبات، وتوليد الأفكار الابداعية، والعصف الذهني، وإدارة الاجتماعات، وحل المشاكل، واتخاذ القرارات، والمذاكرة والدراسة وغيرها من الاستخدامات الشخصية والمهنية.
الخارطة الذهنية تعطي صورة واضحة وشاملة في صفحة واحدة وتعتمد على الخيال والربط في الدرجة الأولى بحيث تتماشى مع كيفية عمل المخ بطرفيه الأيمن والأيسر ،حيث تشمل الصور والخيال والألوان المرتبطة بالطرف الأيمن والأرقام والكلمات المرتبطة بالطرف الأيسر. وفكرتها سهلة جدا بحيث يتم رسم أو وضع صورة بارزة في منتصف ورقة بيضاء للفكرة الأساسية التي يدور حولها الموضوع أو المشروع ومن ثم رسم خطوط تشبه الأغصان أو الأعصاب تنبثق من المركز حاملة للأفكار الرئيسة ومنها تتفرع للمستوى الثاني والثالث للأفكار الفرعية حسب الحاجة وتشعب الموضوع. ويراعى أن تكون خطوط الأفكار الرئيسة أكثر سمكا ووضوحا من الفروع الثانوية وأن تكون كل فكرة بلون مختلف وكل فرع يحوي كلمة واحدة قدر المستطاع وتكون الخطوط منحنية لتفادي الخطوط المستقيمة التي يملها المخ, ويكون طول كل فرع بطول الكلمة لكي يتسنى الربط بين الأفكار واسترجاعها بسهولة. كما يفضل استخدام الصور والرسومات التوضيحية عوضا عن الكلمات لأن الصورة تعدل ألف كلمة. ولمن لايرغب بالرسم واستخدام الألوان يمكنه الاستعانة بالبرامج الالكترونية المتوافرة لرسم الخرائط الذهنية كما يستعمل برنامج الوورد (Word) للكتابة والتنسيق.
لقد برز على الساحة في السنوات الأخيرة الكثير من مثل هذه الدورات التدريبية لتنمية الموارد البشرية ،وحبذا لو تبنت وزارة التربية والتعليم مثل هذه الدورات وإدراجها ضمن الأنشطة الثقافية بجانب المناهج الدراسية لما سيكون لها من مردود ايجابي في تطوير مواهب و مهارات أبنائنا الطلاب منذ نعومة أظفارهم ومواكبة كل ماهو جديد.