لقد تعرض في حياته للعديد من المواقف ممن لا يقدرون معنى الثقة وليسوا أهلا لها حتى جعلته ينهج هذا الطريق ويتخذ موقفا سلبيا ليس معهم فقط بل مع جميع أفراد المجتمع. فمن المواقف ما عاناه من مستأجر لشقة له ظل يماطله بدفع الإيجار في كل ستة أشهر وهو يلاحقه بالاتصالات والتردد على بابه مراراً وتكراراً إلى أن وصل به الأمر لرفع شكوى ضده وإخلاء الشقة، حينها أصبح ممقوتا ومنبوذا بسبب مطالبته بحقه. وموقف آخر مع أحد الأشخاص الأخيار الأتقياء الذين لم يشك مطلقا في نزاهتهم وصدقهم ووفائهم بالوعد عندما اقترض منه مبلغا من المال لمدة ثلاثة أشهر وقد مضى عليه ثلاث سنوات ولم يسدده متناسيا تارة ومتهربا تارة أخرى.
إن مثل هذه النماذج كثيرة في مجتمعنا وليست مقتصرة على الصعيد المادي بل تمتد إلى مختلف المعاملات والعلاقات الاجتماعية والوظيفية والأسرية وغيرها ولو دون كل شخص مواقفه لألفت منها مجلدات. إن وجود مثل هذه الفئة يشكل مأساة إنسانية وخطورة ليست مقتصرة على المستوى الشخصي بل تتعداه إلى التشكيك في نوايا وسلوك معظم أفراد المجتمع، والكارثة الكبرى حينما يعمم الأغلبية في الحكم على سلوك الآخرين من خلال هذه النماذج اللامسؤولة في سلوكها و تصرفاتها الإنسانية والأخلاقية. إن انتشار هذه الفئة يشكل آفة تنخر في جسور الثقة المتينة بين أفراد المجتمع حتى تتغلغل وتصبح سمة سلبية بارزة تنتقل من النطاق الفردي إلى النطاق العام. كل ذلك بسبب ما تتصف به من كذب وغدر ومكر وخيانة وبخس للحقوق وعدم احترام المشاعر الإنسانية وفقدان الشفافية ونكران للجميل ومقابلة الإحسان بالإساءة.
كم هو جميل في أن تكون الثقة متبادلة بين الأشخاص فالإنسان يشعر بالراحة النفسية ويأنس عندما يثق به الآخرون خصوصا عندما يتعامل مع من لا يعرفه ولا يمت إليه بصلة، وكم يتأثر عندما يفقد الثقة من أعز الناس إليه و يحذر الآخرون من التعامل معه لما لمسوه منه أو من غيره ممن هم في القائمة السوداء.
إن ديننا الحنيف يحثنا على التحلي بالأخلاق النبوية الحميدة ومنها حسن الظن و بناء جسور الثقة بين الأفراد لما فيه من مصلحة عامة لتوطيد العلاقة والتكاتف والتعاون والتقدم والرقي. وعليه فالتعامل بسياسة لا إفراط ولا تفريط قد يكون هو الأنسب، فلا ينبغي التعميم وفقد الثقة بجميع أفراد المجتمع، ولا ترك الحبل على الغارب والإفراط في الثقة بمن هب ودب، بل لابد من توخي الحذر و التريث ودراسة الشخصية دراسة مستفيضة واختبارها والسؤال عنها للتأكد من أنها أهل للثقة..
لقد تفشى انعدام الثقة وانتشر في مجتمعنا على النطاق العام بخلاف ما تتميز به المجتمعات التي لا
تدين بدين الإسلام. فمن المواقف ما توليه بعض الفنادق من ثقة كبيرة بالنزلاء بعدم الاكتفاء بوضع ثلاجة المرطبات داخل الغرفة بل وضعها في مكان عام في الممرات بعيدا عن الأنظار والثقة بالنزيل لدفع قيمة ما يستهلكه. وموقف آخر ما توليه بعض الدول من ثقة عمياء في المواطنين والسياح في استخدام وسائل المواصلات من مترو و(ترام) بدون التدقيق والتأكد من وجود تذاكر سارية المفعول. إن مثل هذه الثقة جديرة بأن تجعل الشعوب تشعر بالفخر والاعتزاز وتغير من سلوكها لتكون أهلا للمزيد من الثقة.
آفات تنخر بجسور الثقة – صحيفة اليوم
تدين بدين الإسلام. فمن المواقف ما توليه بعض الفنادق من ثقة كبيرة بالنزلاء بعدم الاكتفاء بوضع ثلاجة المرطبات داخل الغرفة بل وضعها في مكان عام في الممرات بعيدا عن الأنظار والثقة بالنزيل لدفع قيمة ما يستهلكه. وموقف آخر ما توليه بعض الدول من ثقة عمياء في المواطنين والسياح في استخدام وسائل المواصلات من مترو و(ترام) بدون التدقيق والتأكد من وجود تذاكر سارية المفعول. إن مثل هذه الثقة جديرة بأن تجعل الشعوب تشعر بالفخر والاعتزاز وتغير من سلوكها لتكون أهلا للمزيد من الثقة.
آفات تنخر بجسور الثقة – صحيفة اليوم